الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوس الواوا

27 يونيو 2007 23:48
ظلت هيفاء وهبي لمدة عامين تغني ''بوس الواوا خلي الواوا يصح''، وكلما سمعناها نصاب بتلبك عاطفي ومعوي، ما يجعل الأمور تختلط علينا فلا نعرف أين او من نبوس، خصوصا وأن الأوجاع والجراح في عالمنا العربي كثيرة، ولا قبلاتنا ولا قبلات هيفا وأمثالها قادرة على تضميدها· لكن أخيرا منحتنا النجمة العربية الأوسع شهرة من كثير من الرجالات والأكثر دلعا من بنات جنسها، ما يهدئ بالنا ويسكن عواطفنا· كيف؟ لأن هيفا نفسها انقلبت عليها حمى الواوا هذه المرة، ما جعل اللغز ينفك أمام المهتمين وباتوا يعرفون من يبوسون وأين·· والمسألة ليست مزحة فنية أو إعلامية، إذ ليس شأناً عادياً أن تظهر على بعض الشاشات (خصوصا اللبنانية) صيغة خبر عاجل (وقد بات خبز المشاهد العربي اليومي) ونسمع أن الفنانة هيفاء وهبي تعرضت لحادث خطير في بلدة رياق البقاعية (وسط لبنان) دخلت على أثره إلى المستشفى· وانتقلت على الفور كاميرات (أل· بي· سي) إلى حيث ترقد هيفا لكي تطمئن ملايين المحبين على صحة نجمتهم المفضلة· والخبر باختصار هو أن مطربة الواوا كانت تصور فيديو كليب لأغنية عنوانها ''حاسة ما بينا في حاجة'' من ألبومها المقبل، وكان المشهد يتطلب أن تقوم طائرة هليكوبتر بمطاردة سيارة مكشوفة تقودها هيفا، وتقترب منها محلقة على علو منخفض، لكن يبدو أن الطيار لم يقدر المسافة جيدا فارتطمت الطائرة بالسيارة، وأصيبت هيفا في مؤخرة الرأس، بالإضافة إلى تطاير شباك الزجاج الأمامي، كما أدى الاصطدام إلى ثقب في خزان وقود الطائرة فانسكب منه جزء على هيفا وفريق العمل·· لكن عناية الله نجتهم من حريق قاتل أو مشوّه (والعياذ بالله)· قد يقول بعض الخبثاء، ومنافسات كثيرات، أن هيفاء وهبي صنعت لنفسها ولأغنيتها المقبلة دعاية أفضل من أية دعاية يمكن أن تتولاها وكالة إعلانية متخصصة، على الرغم من أن ثمن هذه الدعاية كان تلفيات حصلت للسيارة وللهليكوبتر، وقبلهما ـ وهذا هو الأهم ـ للمطربة المحبوبة· وليس مهماً ما يقوله هؤلاء، أو غيرهم، وليس مهماً أن تكون الأغنية نالت دعاية مجانية أو مدفوعة، لكن المهم في المسألة كلها، أن خبر هيفا والواوا الذي أصابها قد جاء في وقت لم يعد يستطيع فيه المشاهدون اللبنانيون والعرب تحمل المزيد من الأخبار العاجلة، القادمة من نهر البارد أو من غزة أو من بلاد الرافدين· فكلها أخبار حارقة خارقة مدمرة للأعصاب، فجاء خبر هيفا لكي ينبه المشاهدين الى حدث يستحق أن يتابعوه وأن يهتموا له حتى ولو كان من طينة أخبار العبسي وإخوانه· والأهم من هذا كله، إن هيفا قد دلتنا على موضع الواوا الحقيقي في واقعنا، وبمجرد أن تأوهت ''أخ'' هتفنا لها ''بوس الواوا خلي الواوا يصح''· عـادل علـي adelk85@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©