عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - أكد سوق أبوظبي للأوراق المالية جاهزية بنيته التحتية لإدراج 5 إلى 6 شركات مساهمة خاصة، فور إصدار هيئة الأوراق المالية والسلع النظام الخاص بالإدراج، بحسب راشد البلوشي الرئيس التنفيذي للسوق.
وقال البلوشي في تصريحات صحفية على هامش حضوره اللقاء السنوي الذي نظمته شركة الاتصالات السودانية “سوداتل” لمساهميها في الإمارات بمقر سوق أبوظبي أمس، إن نظام التداول الخاص بسوق أبوظبي مهيأ تماما لإدراج شركات المساهمة الخاصة حسب اتفاق السوق مع هيئة الأوراق المالية والسلع التي يتوقع أن تصدر قريباً آليات وطرق التداول على أسهم الشركات الخاصة.
وتستهدف هيئة الأوراق المالية من إدراج شركات المساهمة الخاصة في أسواق الأسهم المحلية إتاحة الفرصة أمامها للتحول مستقبلاً إلى شركات مساهمة عامة، بعدما تكون قد تعرفت من خلال إدراجها على قواعد الحوكمة ومستويات الشفافية والإفصاح التي سيتعين عليها اتباعها عند تحول إدراجها لمساهمة عامة.
ووفقا لقانون الشركات، يتعين ألا يقل عدد مؤسسي شركة المساهمة الخاصة عن 3 أشخاص، ورأس المال عن مليوني درهم.
وسيكون لدى الأسواق المالية شاشات تداول منفصلة للتعامل على أسهم شركات المساهمة عامة، إلى جانب الشاشات الحالية الخاصة بشركات المساهمة الخاصة
وأضاف البلوشي أن سوق أبوظبي أجرى خلال الفترة الماضية حواراً مع مسؤولي عدد كبير من شركات المساهمة الخاصة في الدولة، وهناك نحو 5 إلى 6 شركات منها مستعدة للإدراج فور صدور النظام الخاص بالتداول.
وأوضح أن السوق يعتبر أن هذه الشركات جديرة بالإدراج في السوق باعتبارها أقرب للتحول مستقبلاً لشركات مساهمة عامة.
وبحسب احصاءات وزارة الاقتصاد، بلغ عدد شركات المساهمة الخاصة المسجلة لدى الوزارة خلال العام الماضي نحو 145 شركة برؤوس أموال قيمتها 131,3 مليار درهم.
ويعتزم سوق أبوظبي القيام خلال العام المقبل بتنظيم جولات ترويجية في أوساط المستثمرين الدوليين في الولايات المتحدة وبريطانيا، يشارك فيها مسؤولو عدد من الشركات المدرجة في السوق، بحسب البلوشي.
وأضاف أن إدارة السوق ستعاود جولاتها الترويجية للأسواق الخارجية بعد عامين من التوقف، تستهدف جذب الاستثمارات الأجنبية لسوق أبوظبي، موضحاً أن المحطة الأولى ستكون في نيويورك خلال شهر مارس المقبل، تتبعها العاصمة البريطانية لندن، حيث سيقوم السوق مع مسؤولي الشركات المدرجة بعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في ضوء النمو القياسي الذي حققه السوق خلال 2013.
ويحتل سوق أبوظبي المرتبة الثانية في قائمة أسواق المنطقة الأفضل أداءً خلال العام الحالي بارتفاع يتجاوز 60%، الأمر الذي اعتبره البلوشي انعكاساً للنمو الاقتصادي القوي الذي يحققه اقتصاد دولة الإمارات، فضلاً عن ارتفاع أرباح الشركات المدرجة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
وتوقع استمرار السوق خلال العام المقبل في تحقيق أداء افضل مع قرب انضمام أسواق الإمارات إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق العالمية الناشئة خلال شهر مايو المقبل، والذي سيكون عاملاً إيجابياً على أسواق الأسهم المحلية.
وقال البلوشي إن سوق أبوظبي يعتزم خلال الربع الأول من العام المقبل، اعتماد المصرف المركزي ليكون بنك التسوية المالية لشركات الوساطة العاملة في السوق إلى جانب بنك أبوظبي الوطني، بهدف إتاحة أكثر من خيار أمام شركة الوساطة، مضيفاً أن هذا الإجراء يأتي تماشياً مع توصيات المنظمة الدولية لهيئات سوق المال (الإياسكو)، إلى جانب تطبيق أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بهذا المجال.
وأضاف أن العام المقبل سيشهد أيضا طفرة في الخدمات الإلكترونية التي يقدمها سوق أبوظبي للأوراق المالية، ويستهدف من وراءها إحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة سواء للمستثمرين أو لشركات الوساطة عبر أجهزة الهواتف الذكية والأي باد.
واعتبر البلوشي تجربة إدراج الشركات الأجنبية في سوق أبوظبي ناجحة من خلال وجود تداول نشط على أسهم الشركات الثلاثة المدرجة حالياً وهى، شركات سوداتل السودانية، وأوريدو القطرية وعمان والإمارات للاستثمار.
وأضاف أن لدى السوق طلبات جديدة لإدراج عدد من الشركات الأجنبية، بيد أن السوق يركز على استقطاب الشركات التي تحدث إضافة ونقلة نوعية في التداولات .
