الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وليد الشحي يرتحل مع خيال الطفل في فيلمه الجديد

وليد الشحي يرتحل مع خيال الطفل في فيلمه الجديد
4 فبراير 2012
ضمن بحثه السينمائي المتواصل في استثمار جماليات الصورة، وإيجاد صيغ ومعالجات مشهدية مبتكرة ومتجاوزة لما قدمه سابقا في أفلامه الروائية القصيرة، يعمل المخرج وليد الشحي حاليا على وضع اللمسات والمؤثرات البصرية والسمعية الأخيرة علي فيلمه الجديد بعنوان “الفيل لونه أبيض” الذي يستعد للمشاركة به في مهرجان الخليج السينمائي المزمع إقامته مطلع شهر ابريل المقبل في دبي، ومن خلال عمل متواصل وحثيث في مقر (فيللا سينما) في رأس الخيمة، والتي أصبحت حاضنة حميمية، ومظلة دافئة للسينمائيين في الإمارة، يضع الشحي اللمسات الختامية لعمليات المونتاج والمكساج الخاصة بالفيلم. الفيلم وللدخول في قصة وتفاصيل فيلمه القصير المقبل التقت “الاتحاد” بالمخرج وليد شحي الذي تحدث أيضا عن مشاريع فيلميه وأخرى يخزنها في أجندته السينمائية، كما تحدث عن اكتشافات مفرحة لمواهب محلية جديدة في كلية التقنية برأس الخيمة والتي يمكن أن تقدم أعمالاً مدهشة في المستقبل. ففي سؤال حول فيلم “الفيل لونه أبيض” ابتداء من عنوانه الغريب والمثير للفضول، وما يتضمنه من فضاء سردي ومعالجات إخراجية، أشار الشحي إلى أن الفيلم كتبه السيناريست محمد حسن أحمد، حيث تحول العنوان الغرائبي للنص إلى فضول داخلي لاكتشاف مضمونه وفحواه، ومن هنا كما قال الشحي ارتحلت مع النص، ومع شخصية الطفل الذي يتصدر شخوص العمل، ويعيش تجربة سحرية في تعامله مع الواقع، وما يحيط به من أنماط وسلوكيات حياتية غير مفسرة وغامضة بالنسبة لوعيه وطريقة تواصله مع هذا المحيط. وأضاف الشحي “الفيلم يخاطب زمننا المعاصر، وتصل مدته لحوالي عشرين دقيقة، وهو يتمحور حول علاقة هذا الطفل الملتبسة والشائكة مع أمه وأصدقائه في الحي الذي يقطنه، ومن خلال مفارقات سردية ومواقف متباينة في شبكة العلاقات الغريبة هذه، يتشكل عالم من الرؤى وأحلام اليقظة التي مررنا بها جميعا في طفولتنا، ولكنني في الفيلم، ومن خلال معالجات فنية متناغمة وأمينة لأجواء النص، أردت أن أشتبك بصريا مع المناخات الغرائبية لهذه الأحلام، ولهذه الأسفار الذهنية في خيال الطفل”. تقنية الإخراج وعن الآليات الفنية التي اتبعها في التعامل مع هذه المفارقات المشهدية، أوضح الشحي بأنه قام بتوزيع زمن الفيلم على جزأين، بحيث يتناول الجزء الأول المناخات الشعرية المتلائمة مع الشرود الحر والأخيلة المتزاحمة في عقل الطفل، أما الجزء الثاني ـ وكما أشار الشحي ــ فأخذ منحى واقعيا ومتوافقا مع السياق الطبيعي لسرديات الحياة اليومية المحيطة بالشخصية الرئيسية في الفيلم. وأضاف أن المعالجة الفنية للفيلم انطوت على تحدٍ تقني صعب ومرهق، من خلال تصوير لقطة واحدة متماسكة وممتدة تصل إلى ثماني دقائق ومن دون قطع أو مونتاج، وتكمن الصعوبة في هذه اللقطات الممتدة كما ــ أوضح الشحي ــ إلى إنها لا