الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي.. واجهة حضارية في ظل قيادة تسابق نحو المستقبل

أبوظبي.. واجهة حضارية في ظل قيادة تسابق نحو المستقبل
26 مارس 2016 01:06
أبوظبي (وام) يلحظ الناظر والمتابع لمسيرة أبوظبي، التطورات والخطوات المذهلة التي تخطوها صوب مستقبل واعد مزدهر في ظل قيادة واعية تملك رؤية واضحة سديدة لغد أفضل وشعب محب لها يحيط بها من كل جانب، لتتواصل مسيرة العطاء والبذل والبناء والرقي والازدهار. ويأتي ما تشهده مدينة أبوظبي من تطور وازدهار كبيرين بفضل فكر قيادتها واقتصادها القوي القائم على التنوع والأخذ بكل أسباب التقدم والرفاه من أجل إسعاد الشعب ورفاهيته. وتعد المدينة واحدة من أكثر العواصم تطوراً على المستوى العالمي، فهي تضم سلسلة من أفخم الفنادق والمنتجعات الأنيقة والشقق الفندقية الفخمة ، وتنتشر فيها الحدائق الغناء والشوارع الفسيحة المحفوفة بالأشجار وناطحات السحاب والمراكز التجارية التي تعرض أشهر العلامات التجارية في العالم. وعلى الرغم من الطبيعة الصحراوية لمدينة أبوظبي إلا أنها تتميز بالخضرة الدائمة بعد أن تم تحويل الشريط الصحراوي القاحل إلى رقعة خضراء زاهرة لتصبح حدائق ومتنزهات ومسطحات تكتسي باللون الأخضر تضفي جمالاً وألقاً على المنظر الخلاب لكورنيش أبوظبي الذي يعد عنواناً لتلك المدينة. وخلف هذه الواجهة الحضارية الثرية تكمن حضارة موغلة في القدم تعود إلى أكثر من 5 آلاف سنة مضت عندما كانت مجرد جزيرة صغيرة على مفترق طرق الحضارات القديمة. وفي هذا الصدد، يقول الباحث جمعة الدرمكي: إن أبوظبي ليست مكاناً للحضارة والتاريخ البعيد فحسب، بل هي خليط من الحداثة والتطور والماضي العريق تزهو بما حققته من إنجازات لكنها تظل متمسكة بعاداتها وتقاليدها التي يفوح منها عبق التاريخ. ويضيف: «التطور والحداثة يتلازمان في وصفها مع ماضيها العريق وما تزخر به من مآثر الماضي والحاضر بعطائه السخي والواعد بمستقبل مشرق لمدينة تزهو وتتألق في الركن الشرقي من الخليج العربي.. خليج الحضارات القديمة والنهضة الحديثة مطمئنة إلى عمقها العربي، وعندما نتحدث عن أبوظبي فإننا نتحدث عن قصة المجد وأصالة الصحراء ومدينة الأحلام والحداثة والتألق والإبداع والنظام تجمع بين جمال الحاضر وسحر الماضي في وئام وانسجام تامين، نتحدث عن أرض وأهل يمتد فيهم ومنهم جمال وأصالة الصحراء ومدينة صفاؤها كنقاء الرمال الذهبية والشاطئية على ساحل ممتد يطل على مياه الخليج العربي وعبر حواضر وواحات تثري أمامك الخيارات المتفردة. ويؤكد أن الآثار الشاخصة في كل موقع تاريخي تعد اللسان الناطق بعظمة المدن وازدهارها، وأبوظبي مدينة تختلف عن المدن التائهة بين عمران الحاضر، فهي تدلك على حضارة شعب رغم ما تشهده مدينته من مدنية إلا أنه يظل محافظاً على إرثه الإنساني. وتطرق جمعة الدرمكي إلى اسم أبوظبي حسب المصادر التاريخية فقد ذكره ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان حيث وردت «أم الظبي» و«ذات الظبي»، وهناك ذكر آخر تاريخي مهم يرجع إلى عام 1580 وهي زيارة التاجر الإيطالي «غاسبارو بالبي» للمنطقة خاصة المناطق البحرية، فقد زار هذا التاجر جزيرة صير بني ياس، وكتب عن نوعية اللؤلؤ النادرة في هذه المنطقة.. وذكر جزراً أخرى مثل داس وقرنين وأرزنه ودلما وزركوه والظنة التي تمتد بين جزيرتي دلما وأبوظبي أغنى مناطق اللؤلؤ في جنوب الخليج العربي، مما أعطى إمارة أبوظبي وزناً اقتصادياً وسياسياً، إذ يعتبر الغوص على اللؤلؤ عملية مهمة لطبقات المجتمع حينها، موفراً عملاً لشرائح عديدة من المجتمع. ويشير إلى أن المدينة لعبت دوراً ريادياً وتاريخياً في حركة التجارة والملاحة وتمتعت بعلاقات قديمة ومتينة مع البحر، وتمتلك تاريخاً عريقاً في التجارة البحرية نظراً لأن معظم المغاصات والهيرات البحرية تقع ضمن الحدود البحرية لإمارة أبوظبي، مما أدى إلى اعتماد أهلها على البحر كمورد رزق رئيسي، تبع ذلك تزايد نشاط حركة بناء السفن على الساحل، وبدأ التفكير في إنشاء ميناء للتعامل التجاري حتى أن النشاط البحري امتد داخل البحر ووصل جزيرة دلما، ما أدى إلى ازدهارها في مجال التبادل