قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو للقيادات الفلسطينية مساء أمس، إن السلام ''ممكن'' وتعهد بأن تكون هناك ثلاثة مواضيع للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية تصريحاته ''غير مشجعة''·
وقد عرض نتنياهو على الكنيست الحكومة الثانية والثلاثين في تاريخ اسرائيل والتي تعتبر الأوسع، على الكنيست، وتضم 30 وزيرا بينهم عدة وزراء دون حقائب بالاضافة الى 7 نواب وزراء· وتساءلت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' ابرز صحيفة اسرائيلية بسخرية: ''كيف ستكون الحكومة فعالة حين يكون هناك وزير للتهديدات الاستراتيجية وأخر للتهديدات التكتيكية؟·· ''·
وأضاف نتنياهو مخاطبا الكنيست الإسرائيلي قبل أن يصوت بالثقة على حكومته الجديدة ''أقول للقيادة الفلسطينية·· إذا كنتم تريدون السلام بحق، فبالإمكان الوصول للسلام· سنسعى مع السلطة الفلسطينية من أجل السلام في ثلاثة مسارات: الاقتصادي والأمني والسياسي''· ودعا نتيناهو السلطة الفلسطينية إلى ''محاربة الإرهاب وتثقيف الأطفال الفلسطينيين بأهمية السلام والاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي ''·
وخلال حديثه عن التسوية السلمية النهائية التي سيدير من خلالها الفلسطينيون شؤونهم بأنفسهم، لم يأت نتنياهو على ذكر ''دولة فلسطينية''· وأضاف ''سنخوض مفاوضات سلام دائمة مع السلطة الفلسطينية بهدف التوصل الى اتفاق نهائي، ولا نريد أن نحكم شعبا آخر· لا نريد التحكم في مصير الفلسطينيين''·
وشن نتنياهو هجوما عنيفا على ايران ،وقال: ''يأتي أكبر خطر على البشرية وعلى اسرائيل، من امكانية امتلاك نظام اصولي لسلاح ذري· وأتمنى أن يعمد العالم العربي الى عزل الاسلام المتشدد لأن العالم العربي نفسه مهدد بهذه الاصولية''· واضاف نتنياهو ''عار على البشرية، بعد عقود على المحرقة، أن يتلقى العالم دعوات المسؤول الايراني (الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد) الى تدمير اسرائيل من دون مبالاة، ولا ادانات حازمة، ولا تحرك حاسم وكانها امر معتاد''· وقال إن ''الشعب اليهودي استخلص عبره، ولا يسعه أن يحني الرأس امام طغاة يهددون بتدميره· وعلى عكس ما شهده القرن الماضي، لدينا اليوم وسائل الدفاع عن انفسنا· ونعلم كيف نحمي انفسنا''·
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية ان تصريحات نتنياهو حول السلام ''بداية غير مشجعة''، خاصة انه لم يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة· وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة لوكالة ''فرانس برس'' في اتصال هاتفي من الدوحة حيث يتواجد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس: ''ان هذه العبارات بداية غير مشجعة مع هذه الحكومة''· واعتبر ان تصريحات نتنياهو ''غير واضحة وغامضة ولا تعترف علنا بالدولة الفلسطينية المستقلة، ولا تعلن تجميد ووقف الاستيطان''·
واضاف ابو ردينة ''ان المطلوب من الادارة الاميركية ان تضغط على حكومة نتنياهو للالتزام بأسس عملية السلام، وهي الارض مقابل السلام، ونعني بالارض استعادة جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من يونيو 1967 بما فيها القدس الشرقية''· وقال ''ان اسرائيل ملزمة حسب الاتفاقيات الموقعة سابقا، بالحفاظ على هذه الاسس''·
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: ''نقول لنتنياهو ان الفلسطينيين يستطيعون حكم انفسهم بانفسهم عندما يكون لهم دولة مستقلة عاصمتها القدس''·
ويعتبر محللون، أن نتنياهو سيحاول تهدئة واشنطن عبر إبداء استعداده لتسوية النزاع في الشرق الاوسط، لكنه لن يسعى الى ذلك فعليا، ولكن في الواقع فان المفاوضات التي قادها اسلافه الوسطيون من حزب ''كديما'' بزعامة ايهود اولمرت مع الفلسطينيين، لم تؤد الى نتيجة، رغم ان موقف هؤلاء الرسمي كان يؤيد اقامة دولة فلسطينية· وكان اولمرت اعلن قد تأييده حلا يقوم على دولتين تتعايشان سلميا، لكنه لم يحقق تقدما ملموسا رغم اكثر من عشرين لقاء عقدها مع الرئيس عباس·
وقال المحلل السياسي الاسرائيلي عكيفا الدار ''لن يحصل شيء· نتنياهو لا ينوي متابعة المفاوضات انطلاقا من النقطة التي بلغتها مع حكومة ايهود اولمرت''· وبرفضه دعم قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، اثار نتنياهو مجددا المخاوف من تفاقم النزاع سواء مع الفلسطينيين او على الصعيد الدولي·
عدد اليوم
