عواصم (وكالات) - وقع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس، أمراً بإرسال بطاريتي صواريخ باتريوت إلى تركيا إلى جانب 400 من أفراد الجيش لتشغيلهما في خطوة من جانب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» لتعزيز دفاعات أنقرة أمام تهديد الصواريخ السورية. في حين وافق النواب الألمان «البوندستاج» بأغلبية ساحقة أمس، على إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا لحمايتها من تهديدات سورية محتملة، في إطار مهمة أقرها الحلف في الرابع من الشهر الحالي استجابة لطلب من أنقرة. ويفتح هذا التصويت الطريق لنشر ألمانيا بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي ألماني في جنوب تركيا، بطلب من أنقرة. ووافق مجلس النواب على القرار بـ461 صوتا مقابل 86 عارضوه وامتناع ثمانية نواب عن التصويت.
وسارع حلف الأطلسي إلى الترحيب بقرار واشنطن نشر بطاريتي باتريوت و400 عسكري في تركيا مؤكداً أن المهمة برمتها «دفاعية بحتة» لا تهدف إلا لتعزيز القدرات الدفاعية لهذا البلد العضو بالحلف. بينما قال الجنرال الهولندي نود بارتلز رئيس اللجنة العسكرية في الناتو إنه من غير المرجح أن يستطيع الرئيس السوري بشار الأسد البقاء في السلطة، قائلاً «يمكنكم القول إني افترض أن الأسد سيختفي. أميل للاعتقاد أن هذا هو الوضع». من ناحيته، أبدى قدري جميل رئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» المعارضة بالداخل والمعترف بها من قبل النظام السوري، بعد لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو أمس، ضمن وفد «ائتلاف التغيير السلمي»، خشيته من أن تتذرع واشنطن بوجود «جبهة النصرة» المتشددة على الأراضي السورية لتقوم بـ «ضربات جوية» و«عمليات عسكرية محدودة» داعياً إلى حوار وطني يجمع على رفض التدخل الخارجي.
في هذه الأثناء، تنصلت موسكو من تصريحات نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوجدانوف أمس الأول، التي أعلن فيها أن نظام الرئيس الأسد «يفقد السيطرة أكثر فأكثر» ولم يستبعد انتصار المعارضة، قائلة على لسان المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش «لم نغير قط موقفنا ولن نغيره» بشأن سوريا. من جهة أخرى، كلف زعماء الاتحاد الأوروبي في ختام قمة أوروبية استمرت يومين في بروكسل أمس، وزراء خارجيتهم باستكشاف «جميع الخيارات» لدعم المعارضة في سوريا. بينما حذر رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون مجدداً نظام الأسد، مؤكداً أن «الجمود واللامبالاة ليسا خياراً» في سوريا. وبدوره، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إنه يجب على الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية تحديد هدف لها وهو «دفع الأسد إلى الرحيل بأسرع وقت ممكن»، معرباً عن ارتياحه لأن «معظم الدول» قبلت بائتلاف المعارضة «ممثلًا شرعياً للشعب السوري».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل إن بانيتا وقع أمر نشر بطاريتي باتريوت و400 عسكري في تركيا قبل أن تحط طائرته في قاعدة انجيرليك جنوب البلاد بعد جولة شملت أفغانستان. وأضاف المتحدث أن «بانيتا وقع الأمر بينما كنا في الطريق إلى تركيا. وينص الأمر على نشر بطاريتي صواريخ باتريوت و400 عسكري لدعم القوات التركية، مشيراً إلى أن العملية ستتم في الأسابيع المقبلة. وتابع ليتل إن تركيا «حليف مقرب» وإن الإدارة الأميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن أراضيها ضمن الحلف الأطلسي. ورفض ليتل الإفصاح عن مكان نشر البطاريتين الأميركيتين وذكر أنهما سترسلان إلى تركيا لفترة غير محددة من الوقت. وأضاف «نتوقع نشرهما في غضون الأسابيع المقبلة». ورحب الأطلسي بقرار واشنطن. وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو «نرحب بمساهمة الولايات المتحدة عبر نصب بطاريتين لصواريخ باتريوت. كما نرحب بقرار ألمانيا وهولندا نصب بطاريتين لكل منهما، ورأت في ذلك دليلا على «الالتزام القوي بلحمة وأمن الحلف الغربي».
