الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتائب الأسد... تستخدم الصواريخ الباليستية

15 ديسمبر 2012
أفاد مسؤولون أميركيون بأن القوات الحكومية السورية أطلقت ستة صواريخ باليستية قصيرة المدى على الأقل على مجموعات الثوار في شمال سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، في ما قد يمثل تصعيداً مهماً للحرب الأهلية التي قتلت أكثر من 40 ألف شخص. وقال مسؤولون أميركيون ومنظمة «هيومان رايتس ووتش» يوم الأربعاء أيضاً إن قوات الحكومة السورية تقوم بإلقاء قنابل حارقة شبيهة بأسلحة «النابالم» على المقاتلين الثوار في مناطق آهلة بالسكان، واصفين هذه التكتيكات بأنها أعمال تنم عن اليأس في وقت يكتسب فيه الثوار مزيداً من الزخم في عامين من القتال تقريباً من أجل خلع نظام الأسد. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال مسؤول رفيع من إدارة أوباما: «إلى أي حد ينبغي أن يكون المرء يائساً حتى يعمد إلى إطلاق صاروخ باليستي على شعبه وفي بلده؟»، مضيفاً «إنها آخر وسيلة سيستعملها في محاربة حركة الثورة » بسبب خطر الإصابات المدنية، وخاصة في نزاع حيث معظم القتال يحدث في مناطق حضرية. غير أن التفاصيل كانت قليلة حول موقع إطلاق الصواريخ أو ما إن كانت هذه الأخيرة قد تسببت في أي إصابات حيث اكتفت فكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، بالقول: «لقد رأينا استعمالا ً للصواريخ». ومسؤولو الإدارة الأميركية، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأن الأمر يتعلق بمناقشة خلاصات واستنتاجات استخبارية، رفضوا الكشف عن مزيد من التفاصيل بخصوص أنواع الصواريخ التي استعملت أو أهداف الضربات على وجه التحديد. غير أن مسؤولا ً من حلف «الناتو» في بروكسل قال لوكالة رويترز للأنباء: «إن أجهزة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التابعة للتحالف رصدت إطلاق عدد من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع، ويشير مسار هذه الصواريخ والمسافة التي قطعتها إلى أنها من نوع سكود». وقال مسؤول ثان من إدارة أوباما إن الاستخبارات الأميركية كانت قد وصفت خلال الآونة الأخيرة -قبل نحو أسبوعين- تقارير حول ضربات صاروخية من قبل نظام الأسد بأنها غير صحيحة ولكن «هذه المرة يقولون إنها نوع من صواريخ أرض- أرض». والجدير بالذكر هنا أن الجزء الأكبر من الترسانة الصاروخية المهمة التي تملكها سوريا يضم صواريخ «سكود» من صنع روسي وكوري شمالي، يصل مداها إلى نحو 300 ميل (482 كيلومتراً). وقد كانت هناك تقارير تفيد بأن سوريا قامت بتعديل أحد الأنواع لرفع مداه إلى 435 ميلاً (700 كيلومتر). وتشتهر صواريخ «سكود»، التي استعملها نظام صدام حسين خلال حرب الخليج 1991، بعدم دقتها في إصابة الأهداف، وإن كان يقال إن تعديلات أدخلت عليها قد حسنت قدراتها منذ ذلك الوقت. وفي أسوأ هجوم في حرب 1991، قُتل 28 جندياً أميركياً عندما ضرب صاروخ «سكود» ثكنتهم في الظهران بالسعودية. غير أن صواريخ «باتريوت» الأميركية الصنع استُعملت بنجاح ضد صواريخ «سكود» في حرب الخليج؛ وقد وافق حلف «الناتو» مؤخراً على نشر بطاريات «باتريوت» في تركيا، التي تقتسم مع سوريا حدوداً يبلغ طولها 550 ميلا ً (885 كيلومتراً). غير أن استعمال صواريخ «سكود» أو أية صواريخ مماثلة يمكن أن يزيد من خطر وقوع إصابات مدنية لأنها يمكن أن تنحرف عن مسارها بسهولة وتسقط في مناطق سكنية، حتى وإن أطلقت على مواقع الثوار، وذلك بسبب عدم دقتها. وبينما تواصل القتال في ضواحي دمشق، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن ثلاث قنابل، واحدة منها على الأقل في سيارة، نسفت جدران مبنى الوزارة وقتلت خمسة أشخاص على الأقل. وتكون القنابل عادة ومن تدبير مجموعات تقول بعض الحكومات الغربية إنها أخذت تتسلل إلى صفوف الثوار على نحو متزايد. يشار في هذا الإطار إلى أن إدارة أوباما بادرت يوم الثلاثاء الماضي بتصنيف إحدى المجموعات -جبهة النصرة- كمنظمة إرهابية عالمية حيث تقول الإدارة إن تلك الجبهة جزء من تنظيم «القاعدة» في العراق المجاور. وعلى صعيد آخر، أسرعت الولايات المتحدة ومناصرون آخرون للثورة إلى دعم جبهة معارضة سياسية سورية حيث اعترفت أكثر من 100 حكومة شاركت في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في مراكش بالمغرب رسمياً بائتلاف المعارضة السورية المشكَّل حديثاً باعتباره «الممثل الشرعي للشعب السوري والمظلة التي تجتمع تحتها المعارضة السورية». ومما جاء في إعلان صدر عن المؤتمر: «لقد فقد بشار الأسد الشرعية وعليه أن يتنحى جانباً من أجل السماح بانتقال سياسي مستديم». وكان أوباما أعلن الاعتراف الأميركي بالائتلاف يوم الثلاثاء في حوار مع «إيه. بي. سي. نيوز». وهذا الاعتراف أتى بعد نحو شهر على تنظيم الائتلاف لصفوفه من أجل تمثيل السوريين خارج وداخل البلاد، حيث فشلت المعارضة في إزاحة الدعم الأساسي الذي يحظى به الأسد بين بعض الأقليات، ومن ذلك الطائفة العلوية التي تعد فرعاً من الشيعة. ذلك أن العديد من العلويين، إلى جانب المسيحيين وأقليات أخرى، يخشون انتقال السلطة إلى الثوار الذين ينتمون في معظمهم إلى السنة. غير أن مسؤولاً أميركياً حضر مؤتمر مراكش أشاد بالخطاب الذي ألقاه رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، وهو إسلامي معتدل. وقال المسؤول الأميركي إن الخطيب: «أوضح إلى أي مدى يعمل (الائتلاف) من أجل كل الشعب السوري، بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو الديني». ولكن الخطيب، بالمقابل، انتقد بشكل غير مباشر تصنيف إدارة أوباما لـ«جبهة النصرة» كمنظمة إرهابية، داعياً إلى إعادة النظر في ما وصفه بأنه محاولة غير ضرورية لتقسيم القوات المعارضة للأسد. كارين دييانج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©