الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاج بالتحادث يزيد فرص التعجيل بشفاء المكتئبين ثلاث مرات

العلاج بالتحادث يزيد فرص التعجيل بشفاء المكتئبين ثلاث مرات
16 ديسمبر 2012
أظهرت دراسة حديثة، أنجزها باحثون بريطانيون، أن العلاج بالتحادث يفيد كثيراً في علاج الأشخاص المصابين بالكآبة، خصوصاً منهم من لا تستجيب أجسامهم لمضادات الكآبة والعقاقير الموصوفة لهم لتخفيفها. ووجد هؤلاء الباحثون أن المصابين بالكآبة الذين لم تتحسن أحوالهم على الرغم من تناولهم المنتظم لمضادات الكآبة، يمكنهم أن يضاعفوا فرص علاجهم ثلاثة أضعاف إن هم استعانوا بالتحادث، وأن مستويات الاكتئاب لديهم تقل وتتراجع عندما يتبع معهم المعالج منهجية علاجية تقوم على التوليف بين مضادات الكآبة من جهة، والتحادث والتواصل من جهة أخرى. أما الأشخاص الذين يكتفون بتناول العقاقير فقط، فإن وتيرة استجابة أجسامهم لهذه الأدوية تميل إلى البطء، وفترة علاجهم تطول، كما أنهم قد يقضون فترة طويلة في العلاج دون أن تتحسن حالتهم ودون أن تتراجع مستويات الكآبة لديهم. وقد شملت هذه الدراسة نحو 470 شخصاً، يعانون جميعهم من الكآبة، إذ أخضعوا لعلاج بالمضادات لمدة ستة أسابيع، لكن أجسامهم لم تستجب للعلاج بالعقاقير. وتلقى نصف هؤلاء المصابين علاجاً سلوكياً كان عبارة عن نوع من العلاج النفسي القائم على الحديث والتواصل الشفهي، علاوة على تناول مضادات الكآبة. بينما تلقى النصف الآخر أدوية مضادة للكآبة، دون أن يستعينوا بأي علاج تكميلي. وبعد مرور ستة أشهر، لاحظ الباحثون أن 46% من المرضى الذين كانوا ضمن المجموعة التي تلقت العلاج بالتحادث الشفاهي، سجلوا تراجعاً في مستويات الكآبة وأعراضها بنسبة 50%. وبالمقابل، لم يتعد عدد المكتئبين الذين تحسنت حالاتهم في النصف الآخر من المجموعة التي تلقت المضادات فقط 22%، هذا علماً أن تراجع مستوى كآبتهم لم يتجاوز 50%. وسجل الباحثون أن هذه النتائج ظلت نفسها حتى بعد مرور 12 شهراً. وتعد هذه الدراسة هي أولى الدراسات واسعة النطاق التي تختبر فعالية العلاج بالتحادث مقابل العلاج بمضادات الكآبة. ويقول الباحثون البريطانيون الذين أجروا الدراسة، إن ثُلُثي الأشخاص المصابين بالكآبة لا يستجيبون تماماً لمضادات الكآبة، وإن أفضل طريقة لتحفيز استجابات أجسامهم هي الاستعانة بوسيلة أخرى كالعلاج النفسي بالتحادث. ويقول نيكولا وايلز من مركز الصحة العقلية بجامعة بريستول «ليس هناك إلى الآن دليل قوي يمكن أن يستند إليه المعالجون السريريون لاختيار خطوة العلاج التالية المثلى للتعامل مع مصابي الكآبة الذين لا يستجيبون للعلاجات القائمة بالأساس على المضادات والأدوية. غير أن العلاج النفسي بالتحادث الشفاهي يبقى الأفضل من حيث المخرجات والنتائج». وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد متابعة مجموعة من مرضى الاكتئاب مدة سنة كاملة. وهم مقتنعون أن هناك حاجة ماسة لإجراء مزيد من البحوث والدراسات من أجل قياس مدى فعالية العلاج التوليفي الذي يجمع العقاقير والتواصل الشفاهي على المدى البعيد، خاصة إذا علمنا أن معظم مرضى الكآبة يبقون معرضين للإصابة بالكآبة مجدداً حتى بعد مرور مدة من تعافيهم التام. وبالإضافة إلى ذلك، يقول الباحثون إن العلاج بالمضادات مع العلاج بالتحادث لم يكن مفيداً لجميع المرضى، إذ أظهر نجاعته وفعاليته مع نسبة كبيرة منهم، لكن بعضهم ظلت حالته كما هي دون تحسن يُذكر. ما دفع الباحثين إلى القول بضرورة إجراء بحوث إضافية، محاولة لاكتشاف علاجات بديلة وتكميلية كفيلة بشفاء من لا تنفعهم لا عقاقير ولا أحاديث. وينوه الباحثون بأن تلقي العلاج بمضادات الكآبة متاح وشائع أكثر، في حين أن الإقبال على العلاج بالتحادث لا يزال محدوداً بسبب غلاء تكلفته. فبوليصة التأمين قد تغطي علاج الكآبة بالمضادات والعقاقير، لكنها لا تغطي علاج الكآبة بجلسات العلاج بالتحادث. وتُشير أحدث الإحصاءات إلى أن 25% فقط من مرضى الكآبة الأميركيين تلقوا علاجاً بالتحادث في السنة الماضية. عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©