الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة الجمهوريين لإقصاء تشيني!

28 يونيو 2007 00:00
السؤال الملح الذي يتردد في أوساط ''الجمهوريين'' في الوقت الراهن هو ذلك المتعلق بكيفية الإطاحة بديك تشيني نائب الرئيس الأميركي من منصبه، وذلك بعد أن تصاعد السخط ضده في صفوفهم· وبسبب الشهرة التي اكتسبها باعتباره مهندس الحرب على العراق، فإن تشيني ينظر إليه دائما على أنه شخص شديد الخطورة، ويدلل أصحاب تلك النظرة على صوابها بالإشارة إلى أن تشيني يعتبر في الوقت الراهن في طليعة الداعين لشن هجوم على إيران من بين رجال الإدارة· على الرغم من أن إطاحة نائب رئيس من منصبه لم يكن أبداً بالأمر السهل، فإن اللحظة الحالية قد تكون هي الأنسب لذلك· إنني أتذكر ''باري جولد ووتر''، وهو يجلس في غرفة المعيشة في منزل والديَ عام 1973 وتحديداً في الأيام الأخيرة من فضيحة ''ووتر جيت'' يناقش معهما ما إذا كان يتعين عليه أن يقود مجموعة من كبار ''الجمهوريين'' إلى البيت الأبيض، كي تقول لنيكسون بأن الوقت قد حان كي يذهب، أم أنه لا يجب عليه أن يفعل ذلك· كان تردد ''باري جولد ووتر'' في ذلك الحين راجعاً إلى ولائه للرئيس وللحزب، ولكنه شعر في نهاية المطاف بأن ولاءه للوطن أقوى، وبناء على ذلك ذهب إلى البيت الأبيض على رأس وفد من كبار ''الجمهوريين''· يمكن لمجموعة مماثلة من حكماء الحزب ''الجمهوري'' يقودهم مثلاً السيناتور جون وارنر(فرجينيا) أن تفعل شيئاً مشابها في الوقت الراهن، انطلاقاً على الأقل من قلقهم من التدني الكبير في سمعة وطنهم في مختلف أنحاء العالم، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص· لكي تنجح خطة كهذه، فإن مثل هؤلاء ''الجمهوريين''، سيكونون بحاجة لوجود بديل جاهز لتشيني· حتى فترة قريبة لم يكن هذا البديل الجاهز والمقبول متوافراً· كما لم يكن لدى الداعين لإقالة تشيني أي حجة مقنعة يمكن أن تجعل بوش يفكر في إجراء تغيير، أما الآن، فإن ذلك قد بات متوافراً· فالفكرة التي يمكن إقناع بوش بها، هي أن هناك حاجة في الوقت الراهن لتعيين نائب رئيس لديه القدرة على هزيمة المرشحين ''الديمقراطيين'' الثلاثة الرئيسيين لمنصب الرئاسة في انتخابات ،2008 وأنه من غير المرجح أن يكون أي واحد من المرشحين ''الجمهوريين'' الثلاثة الكبار في الوقت الراهن وهم''رودلف جولياني'' عمدة نيويورك السابق، والسيناتور ''جون ماكين'' ممثل أريزونا في مجلس الشيوخ، و''ميت رومني'' الحاكم السابق لولاية ماساشوستس في حاجة لشغل تلك الوظيفة خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى ربطهم بحرب بوش فيكون تعيينهم بمثابة قبلة الموت· هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن أيا منهم لا يتوافر على صفات تجعله مقبولاً لدى الرئيس· فـ''جولياني'' ليبرالي أكثر مما يجب ونيويوركي أكثر مما يجب· أما الشهرة التي حققها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والأيام التي تلتها، فلا توصله إلى مكانة أكثر من تلك التي وصل إليها الآن بالفعل· أما ''ماكين'' الذي كانت علاقته مع بوش مضطربة دائما، فقد فقد معظم الدعم الذي كان يحصل عليه من جانب ''الديمقراطيين المعتدلين'' والمستقلين،(ومن قسم لا بأس به من الجمهوريين) أما ''ميت روني'' فليس مقبولاً لقاعدة بوش خصوصاً لو عرفنا أن العديد من الإنجيليين المنتمين إلى الجناح ''اليميني'' المتشدد، قد أعربوا أكثر من مرة عن اعتقادهم بأن المنتمين لطائفة ''المورمون'' ليسوا مسيحيين حقيقيين· لا يتبقى بعد ذلك سوى ''فريد تومسون''· والواقع أن الجميع يحبون ''فريد تومسون''، خصوصاً وأنه يتمتع بتلك الخصائص التي تمكنه من تقديم الدواء الشافي الكفيل بمعالجة المشكلات،والتي كان يتمتع بها رجل مثل الرئيس الأسبق جيرالد فورد، كما أنه يتمتع أيضاً بجاذبية نجوم السينما كتلك التي كان يتمتع بها ''رونالد ريجان''، علاوة على أنه معتدل نسبياً بشأن المسائل الاجتماعية، ويتمتع بشهرة كصانع سلام ورجل تسويات، كما يتمتع بحس فكاهي· الرجل في نظري، يمكن أن يمثل صوتاً للعقل، كما يمكن أن يوفر لـ''الجمهوريين'' منصة للانطلاق منها لخوض السباق الرئاسي، وللرئيس طريقاً للخروج من العراق، من دون أن يبدو وكأنه يتراجع· من المقرر أن يجري تشيني جراحة هذا الصيف لاستبدال جهاز تنظيم ضربات القلب، الذي سيحتاج إلى بطاريات جديدة· لذلك فإنه إذا ما كان الرئيس راغباً،وكان ''الجمهوريون ''قادرين، فإنه سيكون لديهما سبب كاف لاستبدال تشيني وهو: بناء على أوامر الطبيب· وأنا أيضا متأكدة من أن نائب الرئيس سيكون راغبا في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته المتزايدة باستمرار· سالي كوين كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©