لا يزال يسود اعتقاد خاطئ حتى الآن في أن معدات البناء الصينية أو حتى تلك التي تنتجها شركات أجنبية كبيرة في الصين، لا ترق لمستوى جودة أو تقنية المعدات التي تقوم بصناعتها هذه الشركات في بلدانها الأم. لكن فندت دراسة جديدة أعدتها مؤسسة سي أل أس أيه للوساطة هذه المزاعم، حيث اختبرت عدداً من هذه المعدات ووجدت أنها عالية الجودة وقوية الأداء.
ومن المتوقع أن تغزو في وقت قريب علامات تجارية صينية كبيرة مثل ساني وزومليون وليوجونج، التي تتميز منتجاتها بأسعار رخيصة، مواقع البناء في مختلف أنحاء العالم. ويبدو أن الأمور تغيرت بشكل كبير منذ الأزمة المالية قبل خمس سنوات. وكان حتى ذلك الوقت، 90% من الحفارات المستخدمة في مواقع البناء في الصين، علامات تجارية أجنبية، مع أن العديد منها مصنوع داخل البلاد.
وساعدت التحفيزات السخية التي طرحتها الحكومة في خلق طفرة في قطاع الإنشاءات، ما شجع الشركات الصينية القائمة على التوسع وعلى دخول عشرات الشركات الجديدة إلى السوق. وتفتقر الشركات المحلية للدراية الفنية التي تتمتع بها شركات مثل هيتاشي اليابانية أو للطيف الواسع من المعدات التي تنتجها على سبيل المثال شركة كاتربيلر الأميركية. إلا أن هذه الشركات تقدم عمليات تخفيض وتمويل كبيرة لعملائها، حيث قاربت حصتها النصف في السوق المحلية خلال العام 2011.
وعند تحقيقها للنمو، سارعت أفضل الشركات الصينية لتحسين تقنياتها عبر شراء أو الدخول في شراكات مع مؤسسات منافسة أو موردين من الخارج. واستحوذت ساني للمعدات الثقيلة، على اثنين من الشركات الألمانية بيتمايزر وإنترميكس، بينما دخلت في شراكة مع بالفينجر النمساوية. كما قامت زومليون بشراء سيفا الإيطالية. وفي غضون ذلك، شكلت كل من ليوجونج وشوجونج، شراكات مع كومينز الأميركية ودوسان الكورية الجنوبية على التوالي، وذلك بهدف تحسين إنتاج محركات الديزل.
وعندما قل تأثير برامج المساعدات الحكومية، تراجع الطلب على المعدات المستخدمة في مشاريع البناء والتشييد. لذا، تحولت الشركات الأجنبية والتي أخذت في إنتاج معدات أقل جودة في مصانعها الكائنة في الصين خصصتها للسوق المحلية، إلى صناعة معدات تتسم بتقنيات عالية بغرض تصديرها للخارج ولدول جنوب شرق آسيا بوجه خاص.
وأخضعت شركة سي أل أس أيه، الحفارات المصنوعة في الصين من قبل ست شركات تضم سانس وكاتربيلر وهيتاشي ودوسان وكوماتسو وكوبيلكو اليابانيتين، لفترة أسبوعين من الاختبارات الصارمة، لتحديد مدى قوة تحملها وكفاءتها في استهلاك الوقود ومعدل إنتاجيتها. وفي حين كانت كافة نتائجها جيدة، إلا أن أداء معدات شركة ساني الصينية، كان مذهلاً. ومع أنه لم يرق لمستوى كاتربيلر، لكنه تفوق على نظيرات الشركة من اليابان وكوريا الجنوبية.
واختتمت مؤسسة سي أل أس أيه، تقريرها في أن الفجوة التقنية بين الشركات الصينية ومنافساتها من الغرب والشرق، تكاد تكون غير موجودة في الوقت الراهن. وتتوقع المؤسسة، أن تقود ساني بجانب عدد آخر من الشركات الكبيرة العاملة في قطاع البناء والتشييد، اتحاد مكون من الشركات المحلية الذي من المرجح أن يقوم بدمج 60 شركة في ست شركات فقط.
نقلاً عن «ذي إيكونوميست»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
