الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما المهلباتية !

29 يونيو 2007 00:20
استمتعت بحوار تليفزيوني على درجة عالية من الرقي والمهنية والحرفية العالية للإعلامية منى الحسيني على إحدى القنوات الفضائية في برنامجها ''نأسف للإزعاج'' مع الكاتب والسيناريست الشهير أسامة أنور عكاشة، الذي أجاب على تساؤلات عدة في مختلف الاتجاهات، وشخص عكاشة بوضوح وموضوعية حال الدراما العربية، وأوجاعها وطغيان العاملين المادي والتجاري على صناعة الدراما، وما تتعرض له من عثرات، ولماذا وصف الإنتاج الدرامي والتليفزيوني بأنه ''لت·· وعجن''؟ وكيف تسبب أصحاب رؤوس الأموال والمنتجون في انهيار هذه الصناعة بتسابقهم على ''حشر'' اسم أو اثنين من نجوم الفن ممن يتمتعون بإقبال جماهيري لتحقيق أكبر عائد إعلاني، من شأنه أن يدفع النجوم الى رفع أجورهم بصورة فلكية دون الاهتمام بمضمون العمل وطبيعته ولا بالنص، ولا بأي اعتبارات فنية صرفة ويلجأ المنتج الى الاستعانة ''بترزية'' السيناريو لتفصيل الأدوار على الممثلين، مما يفرز في النهاية أعمالاً باهتة ومشوهة ولا تحمل أي قيمة فنية أو درامية رغم ما يحدث من سباق وتناطح وتصارع وقضايا ومحاكم، من أجل الفوز بنصيب الأسد في ''كعكة'' الدراما ولا سيما في شهر رمضان المبارك كل عام· العامل الآخر الذي أشار إليه عكاشة -وأوافقه الرأي فيما ذهب إليه- أن السياسة الإعلانية في القنوات الفضائية أفرزت للمشاهدين دراما ممزقة من جراء سيل الإعلانات، ومضامينها، ومدتها، وتوقيت القطع المتكرر الممل، الذي ينسي المشاهد ''ماذا كان يشاهد''؟· إن السياسة الإعلانية عليها أن تستفيد من البعد السيكولوجي، وسيكولوجيا التأثير، فاللهث خلف العائد المادي لا ينبغي أن يطمر الهدف الأصلي من الإعلان، بل تجنباً للتأثير السلبي المعاكس تماماً، بسبب العشوائية الإعلانية، حتى ولو كانت على حساب المنتج نفسه فيبدو أن المهم هو كسب المعلن ولا يهم النتيجة، ولعل كثيرون لم يهتموا ولم يلقوا بالاً بدراسة التأثير السلبي العكسي دراسة موضوعية وعلمية· لعل أطراف الإنتاج الدرامي تنتبه يوماً إلى''ما هو كائن''، وتفكر'' فيما ينبغي أن يكون''، فإذا كان ''المهلباتية'' و''الهبيشة'' لم يقنعوا بعد، فعلى المعنيين بصناعة الدراما أن يحاولوا ولو فض هذا الاشتباك، احتراماً للمتلقى، وحفاظاً على ما تبقى، وحتى لا نصل الى مرحلة يستحيل فيها العلاج· أتمنى! خورشيد حرفوش Khorshiedh@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©