الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صاحب النعل

29 يونيو 2007 00:25
ذكر الرحالة ابن بَطُوطَة في رحلته المعروفة ومن خلال مشاهداته وهو يجوب البلدان والأقاليم، الكثير من العجائب والغرائب التي دونّها في رحلته، فأشار إلى عجيبة تلميذ صاحب النعل، التي قال عنها: بعث إليَّ السلطان يوماً وأنا عنده بالحضرة، فدخلت عليه وهو في خلوة، وعنده بعض خواصه ورجلان من هؤلاء الجوكيّة، وهم يلتحفون بالمَلاحف، ويغطون رؤوسهم لأنهم ينتفونها بالرماد، فأمرني بالجلوس فجلست فقال لهما إنّ هذا العزيز من بلاد بعيدة، فأرياه ما لم يَرَه، فقالا نعم· فتربَّع أحدهما، ثم ارتفع عن الأرض حتى صار في الهواء فوقنا متربعاً فعجبت منه، وأدركني الوهم فوقعت على الأرض، فأمر السلطان أن أسقي دواء عنده، فأفقت وقعدت، وهو على حاله متربعا فأخذ صاحبه نعلاً له من شكارة كانت معه فضرب بها الأرض كالمغتاظ فصعدت إلى أن علت فوق عنق المتربّع وجعلتُ تضرب في عنقه، وهو ينزل قليلاً قليلا حتى جلس معنا، فقال السلطان: إنّ المُتربّع هو تلميذ صاحب النعل· ثم قال: لولا أني أخاف على عقلك لأمرتهم أن يأتوا بأعظم ممّا رأيت، فانصرفت عنه، وأصابني الخفقان، ومرضت، حتى أمر لي بشربة أذهبت ذلك عني، وأضاف مُكملاً حكايته: سافرنا من مدينة برون إلى منزل أمواري ثم منزل كجرا، وبه حوضٌّ عظيم طوله نحو ميل، وعليه الكنائس فيها الأصنام، قد مثَّل بها المسلمون، وفي وسطه ثلاث قباب من الحجارة الحُمر على ثلاث طباق، وعلى أركانه الأربع قباب· ويسكن هنالك جماعة من الجوكيّة، وقد لبدوا شعورهم وطالت، حتى صارت في طولهم· وغلبت عليهم صُفرة الألوان من الرياضة، وكثير من المسلمين يتبعونهم ليتعلموا منهم، ويذكرون أنّ من كانت به عاهة من برص أو جُذام يأوي إليهم مدّة طويلة فيبرأ بإذن الله تعالى· وأول ما رأيتُ هذه الطائفة بمحلة السلطان ''طرمشيرين'' ملك تركستان، وكانوا نحو الخمسين فحفر لهم غاراً تحت الأرض، وكانوا مقيمين به لا يخرجون إلاّ لقضاء حاجة· ولهم شبه القرن يضربونه أول النهار وآخره، وبعد العتمة· محمد رجب السامرائي mr_alsamarie@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©