كأس آسيا للأمم البطولة الأهم في القارة الآسيوية تشغل كل سكان القارة تتداخل في جداول أعمالهم وتدخل كل بيت في القارة الأكبر على مستوى العالم التي يقطنها ثلاث أخماس سكان العالم·
هذه البطولة يحين موعدها كل أربع سنوات وينتظرها سكان القارة الصفراء على أحر من الجمر، يلتقي فيها الشباب الآسيوي يظهر من خلالها تطور الكرة الآسيوية وتظهر المواهب والنجوم الكبار يظهرون من خلالها، بدأت بسيطرة كورية وانتقلت السيادة فيما بعد إلى إيران قبل أن تزور الكويت ويتناوب على زعامتها السعودية واليابان منذ قرابة ربع قرن، هي تبحث عن احد هؤلاء الأبطال أو تبحث عن بطل جديد، وتعود إلينا هذا العام عبر أربع بوابات ومن أربع دول إنها البطولة الأقوى في القارة إنها البطولة الأهم إنها كأس آسيا للأمم·
من آسيا منبع الحضارات القديمة حيث الحضارة البابلية والسومرية والفارسية والصينية والهندية والإسلامية، ومن آسيا القارة التي تشكل 30 في المئة من مساحة العالم، هاهي القارة الأكبر بكل حضاراتها وشعوبها ولغاتها وثقافاتها المتعددة تتحد في ملاعب الكرة، عندما تنطلق البطولة الأكبر فهي بطولة يتنافس على لقب كأسها ثلاثة أخماس سكان العالم، ومن آسيا حيث العجائب والغرائب تكون في تجدد مستمر، يأتي الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بجديده على الصعيد التنظيمي وبطولة تنطلق من أربع دول وللمرة الأولى في تاريخ تنظيم البطولات على صعيد كل الألعاب وليس الأمر بالمستغرب عندما يكون في قارة العجائب والغرائب·
الحكاية بدأت في اليوم الأول من شهر سبتمر عام 1956 من هونج كونج وفي ستاد الحكومة وبصافرة من الحكم الإنجليزي شيفرد انطلقت البطولة الأولى التي تمثل اقوى بطولات القارة الأكبر في العالم وكانت البداية مباراة جمعت الضيف الثقيل الذي كان وجوده في البطولات الأولى سبباً في تراجع شعبية البطولة وعدم نجاحها في النسخ الأولى هو المنتخب الإسرائيلي الذي دخل تاريخ البطولة عندما لعب في افتتاح البطولة وكان الفريق الذي يحقق الفوز الأول بتغلبه على منتخب هونج كونج المضيف·
المشاركة الإسرائيلية كانت سبباً في انسحاب العديد من الدول الآسيوية الإسلامية والعربية وحققت كوريا الجنوبية اللقب الأول لتدخل التاريخ وتصبح أول دولة تتوج بلقب كأس آسيا وحافظت على اللقب للمرة الثانية على التوالي بعدها بأربع سنوات، قبل أن تحقق إسرائيل اللقب للمرة الأولى والأخيرة عام 1964 في البطولة التي استضافتها في الأراضي المحتلة·
بدأت الحقبة الإيرانية عام 1968 عندما حققت إيران اللقب للمرة الأولى واحتفظت بها مرتين فيما بعد، وفي 1972 جاء الفرج وأصبحت البطولة خالية من الشوائب عندما كان لرئيس الاتحاد الآسيوي الأكثر بقاءً على مقعد الرئاسة وهو الماليزي تونكو عبد الرحمن الحاج دور مهم في طرد المنتخب الإسرائيلي من المشاركة في البطولة لتولد البطولة من جديد اعتباراً من عام 1972 وتشهد المشاركة العربية الأولى وجود الكويت والعراق، وتتوالى البطولات التي تقام بانتظام كل أربع سنوات في بلد آسيوي وأقيمت البطولة عام 1980 للمرة الأولى في بلد عربي عندما استضافت الكويت العاصمة البطولة ونجح المنتخب الكويتي في الفوز باللقب للمرة الأولى لتصبح أول دولة عربية تتوج بالبطولة، وتوالت النجاحات العربية عبر المنتخب السعودي الذي اكتسح البطولات منذ عام ،1984 قبل أن تجتاح القارة الآسيوية قوة جديدة تمثلت فيها نجاح التنظيم والتخطيط الاستراتيجي المميز لتبدأ اليابان في حصد نجاحات تفوقها عندما توجت باللقب للمرة الأولى في البطولة التي استضافتها عام 1992 وتحقق ثلاث بطولات في غضون 12 عاماً·