تحتمل أي خطأ أو خلل في الإيقاع الحسي والداخلي للقطة. وحول كيفية تعامله مع النصوص التي ترده قبل تنفيذها بصريا من خلال الكاميرا، أشار الشحي أن تعامله مع النص يقوم على أساس كونه مسودة أولى يتم إجراء الكثير من التشذيب والتعديلات والإضافات عليها، من خلال نقاشات متواصلة مع الكاتب، ومن خلال نقاشات أخرى مفتوحة مع المجموعة السينمائية التي يعمل من خلالها، لذلك، وكما يرى الشحي، فإن النص في صيغته الأولى هو دائما عرضة للتطور، والاشتباك مع تفاصيل ومشاهد تعتمد على الرؤية التوافقية بين الكاتب والمخرج، وبين الشروط التي تفرضها أحياناً ظروف الإنتاج وأماكن التصوير، وغيرها من الشروط التي تحدد الشكل النهائي للفيلم. مشاريع مستقبلية وعن مشاريعه السينمائية المقبلة، وتصديه لأفلام روائية طويلة في المستقبل، أكد الشحي أن بحوزته حاليا نصاً لفيلم قصير بعنوان مبدئي هو “حبل سري” للكاتب محمد حسن أحمد، بالإضافة إلى فيلم روائي طويل كتبه الشاعر والسيناريست أحمد سالمين، والذي يعمل أيضا على نص طويل آخر، وأوضح الشحي أن مساهمات أحمد سالمين دائما ما تكون مهمة وتحمل سياقات بصرية وسردية مفعمة بخصوصيتها وفنياتها العالية التي تتداخل مع ذوق وهوى الشحي نفسه، خصوصا وان نصوص سالمين تنطلق من جماليات المكان وتذهب باتجاه تحليل العقد النفسية الداخلية، والآلام والآمال المعتملة في نفسيات الشخوص المشتبكين روحيا وجسديا مع هذا المكان. مواهب جديدة وعن اكتشافه مؤخرا لمجموعة من المواهب السينمائية الجديدة والشابة في رأس الخيمة، والتي تواصل معها من خلال عمله في هيئة التدريس بكلية التقنية في الإمارة، أشار الشحي إلى أن قسم أو تخصص “الإعلام” الذي تم استحداثه العام الماضي في الكلية أفرز عددا من المواهب اللافتة بين الطلبة وخصوصا في مجال التصوير، والإخراج. وأضاف الشحي “لقد وردتني مشاريع وأفلام عديدة من الطلبة والطالبات، وهناك مجموعة من المواهب التي يمكن الرهان عليها بثقة، لأنها قدمت أعمالا قوية ومبشرة وجريئة، خصوصا وأنها تقدم تجاربها الأولى في هذا المجال، وسيكون مهرجان الخليج المقبل فرصة للتعرف والتوصل مع هذه التجارب، ومع هذه المحاولات الجادة والحقيقية في شكلها ومضمونها”. وأرجع الشحي سبب هذا التميز إلى التفات هؤلاء الشباب للأدب المحلي وما يخزنه من قصص وحالات إنسانية نابعة من عمق الموروث، كما أنهم يملكون الفضول الكافي للتواصل مع الأفلام الجيدة التي تم تقديمها في المشهد المحلي، بالإضافة إلى عرض أفلام فنية عالمية ساهم الشحي من خلال الكلية بتقريب الطلبة من أجوائها الرصينة، وتجاربها المتقدمة التي تترجم القيمة الفنية الخالصة والثراء البصري الجامح للسينما المستقلة. يشار إلى أن لوليد الشحي أعمالاً سينمائية لافتة وذات بصمة قوية في المنجز السينمائي المحلي، ونذكر من هذه الأعمال: “طوي عشبة”، و”باب” و”ريح” و”أحمد سليمان”، و”حارسة الماء”، و”عناوين الموتى”، و”وجوه ونوافذ”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©