وأوضح خلال افتتاحه اللقاء السنوي لشركة سوداتل مع مساهميها في الإمارات، أن لدى سوق أبوظبي نحو 1628 مساهماً يمتلكون سهم شركة الاتصالات السودانية الذي حقق تداولات منذ بداية العام الحالي بقيمة 590 مليون درهم، وارتفع سعره بنسبة 23%.وعرض طارق حمزة الرئيس التنفيذي للشركة السودانية أمام عدد من المساهمين المحليين في الشركة التطورات التي مرت “سوداتل”، قائلاً إن الشركة شهدت في الآونة الأخيرة تغيرات على مستوى مجلس الإدارة من خلال تعيين مسؤولين حكوميين من مصرف السودان المركزي ووزارة المالية في مجلس الإدارة، بهدف تعزيز أداء الشركة.
وذكر أن إيرادات الشركة من المكالمات الصوتية والهاتف الثابت في تراجع لصالح خدمة البيانات التي تشكل 9 إلى 10% من إيرادات الشركة، ويتوقع أن تحقق الشركة من وراءها أرباحاً خلال عام 2014/ 2015، فضلاً عن توقعات بتحقيق أرباح من استثمارات الشركة في الكوابل البحرية والتي تقدر بنحو 100 مليون دولار.
وأوضح أن قطاع الاتصالات في السودان يساهم بأقل من 2% من الدخل القومي، مقارنة مع 5-7% خليجياً و3-4% إفريقياً، و10-12% عالمياً، في مؤشر على وجود فرص قوية أمام سوداتل لتحقيق نمو كبير من عملياتها سواء في السودان أو في أسواقها الخارجية غرب إفريقيا.
وقدر حمزة استثمارات مساهمي “سوداتل” النقدية بنحو 571 مليون دولار في اكتتابات زيادة رأسمال الشركة خلال السنوات الماضية، وفي المقابل فاقت الأرباح النقدية الموزعة على المساهمين مليار دولار وأسهم منحة بقيمة 705 ملايين دولار، كما فاقت الأرباح الموزعة للمستثمرين القيمة الكلية لرأس المال بنحو 636 مليون دولار.وعرض الرئيس التنفيذي لأداء الشركة في 5 أسواق إفريقية تعمل فيها الشركة أثارت جدلاً مع المساهمين، حيث تحقق سوداتل خسائر في كافة أسواقها ستضطر بسببها إلى بيع رخصتها في غانا التي كانت ستكبدها العام الحالي خسائر بقيمة 25 مليون دولار.وضخت سوداتل استثمارات في السوق السنغالي بقيمة 400 مليون دولار، وتكبدت العام الماضي خسارة بقيمة 24 مليون دولار من عملياتها السنغالية، بيد أن حمزة قال إنه يتوقع تحقيق أرباح بقيمة 1,8 مليون دولار خلال العام الحالي، كما منيت الشركة بخسارة من عملياتها في موريتانيا بقيمة 200 ألف دولار، ويتوقع تحقيق ربح بقيمة 1,8 مليون دولار خلال العام الحالي، وذلك مقابل استثمارات للشركة بقيمة 250 مليون دولار.وبلغت خسائر الشركة من عملياتها في غينيا كوناكري 6,6 مليون دولار، بيد أن حمزة قال إن الأسواق الخارجية للشركة في طريقها للتحسن وهناك فرص واعدة للحصول على حصص سوقية من جميع الأسواق في مجال خدمات الهاتف المتحرك.
دعوة الشركات المدرجة للقاء مساهميها
أبوظبي (الاتحاد) - دعا راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، خلال لقائه مع الإدارة التنفيذية لشركة الاتصالات السودانية "سوداتل"، الشركات المدرجة في السوق إلى عقد لقاءات مع مساهميها، بهدف ترسيخ مبدأ الشفافية والإفصاح.
وأضاف:" يسعدنا أن تقوم إدارة "سوداتل" بالتعاون مع سوق أبوظبي، لاستقبال مساهميها في دولة الإمارات، كما يسعدنا أن نقوم بالمساهمة في إنجاح تنظيم اللقاء الذي يعد بادرة جيدة من مجموعة سوداتل للاتصالات المحدودة، تسعى من خلاله إلى ترسيخ مبدأ الشفافية والإفصاح في تعاملات السوق المالي .
ودعا إلى تضافر الجهود ومضاعفة التعاون بين الإدارات المعنية في السوق والشركات المدرجة، بهدف تحقيق الصالح العام لجميع الأطراف المعنية ذات العلاقة، نظراً للدور الحيوي الذي تلعبه مثل هذهِ الاجتماعات الهادفة بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى إتاحة مساحة من التفاعل والتشاور بين جميع أطراف السوق.
وبين أن مثل هذه الاجتماعات مع المساهمين تستهدف تنمية الاستثمارات من خلال توفير بيئة استثمارية تتسم بالشفافية والإفصاح والاستقرار، مؤكداً على استعداد إدارة سوق أبوظبي للأوراق المالية لمساعدة الشركات المدرجة ومساهميها في تفعيل عملية الاتصال.
عدد اليوم
