الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توجه مستثمرين للاستفادة من رصد بيانات شبكات التواصل الاجتماعي

توجه مستثمرين للاستفادة من رصد بيانات شبكات التواصل الاجتماعي
27 ديسمبر 2013 21:31
أضحت الأفكار والرغبات والتعليقات الساخرة التي يبديها مستخدمو تويتر الذين تتجاوز أعدادهم 230 مليون مستخدم نشط، ثروة قيمة، تسعى كبريات الشركات والمستثمرون إلى استغلالها. حيث قامت شركة أبل مؤخراً بشراء شركة تحليل بيانات إعلام وسائط التواصل الاجتماعي ويقوم مزيد من المستثمرين بالاستثمار في شركات أخرى مماثلة. استحوذت أبل على شركة توبسي لابز مؤخراً في صفقة يعتقد أنها تهدف إلى توظيف تحليلات تغريدات تويتر في النهوض بخدماتها الإعلانية أو مختارات آي تيونز أو التطبيق الذي يتيح لمستخدمي نظام تشغيل آي أو إس (أبل) التفاعل مع آي فون 4 إس من خلال الصوت والمسمى (سيري). وقال أحد الأشخاص الملمين بهذا الأمر إن صفقة أبل قد تقيم توبسي بنحو 200 مليون دولار. وما لبثت أن قامت داتا سيفت منصة تحليل بيانات التواصل الاجتماعي المتمركزة في سان فرانسيسكو والتي تقدم بيانات لنحو 1000 شركة تشمل بلومبرج وديل، بجذب 42 مليون دولار من الاستثمارات عبر خلال مؤسسة إنسايت فنتشير بارتنرز باشتراك المستثمرين القائمين. باتت بيانات تويتر تهم الجميع سواء في المجال المالي ومديري سلاسل التوريد بل حتى مجال منتجي المسلسلات التلفزيونية - الذين يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي لتخبرهم فوراً بما يجري. خلال الأشهر التسعة الماضية بلغت عائدات تويتر التي تحولت إلى شركة مساهمة عامة في شهر نوفمبر الماضي، 422 مليون دولار منها 47 مليون دولار من مبيعات بياناتها بزيادة نسبتها 36% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. غير أنه نظراً لاهتمام تويتر بزيادة عائدات إعلاناتها وتوجهها نحو بيع الإعلانات بالخارج فإنها لجأت إلى التعاقد مع شركاء ليتولوا عملية تحليل البيانات. وقصرت تويتر استغلال دفق البيانات على عدد قليل من شركات تحليل البيانات الواردة من أكثر من 500 مليون تغريدة تسجل على منصة الرسائل يومياً. فتقوم هذه الشركات بفرز وتصنيف المعلومات لكي تلائمها على النحو الذي يناسب كل جهة مستفيدة على حدة مثل المتاجر الكبرى والمضاربين وغيرهم. وتأمل هذه الشركات في تنامي منصة الرسائل ولتصبح مصدر بيانات يهم كل الصناعات والمجالات المختلفة وتتطلع إلى أن يعتمد هؤلاء العملاء عليها في فرز ما يستجد من أخبار وأنباء في سوق متسارعة الحركة. قامت شركة توبسي لابز المتمركزة في سان فرانسيسكو التي تأسست عام 2007 بعد تويتر بسنة واحدة، بإنشاء محرك بحث لرصد ومتابعة التوجهات والميول على تويتر وبيع التحليلات المرتكزة على أهم ما يتداول من كلمات وعبارات وأحاسيس. كما أنها تصدر تنبيهات وتقارير لحظية عن انطباع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن شركات بعينها. وأول من عمل بشركة توبسي لايز هما فيبول فيد براكاش وجاري ايواتاني رائدا الأعمال اللذان كانا يعملان في