هناء الحمادي (أبوظبي) - بدأت إجازة الفصل الدراسي الأول، ليأخذ الطلبة قسطاً كبيراً من الراحة، وبدا أولياء أمور الطلبة في حيرة حول كيفية اغتنام فرصة إجازة الربيع، والتخطيط لاستغلالها وفق برامج تجمع بين الفائدة والترفيه، ووسط الاختيارات المتعددة، يتجه غالبية الأسر إلى برامج اللعب والترفيه، والتجمعات الأسرية، التي يتخللها نقاش حول مراجعة حسابات الفصل الدراسي الأول، لتصحح وتتفادي الأخطاء في الفصل الدراسي الثاني.
ووجدت شيماء علي، ربة منزل، أنها مناسبة مهمة للآباء والأمهات لمراجعة أساليب التعامل مع الأبناء، حيث تقول عن ذلك: خلال إجازة الفصل الدراسي الأول، أسعى دائماً إلى توفير ما يمكن توفيره لإسعاد أبنائي وتسليتهم وقضائهم لأوقات مفيدة ومثمرة في العطلة، حيث يمكن أن تكون الإجازة مناسبة للتفكير في كيفية التعامل مع الوقت والزمن والعمر، وفي الوقت ذاته فإن بعض الأشخاص يعتبرونها فرصة للهو.
الأوقات المفيدة
وتتابع: لدي 3 أبناء واستمتع معهم عندما يخرجون لقضاء أوقاتهم بما هو مفيد، لأني اهتم بهم أكثر وأشعر خلال ذلك الراحة، لذلك نظمت لهم جدولا مميزا يتضمن رحلات برية وأخرى لزيارة إمارة الفجيرة لمشاهدة الطبيعة الخلابة التي تمتاز بها هذه المدينة، كما أنني سجلتهم بدورات تعليمية في الرياضيات واللغة الانجليزية.
من ناحيتها، قالت سلامة أحمد المطروشي، متقاعدة: جاءت إجازة الفصل الدراسي الأول، وأصبحت فترة الصباح فارغة بالنسبة لأبنائي، وبعد أن كنا نستيقظ في السادسة والنصف صباحاً، ونهرول للوصول إلى نقطة الخروج من باب المنزل بعدها بساعة، بعد أن نقوم بتنظيف البيت والفطور وإعداد وارتداء ملابس المدرسة والجوارب والأحذية، ثم القيادة إلى المدرسة، أصبحت اليوم أستيقظ دون توتر بعد الساعة التاسعة صباحاً، حيث لدي 4 أولاد لم اسجلهم بأي دورات تعليمية أو مخيم، لكني سأخذهم في رحلات داخل البلاد من فترة لأخرى، موضحة أن جلوسهم في البيت وقت أطول أفضل، لأنه بالوقت ذاته، سأهتم بهم أكثر.
بينما وضحة سعيد المرزوقي فتقول: بعد أن ينفض أبناؤنا عن كاهلهم عبء الدراسة، وسهر الليالي، فهم يفضلون الراحة، وأول يوم يكون في النوم لتعويض السهر وأخذ قسط من الراحة، وأضافت: اعتدنا مع أبنائنا ألا نضايقهم في اليوم الأول ونتركهم على راحتهم، لكن تحت رعايتنا المستمرة، وبعدها نبدأ بوضع جدول أيام العطلة، كي لاتضيع أيامها دون فائدة، وبالطبع نتشارك أنا وإياهم في وضعه من أجل تعويدهم على استغلال الوقت وعدم إضاعته، بالإضافة إلى الخروج أحياناً في تجمعات أسرية مع الأهل والأصدقاء، يتخللها النقاش حول مشاكل الفصل الدراسي الأول، ووضع أفضل الحلول لتفاديها في الفصل الثاني.
استراحة
أما أم أحمد موظفة فترى أن إجازة الفصل الأول، فترة استراحة بالنسبة للأهل كما هي للأبناء، حيث تشعر أنه ليس لديها التزامات أو متاعب، فعادة تمضي نهارها في مراقبة أولادها ومتابعة دراستهم، أما في هذه العطلة، فترتاح، وتخرج مع أولادها وتمضي بعض أيامها في محاولة تهيئة أولادها لاستقبال دروسهم في الفصل الثاني.
فترة نقاهة
من جانبة يرى خليفة حميد المطروشي، مدرس لغة عربية أن عطلة الفصل الدراسي الأول مهمة جداً بالنسبة للطالب والأهل وتعتبر فترة نقاهة للأهل والطالب بعد العناء والتعب والجهد الذي بذل من الجميع خلال فترة الفصل الدراسي الأول، بالإضافة إلى ذلك فهي تعتبر متنفساً بالنسبة للطالب وتساعده على تجديد نشاطاته حيث يقوم الطالب بالعطلة بأشياء عدة تتمثل باللعب والاستجمام والرحلات والزيارات وممارسة الهوايات التي يحبها والتي لها انعكاسات اجتماعية ونفسية وفنية ورياضية على الطالب ، مضيفاً المطروشي أن العطلة تخفف من التعب والإرهاق والقلق والضغط الذي يصيب الطالب من جراء الامتحان الذي أداه بالإضافة إلى الإرهاق الذي أصابه من التحضير له .
العامل النفسي
أما إبراهيم طه الخطيب، مدرس اللغة الإنجليزية، فيرى أن الإجازة تفيد في النواحي النفسية للطالب لأخذ الراحة الكافية تمهيداً لاستعادة النشاط البدني مع بداية فصل دراسي جديد يبدأ من نقطة الصفر، وكذلك إتاحة الفرصة للطالب لممارسة عدة نشاطات كدورات تدريبية قصيرة في عدة مجالات تخدم اتجاهات الطالب نحو ممارساته المفضلة وبالتالي إشباع لرغباته التي قد تكون مكبوتة لتعارضها مع الزمن الدراسي، مشيراً إلى أن هناك عدة نواح أسرية أخرى إيجابية من خلال تجمع الأسرة والأقارب وعيش حياة اجتماعية لها الأثر النفسي الجيد على الطالب بالإضافة لمعرفة الأسرة لنواحي القصور في المواد التعليمية لدى ابنهم ووضع الخطوط العريضة لاتباع منهج وأسلوب يحقق الفائدة للطالب.
برامج الطلبة
خطط بعض الطلبة لقضاء الإجازة بشكل مفيد، حيث تقول الطالبة ميثاء صديق، ثاني ثانوي، إنها وضعت برنامجا خاصا بها، وقررت أن تقرأ مجموعة من الكتب، أما الطالبة رنا السيد، فاعتبرت إجازة الفصل الدراسي الأول ضرورية جداً بالنسبة لها ولكل طالب، خاصة أنها تأتي بعد أيام عديدة من التعب والسهر والإرهاق جراء الامتحانات، وأنها ستقضي العطلة بالنزهات والرحلات وزيارة الأقارب والأصدقاء،لأن هذا من وجهة نظرها يساعدها على استعادة النشاط استعداداً للفصل الدراسي الثاني.
أما سالم سعيد الظاهري في الصف التاسع فأوضح أن العطلة تعتبر فترة نقاهة جيدة بعد امتحانات الفصل الأول، بينما الطالب علاء مكاري ثالث إعدادي، فقد كان له رأي مختلف، فهو يريد أن يراجع دروسه لأنه تأكد من خلال الامتحان أنه مقصر بها، ويرغب باغتنام فرصة العطلة من أجل التعويض وتحقيق نتائج جيدة في الفصل الثاني.
عدد اليوم