التجاري وتجمع الغواصون فيها وتوافرت المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب. ونوه إلى أنه مع تقدم الزمن وتطور أبوظبي، وفي العام 1966 تحديداً، بدأ عهد جديد في تاريخ وحاضر ومستقبل إمارة أبو ظبي، وذلك بتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم وكان عهده عهد خير ونماء وتحدي المستحيل.. عهد التأسيس والانتقال إلى عصر البناء في الاقتصاد والزراعة والتربية والتعليم وتمكين المرأة والطفل وازدهار البناء والعمران وجميع مكونات البنية التحتية للبلدان الحديثة. ويقول الباحث جمعة الدرمكي: «إن الشيخ زايد رحمه الله مؤسس دولة الإمارات أظهر رؤية عبقرية في بناء مجتمع جديد يتطلع إليه شعبه وبدأ تنفيذ برنامج تطوير مكثف، وخلال السنوات الخمس التالية شهدت أبوظبي وبقية مناطق الإمارة تطوراً مذهلاً، وأدرك سكان أبوظبي أن فجراً جديداً قد بزغ عندما أعطى المغفور له الشيخ زايد بسخاء وقدم المال وبذل العرق حتى حقق الأماني وحول أبوظبي في زمن قياسي إلى مدينة متألقة ذات سمعة عالمية ثم كان الحلم الأكبر عندما تحقق على يديه قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971 وبجهوده وحكمته إلى جانب إخوانه ملوك وأمراء دول الخليج العربية التأم شملها في أبوظبي عام 1982 ضمن منظومة تاريخية لتشرق شمس «مجلس التعاون لدول الخليج العربية». ويضيف: «في الثاني من نوفمبر العام 2004 انتقل المؤسس الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) إلى جوار ربه بعدما أدى ما عليه تجاه شعبه ووطنه وأمته وبدأ عهد جديد من التطور والنماء في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) الذي يسير على خطى المؤسس متخذاً منه القدوة والنموذج والمثل وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو العهد الذي تلاحقت فصوله في أبوظبي خلال السنوات العشر الأخيرة ليعم التقدم جميع المجالات ولينعم الشعب بالخير والسعادة. ويؤكد أن أبوظبي اليوم تحولت إلى مدينة حديثة سريعة التطور غنية بأفرادها ومشاريعها وثقافتها، وأصبحت المكان الأفضل للحياة والعمل والترفيه، ونجحت خلال حقبة قصيرة من الزمن في التحول من صحراء قاحلة إلى مركز للأعمال المزدهرة تحيط به المجتمعات السكنية الراقية، وأصبحت موطناً للعديد من الموهوبين والمهنيين المحترفين والعمالة الماهرة سريعة التطور غنية ببنيانها المعماري المثير للإعجاب متبنية مبادرات عالمية للابتكار والإبداع ومشاريع واقعية للحفاظ على البيئة مع تخطيط علمي لإحداث تحولات كبرى في مسيرة التطور والنماء والازدهار. مناطق جميلة تزخر مدينة أبوظبي بالعديد من المناطق الجميلة مثل منطقة الكورنيش التي تقصدها العائلات للتنزه والاستمتاع وتتميز على الصعيد الثقافي بمكانتها على الساحة العالمية من خلال إقامة المتاحف العالمية مثل متحف جوجنهايم في جزيرة السعديات. ويعزز « متحف اللوفر» وهو أول نسخة خارجية للأيقونة الفرنسية المعروفة من صورة أبوظبي ومكانتها كجسر بين التراث والحداثة ومركز رائد للفنون العالمية ينافس الشانزليزيه بأشهر معالمه. وتنامت شهرة أبوظبي كساحة للفعاليات الرياضية العالمية وذلك بفضل ما تمتلكه من ملاعب رياضية عملاقة للعبة الكريكت وكرة القدم وما تستضيفه من فعاليات سنوية في الجولف والتنس.. وفي العام 2009 استضافت الإمارة لأول مرة سباق فورمولا 1 في جزيرة ياس على حلبتها التي ما لبثت أن نالت إعجاب محبي السباقات كواحدة من أجمل الوجهات لعشاق هذه الرياضة الفريدة ذات الجماهيرية الواسعة. مكانة متقدمة يقول الباحث جمعة الدرمكي: إن مدينة أبوظبي تمكنت من اكتساب مكانة متقدمة كوجهة سياحية رائدة وذلك بفضل ما أقامته من فنادق ومنتجعات ذات خمس نجوم وملاعب جولف ومرافق ترفيه متقدمة ومناطق جذب ثقافية رائعة فيما يجري العمل على تطوير مطار أبوظبي وتوسعته على قدم وساق وفي الوقت نفسه تقيم مشاريع عملاقة مثل جزيرة ياس شرق العاصمة ومشروع جزر الصحراء في غرب الإمارة وهي المشاريع التي تغطي آلاف الأمتار المربعة وتشتمل على الكثير من عوامل الجذب السياحي والمحميات الطبيعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©