شركة كلاودمارك المتخصصة في أمن الرسائل، بالتعاون مع ريشاب آير غوش أحد مؤيدي برمجيات المصادر المفتوحة وجوستن فوتس. وتولى دونان جريتوود رئاسة توبسي لابز التنفيذية منذ استقالته من شركة سيسكو عام 2011. وقال نيك هولستيد مؤسس شركة داتاسيفت إن الاكتفاء بمشاهدة تويتر دون تحليل المضمون والسياق والانطباعات لا يعطي للشركات سوى ضجيج ومعلومات مشوشة. وقال إن شركته التي تعتزم استخدام التمويل في التوسع في دول أخرى وتطوير الأعمال مع مجموعات بيانات داخلية للعملاء تقوم بعملية تنقيب وبحث وتحليل بيانات شديدة الكثافة والدقة وليس مجرد مراقبة الأسماء التجارية أو حركة أصناف معينة. لا تكتفي شركة داتاسيفت باستخدام تويتر، ولكنها تستعين أيضاً ببيانات من شبكات أخرى مثل فيسبوك ومنصات المدونات مثل تمبلر ووورد برس. وعكفت داتاسيفت على إصدار قوائم بالمستخدمين ذوي اهتمامات معينة يمكنها استخدامها على هيئة مجموعات أو فئات مثل فئة مديري التسويق بشركات الأدوية أو المعجبين بكتاب معين وهكذا. ومن ثم يكون في وسع الشركات مشاهدة المستخدمين الذين تكتشف أنهم يحسنون الاختيار أو استشعار حركة المنتجات أو الأسواق وفي وسعها أيضاً إشراك المعجبين لتجعلهم يروجون لمنتج جديد. وقامت داتا سيفت العازمة على طرح اكتتاب عمومي في غضون ثلاث أو أربع سنوات بتحليل التغريدات لكي تظهر لصناع البرامج رأي المشاهدين المستهدفين في حبكة المسلسلات الدرامية أو مساعدة فرق كرة القدم الأميركية على تحديد عدد القمصان المطلوب صناعتها لاسم كل لاعب من خلال مراقبة أشهر اللاعبين في كل منطقة. ويعتبر المضاربون ضمن أول من استخدم بيانات تويتر أملاً في التعرف على أخبار السوق الجارية قبل منافسيهم. كذلك تعد داتامينر خدمة يستخدمها القطاع المالي والحكومة الأميركية تعينهما على تتبع جميع التغريدات وتحديد المهم منها. وكانت داتامينر قد رصدت انفجاراً في إحدى المصافي الفنزويلية ما أدى لاحقاً إلى صعود عقود البنزين الآجلة واكتشفت أيضاً انفجاراً في مصنع كيماويات في لويزيانا ترتب عليه هبوط أسهم الشركة صاحبة المصنع ونبهت عملاءها قبل أن انتشار الخبر عموماً. غير أنه من الوارد أيضاً أن تخطئ التغريدات وتسبب للمضاربين خسائر مثلما حدث حين تم اختراق حساب وكالة الاسوشيتد برس على تويتر وإرسال رسالة إلى العالم تفيد بأن البيت الأبيض تعرض لهجوم إرهابي. وعانت الأسواق الأميركية آنذاك من موجة بيع أسهم حادة ولكن قصيرة ما أظهر مدى تأثير تويتر على معنويات المستثمر وأيضاً المخاطر المصاحبة للاعتماد على هذه المنصة. وقالت سوزان اتلنجر محللة وسائط التواصل الاجتماعي في التميتر جروب إنه يجب على الشركات استخدام البيانات في سياق جميع المعلومات الأخرى وإنه ينبغي وضع معايير بحيث يعرف العملاء كم بيانات تدفق تويتر الذي يستخدم في التحليل. وقالت اتلجنر: «نحن في بداية مرحلة استخدام بيانات التواصل الاجتماعي لحساب الشركات والمؤسسات الكبرى». وأضافت: «تكون هذه البيانات خداعة جداً أحياناً». عن «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©