الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شعراء يصوغون قلائد من موضوعات متعددة

شعراء يصوغون قلائد من موضوعات متعددة
29 يونيو 2007 00:24
من ضمن نشاطات لجنة الثقافة الشعبية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أقيمت أمس الأول أمسية شعرية في مقر الاتحاد بأبوظبي اشترك فيها الشعراء: عامر بن عمر، وسالم الكعبي، ومحمد ابراهيم وأبوبكر الهاشمي، قرأوا فيها قصائد مختارة من أشعارهم بالتناوب· وفي تقديمه للأمسية الشعرية قال الشاعر عيضة بن مسعود إن روح التواصل مع الموروث الشعري الإماراتي يحتفي به الشباب ويعيدون أصالته بأساليب حديثة وبصور مختلفة فيها روعة الإجادة وعلامات الكشف التي تدل على براعتهم في اقتناص الصور والموضوعات الإنسانية والواقعية بما تحمل من رؤى تدلل على مكانتهم الشعرية القوية، وتمنى للجمهور الذي احتشد في القاعة والذي يضم شعراء وكتاباً من الإمارات أن يستمتعوا بالأمسية الشعرية وبما فيها من جديد· عامر بن عمر قرأ من الفصيح والنبطي فأجاد في خلق صوره الخاصة التي غلبت عليها روح الحكمة والموعظة والنصح الموجه إلى (صاحبه) الذي يخاطبه في أكثر من قصيدة قرأها، إلا أنه في قصيدة (لا تنشدي عنها) تجلت عنده روح الطرافة في التشبيهات والتي طغى عليها اليومي والبساطة في التوصيل كذلك في قصيدة (طفلة أعلمها)·· أما في قصيدته (سقا الله البدرين وانتي بدرها الأكمل) فقد اعتمد التكرار لــ (سقا الله) التي يريد منها توصيف الحبيبة وذكراها بينما بدا الليل مهيمناً، مما يثير عواطف الشاعر ويؤجج روح الذكرى لديه، كذلك في قصيدته (دنيا تداور والكرة مستديرة) حيث خلص فيها إلى تناول روح الأمة فتحدث فيها عن بغداد وحيفا متذكراً أمجاد العرب عبر شخصيات تاريخية كسعد بن أبي وقاص حيث البطولات الاسلامية، وما حفل التاريخ به من صنائعهم التي يفتخر بها كل عربي متذكراً البصرة ومصر والشام تلك الحواضر التي شادت الأمجاد مستحثاً أهلها أن ينصروا بغداد· بعد ذلك تناوب الشاعر سالم الكعبي في قراءة شعره فقرأ (يا سكون الليل يا حلو السكون) التي يقول فيها ( يا سكون الليل يا حلو السكون/ جاك يلي هم صدره ظايقه/ جاك شاكي من مصاب ما يهون/ من جروح وسط قلبه عالقه/ ما بقى في الروح شي له يصون/ ولا بقى للقلب نبض عانقة/·· وبهذا يقترب من الحب العميق لليل الذي هام به الشعراء منذ أن قيلت القصيدة، ثم قرأ قصيدته الجميلة (حروف الشوق) التي يقول فيها (كتبتك من حروف الشوق حكاية من غلا الأشجان/ أصور في معانيها غرامي وشوقي وذاتي/ قريتك بحنان وود ومثلي ما قراك انسان/ بحاسيس (ن) تفوج الكون ولا حد سوى أسواتي)· أما في قصيدته (الهجر) فبدا الغزل والعتب طاغيين على النص الشعري (هاج فيني الموج يا بحر الشجون/ لي انتظرتك يا ودادي بلا صبر/ ما بقى في الروح عندي من يكون/ ود انه يتحمل الكدر) كذلك في قصيدته (صفا الأحلام) التي يقول بها (تعال اليوم وحبسني يا روحي يا صفا الأحلام/ وحط القيد بيديني وقلبي مع شراييني) فقد كان حديثه فيها عن الصبر والدموع التي يذرفها للحبيبة وهو نمط شعري يتجلى فيه العشق بأعلى صوره المؤلمة· الشاعر محمد ابراهيم قرأ (منهو اللي في جمالك) و(ميزك ربي على الناس بكثير) و(ينابيع الفرح) التي يقول فيها (جفت ينابيع الفرح يوم فرقاه/ في هالمكان اللي لمسنا ترابه/ جيته وأنا كلي ألم داخلي آه/ جيته لحالي اشتكي من عذابه/ وينه حبيبي يوم أنا قلت ويلاه/ يوم المشاعر تشتكي في غيابه)·· وقد اتبع أيضا خطاب الآخر (صاحبه) في قصيدته (صوت الصباح) التي يقول فيها (الشمس ترمي على البحر كل الهموم/ والليل يسدل من بعدها ستاره) والتي حملت موعظة وارشادا بصورة جميلة مؤثرة تحمل سمات الغرابة الشفيفة· أما قصيدته (جيت استشيرك والشعر ما عاد ينفع أكثره) فقد جاء بالغريب من الصور في العتب والحكمة، وكما يبدو أنه مقتدر في هذا الباب حصراً حيث تجلى لديه العفو عند المقدرة بما استشهد فيها من الثواب والعقاب حيث النصح كان مبتغاها· وأخيراً كان للشاعر أبوبكر الهاشمي صولته في ميدان القصيد، اذ قرأ (بس لو يسمح دقيقة وصل) و(بوعوف لك مني من القلب تقدير) التي حملت طرافة في اختيار المفارقة في الصور المكثفة وكذلك قصيدته (يعني خلاص بنبتعد/ انت بدرب وانا بدرب) التي صور فيها حاله مع حبيبته، الابتعاد والتأسف واضحان في النص الشعري وهي قصيدة طويلة من العتب والتي خالطها الحوار والحزن والاعتذار، كذلك في قصيدته (ريم) التي يقول فيها (يا عاذليني فـي حب ريم وغلاريم/ البنت هذي ودي إلا اضمها/ واحطها في وسط عيني ولا هيم/ الابطاريها وطاري عمّها)· هنا ختم أبوبكر الهاشمي قراءته بقصيدة (الحالة الشعرية)·· ولكن هذا لم يمنع من أنه سلك مسلك شعر الموعظة والنصيحة التي امتزجت بالعتب إلى حبيبته·· انهم شعراء موهوبون حملوا تجاربهم وقدموها بكل تعدديتها التي ترسخهم شعراء متمكنين في المستقبل· أخيراً اختتم الأمسية الشاعر عيضة بن مسعود مثمناً للحضور تواجدهم المكثف الذي يكرس هذا التقليد الذي يحتفون فيه بالشعر كل أربعاء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©