مصطفى عبد العظيم (دبي) - تبحث الحكومة البريطانية توقيع اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب اللورد جيمس ساسون الوزير التجاري في الخزانة البريطانية، الذي أكد حرص بلادة على تعزيز وتطوير التعاون المشترك مع دولة الإمارات.
وأشاد ساسون، خلال مؤتمر صحفي في دبي بالتزامن مع زيارته للإمارات، بالدور الحيوي الذي تلعبه الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا.
وشدد على ترحيب بلاده بالتدفقات الاستثمارية من دول الخليج، لاسيما من دولة الإمارات التي تتنوع استثماراتها في العديد من القطاعات خاصة الاستثمارات في البنية التحتية، التي يقدر حجم الاستثمارات فيها بما قيمته 33 مليار جنيه استرليني.
وأكد ساسون أن بلاده حريصه على توفير كافة الإمكانيات لدعم نجاح هذه الاستثمارات، لافتاً في هذا السياق إلى الالتزام الذي أبدته الحكومة البريطانية لتحسين شبكة الطرق في المملكة المتحدة بشكل عام خاصة في منطقة شرق لندن حيث يقام ميناء لندن جيت واي الذي تنفذه موانئ دبي العالمية، لتسهيل عملية النقل من والى الميناء.
وأكد ساسون أن تركيزه ينصب في الوقت الراهن على الإصغاء لما يريده المستثمرون من الإمارات في المملكة المتحدة، للإبقاء على بلاده كوجهة مفضلة لخيارات المستثمرين من الإمارات.
ونوه بأن زيارته للدولة تأتي لمتابعة المناقشات التي أجراها ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني خلال زيارته الأخيرة للإمارات، والتأكيد على حرص بلاده على ترسيخ التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع دولة الإمارات.
وأكد أن بريطانيا تعد وجهة جاذبة للاستثمارات من الإمارات، سواء عبر استثمارات الصناديق السيادية، أو القطاع الخاص، مشيداً بالاستثمارات التي تضخها هذه الصناديق والمؤسسات، خاصة جهاز أبوظبي للاستثمار، وشركة أبوظبي للاستثمار، إلى جانب شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) التي استثمرت 4 مليارات جنيه استرليني في بحر الشمال بغرب المملكة المتحدة.
وقال إن كل هذه الاستثمارات المهمة تمثل دلالة على الأهمية التي توليها الإمارات للاستثمار في بريطانيا .
وأضاف ساسون أنه قام خلال الزيارة بإجراء العديد من المقابلات، حيث التقى سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة التي تشتري بمعدل طائرتين إيرباص ايه 380 شهرياً، والتي يتم تصنيع أجزاء منها في بريطانيا.
وأعرب ساسون عن تطلع بلاده إلى المساهمة في طفرة النمو التي يشهدها الاقتصاد الإماراتي الذي يتوقع أن يسجل نموا هذا العام بنحو 4%، من خلال مشاركة الشركات البريطانية في المشاريع الضخمة الجديدة التي أطلقت مؤخرا.
وكشف ساسون عن اهتمام الحكومة البريطانية بدعم الاستثمارات الأجنبية وتهيئة كافة السبل التي تكفل نجاحها، مشيرا في هذا السياق إلى الاتفاق الذي تم قبل أسبوعين مع موانئ دبي العالمية، التي تستثمر ما قيمته 1,5 مليار جنيه استرليني في مشروع ميناء “لندن جيتواي” الضخم في لندن، للمساهمة في تحسين شبكة الطرق لمنطقة شرق لندن والتزام الحكومة بتحسين شبكة الطرق بما يعكس كيف نعمل عن قرب مع بعضنا البعض، والحرص على تلبية احتياجات المستثمرين.
وعلى صعيد العلاقات التجارية أشار ساسون إلى وجود نشاط ملحوظ بين البلدين على مستوى التجارة حيث سجلت الصادرات البريطانية للإمارات نموا بنسبة 21% في عام 2011، لافتا إلى قيام الحكومة البريطانية بتقديم “تصور” للاتحاد الأوروبي بشأن سياساته التجارية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، واستثناء دول “التعاون” من القائمة التفضيلية للدول التي يتم الاستيراد منها.
وقال: إن قواعد التجارة والعلاقات هي الآن من اختصاص الاتحاد الأوروبي وبأن ما نفعله اليوم أو ما يمكن أن نفعله هو تقديم “ تصور” للاتحاد الأوروبي، ولكن في نهاية المطاف يكون قرارهم.
وأكد عمق العلاقات الإماراتية البريطانية والبريطانية الخليجية بشكل عام وعلى الأهمية التي توليها بريطانيا في استمرارية علاقات التجارة القوية ما بين الإمارات وبريطانيا وضمان نمو التجارة والاستثمار بين البلدين قائلا إن البلدان يرتبطان بعلاقات تاريخية وثيقة جدا.
وأضاف أنه التقى خلال زيارته للإمارات عددا من المسؤولين إلى جانب زيارته للمصرف المركزي ولقائه مع المسؤولين فيه، حيث تم بحث العديد من القضايا المهمة وعلى رأسها مكافحة غسيل الأموال ورصد التحويلات المالية المشبوهة وتعزيز الجهود بين البلدين لضمان محاربة أي تحويلات مشبوهة وغسيل أموال، مشيدا بجهود الإمارات في هذا الجانب.
عدد اليوم