ورداً على أسئلة الصحفيين بحضور مئتي جندي أميركي في قاعدة أنجيرليك، حيث تنتشر قوات جوية أميركية تحت قيادة الحلف وتركيا، أعلن بانيتا أن تدمير الترسانة الكيماوية للنظام السوري «تطرح تحديا». وقال «الأمر ليس سهلا إذ ليس من الممكن التوجه إلى هناك وتدميرها» لأن ذلك سيولد دخاناً ساماً. وتابع بانيتا «علينا أن نعمل بحيث لا يتم استخدام الأسلحة الكيماوية ولا تقع بين الأيدي الخطأ». وأضاف أن الولايات المتحدة «تعمل مع تركيا والأردن وإسرائيل لمحاولة متابعة ما يحصل»، بخصوص هذه الأسلحة. وأضاف بانيتا أن بلاده يجب أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات. وتابع «لا يمكن تصور أن يقوم نظام بذلك بحق شعبه لكن التاريخ يعج بقادة مماثلين اتخذوا قرارات شبيهة مروعة». ومضى يقول «علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات.. ونحن نقوم كل الإمكانات».
وفي برلين، وافق النواب الألمان أمس، بأغلبية واسعة جداً على إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا لحمايتها من تهديدات سورية محتملة في إطار مهمة الناتو. ويفتح هذا التصويت الطريق لنشر ألمانيا بطاريتي صواريخ وحتى 400 جندي ألماني جنوب تركيا، بطلب من أنقرة. ووافق البوندستاج على القرار بـ461 صوتاً مقابل 86 عارضوه وامتناع 8 نواب عن التصويت.
من ناحيتها، جددت موسكو أمس، تأكيدها أنها «لم ولن تغير موقفها» حول سوريا، في محاولة للتخفيف من وطأة تصريحات نائب وزير الخارجية أمس الأول والتي لم يستبعد فيها هزيمة نظام الأسد أمام المعارضة. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش خلال لقائه الصحفي الأسبوعي أمس، إن بلاده لم تغير موقفها من الوضع السوري. وكان بوجدانوف صرح لوكالة الأنباء الروسية «ايتار-تاس» بقوله «علينا أن نواجه الأمر. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر. وبالتالي لا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة». وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إلى التعليق قائلة «نريد أن نشيد بالحكومة الروسية لأنها تنبهت أخيراً للحقيقة واعترفت بأن أيام النظام (السوري) باتت معدودة». إلا أن لوكاشيفيتش قال أمس، «رأيت كيف أن الناطقة باسم الخارجية الاميركية قالت... بحماس إن موسكو استيقظت أخيراً وتغير موقفها»، مضيفاً «لم نكن نائمين ولن نغير يوماً موقفنا». وأشار إلى أن «بوجدانوف كرر موقفنا المبدئي المؤيد لتطبيق اتفاق جنيف في أسرع وقت ممكن». وكان بوجدانوف أكد في تصريحاته أمس الأول أن «موسكو ستصر مع ذلك على تطبيق اتفاق جنيف والتوصل إلى حل سلمي للنزاع».
أنقرة: «الباتريوت» لن يحل الأزمة ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الانتهاكات
أنقرة (د ب ا) - صرح نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو، بأن بلاده لن تلتزم الهدوء إزاء تزايد عدم الاستقرار على حدودها وانتهاكها من قبل النظام السوري. جاء ذلك في خطاب ألقاه كورو أمس في افتتاح مؤتمر «أنطاليا الدولي» التاسع عشر للأمن والتعاون بالمحافظة الجنوبية التي تحمل الاسم نفسه، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية. ويحمل المؤتمر الذي يستمر يومين عنوان «تركيا وحلف الأطلسي - 60 عاماً من التعاون من أجل الأمن والسلام»، وذلك بمناسبة مرور 60 عاماً على انضمام أنقرة للحلف العسكري الغربي. وأضاف كورو أن النظام السوري صار يشكل تهديداً خطيراً للحدود الجنوبية لحلف شمال الأطلسي «ناتو». وأوضح أن الأتراك يدركون أن منظومة صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ لن تكون حلًا للأزمة السورية . وقال إن بلاده ستواصل المبادرات مع حلفائها سعياً لإنهاء الصراع في سوريا.
عدد اليوم