في عام 2002 حدثت ثورة في القارة ليقفز على سدة الرئاسة في بيت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام وبدأ منذ اليوم الأول لفترته الرئاسية بنظرة بعيدة المدى تجلت في الرؤية الآسيوية وهي الورقة التي أعادته للرئاسة مرة واعطت الرؤية شارة الانطلاق لتطوير الكرة الآسيوية في كل صعدها من الملعب واللاعبين إلى المدرجات والجماهير ومن ضمن هذه الرؤية تطوير البطولات الآسيوية على صعيد الأندية التي كانت تقام بين كل أندية ودول القارة وتطوير المنتخبات الآسيوية، وفي نفس الإطار كان القرار التاريخي بمنح شرف تنظيم كأس آسيا لعام 2007 والتي تحمل الرقم 14 وللمرة الأولى إلى أربع دول دفعة واحدة وهي تايلاند واندونيسيا وماليزيا وفيتنام وكان هذا القرار يهدف إلى دخول كرة القدم ودفع عجلة التطور فيها، وها نحن على أعتاب النسخة الرابعة عشرة للبطولة التي ستقام في هذه الدول والتي ستشهد منافسة بين ثلاثة أخماس سكان العالم من أجل الفوز بلقب البطولة الأغلى والأكبر في القارة الأم·
البداية
البداية كانت عام 1951 في دلهي بالهند عندما أقيمت البطولة الأولى التي تجمع المنتخبات الآسيوية لكرة القدم على هامش دورة الألعاب الآسيوية وحققت البطولة نجاحاً هائلاً وتوج المنتخب الإيراني بذهبية الدورة بعد فوزه في المباراة النهائية على الهند، وكانت هذه البطولة هي النواة لاجتماع الدول الآسيوية في تنظيم موحد هو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عندما اجتمع ممثلو 12 دولة هي: هونج كونج وأفغانستان واليابان وكوريا الجنوبية وباكستان واندونيسيا وسنغافورة والهند وتايوان والفلبين وفيتنام وبورما وتم الإعلان عن تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الثامن من مايو عام 1954 وكان الاجتماع الأول للاتحاد في مانيلا ''الفلبين'' على هامش دورة الألعاب الآسيوية الثانية اليابان وتم اختيار مان كام لوه من هونج كونج كأول رئيس للاتحاد الآسيوي كما تم اختيار مواطنه لي واي ثونج كأمين عام للاتحاد وعلى هامش القرارات وتقديراً للدور الكبير الذي لعبته هونج كونج في تأسيس الاتحاد تم إسناد شرف استضافة أول كأس للأمم الآسيوية لونج كونج في العام ·1956
''هونج كونج'' 1-15/9/1956
الطبعة الأولى·· كورية
أقيمت البطولة الأولى لكأس الأمم الآسيوية عام 1956 في هونج كونج وفي التصفيات شاركت إسرائيل لكونها عضواً في الاتحاد الآسيوي آنذاك وتأهلت عن المجموعة الأولى التي ضمتها مع افغانستان وباكستان اللتين رفضتا اللعب مع إسرائيل ومن المجموعة الثانية تأهلت ماليزيا على حساب كمبوديا ثم خرجت على يد جنوب فيتنام، وفي المجموعة الثالثة تأهلت كوريا الجنوبية على حساب الفلبين وتايوان وشاركت في البطولة بشكل تلقائي هونج كونج باعتبارها الدولة المستضيفة·
أقيمت البطولة في هونج كونج وشهدت إقبالاً جيداً من الجماهير هناك وأقيمت بنظام الدوري من دور واحد بين الفرق الأربعة وكانت المباراة الأولى في تاريخ البطولة بين هونج كونج وإسرائيل بتاريخ الأول من شهر سبتمر لعام 1956 وأدارها الحكم الإنجليزي شيفرد وفازت إسرائيل في المباراة بنتيجة 3 / 2 وتوجت كوريا الجنوبية بطلة للنسخة الأولى للبطولة بعد فوزها في المباراة الأخيرة وأمام 25 ألف متفرج على إسرائيل بنتيجة 2/1 وجاءت جميع الأهداف في الشوط الثاني·
عدد اليوم
