السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ائتلاف شركات إيطالي يتطلع إلى نمو إنتاج الوقود الحيوي

ائتلاف شركات إيطالي يتطلع إلى نمو إنتاج الوقود الحيوي
27 ديسمبر 2013 21:32
على عكس موجات التعليقات المتشائمة على عجز إيطاليا عن المنافسة عالمياً، تمكن اتحاد شركات عالمي تحت رئاسة إيطالية محلية من تحقيق نقلة مهمة في طرح محروقات جديدة تقلص انبعاثات الكربون. فقد افتتح مصنع بتكلفة 150 مليون دولار مؤخراً في كريسنتيرنو في إيطاليا تردد أنه أول مصنع في العالم لإنتاج الجيل الثاني من الإيثانول الحيوي على نطاق تجاري باستخدام عملية التحويل الإنزيمي، التي تستخدم النفايات الزراعية والغاب العملاق وهو نوع من البامبو سريع النمو، بدلاً من المحاصيل الغذائية الضرورية. ونجحت بحوث لاثني عشر عاماً في إسراع عملية شبيهة بالطريقة التي تهضم بها الفطريات فتات صخور الغابات لإنتاج السكر حسب بيدر هولك نلسن رئيس تنفيذي شركة نوفوزيمز الدنماركية الرائدة في إنتاج الإنزيمات الصناعية. تشكل هذه التقنية تحولاً مهماً عن الإيثانول التقليدي الذي يضاف إلى البنزين والمعتمد على محاصيل زراعية كالذرة وقصب السكر وزيت النخيل. ورغم اعتبار الإيثانول التقليدي طريقة مراعية للبيئة تكبح أسعار النفط الآخذة في الارتفاع وتقلص من انبعاثات غاز الدفيئة، إلا أنه أثار جدلاً بسبب تأثيره على استخدام الأراضي الزراعية وعلى أسعار الغذاء. ويدعي مؤيدو الإيثانول المتقدم أنه يمكن أن يحل محل 50% من البنزين دون الإضرار بالزراعة لأنه يستخدم النفايات الزراعية والنباتات التي يمكن زراعتها في أراض هامشية لا تصلح للمحاصيل الغذائية. وقال نلسن عن المصنع الواقع في شمالي إيطاليا والبالغة طاقته الإنتاجية 75 مليون لتر سنوياً: «نحن سنحول النفايات الزراعية إلى ملايين اللترات من الوقود الأخضر منخفض الانبعاثات الأمر الذي يثبت أن الإيثانول السليولوزي لم يعد حلماً بعيداً. إنه قائم بالفعل ويجري إعداده لإنتاج تجاري واسع النطاق». يتولى تشغيل المصنع شركة تآلف تسمى بيتا رينيوابلز التي اشترك في تأسيسها عام 2011 مجموعة موسيي جيسولفي للكيماويات الإيطالية ومجموعة ت بي جي المساهمة الخاصة الأميركية بإجمالي استمثار 250 مليون يورو. يذكر أن نوفوزيميز اشترت حصة 10% في بيتا رينيوابلز العام الماضي. كما تخطط بيتا رينيوابلز لإنشاء مصنع أكبر في البرازيل بالاشتراك مع مجموعة جرانبايو فيما يعد بعض المنافسين لمشاريع وقود حيوي ينتظر أن يبدأ تشغيلها في عام 2014. يذكر أن شركة كيور الأميركية - بدأت إنتاج وقود حيوي من نشارة الخشب هذا العام باستخدام تقنية مختلفة. وقال نيلسن إن شركة نوفوزيمز تأمل في أن تسهم في عدد يتراوح بين 15و25 مصنع الجيل الثاني من الوقود الحيوي بحلول عام 2017. وقال انسلم ايسنتروت الباحث في مجال الوقود الحيوي في وكالة الطاقة الدولية: «يشرق عصر جديد في مجال أنواع الوقود الحيوي المتقدمة ولكن على نحو أقل سرعة مما كان يأمله البعض من خمس سنوات مضت. ومع ذلك تبدو المشاريع الجاري إنشاؤها واعدة جداً». غير أن الطريق منطو على صعوبات من ضمنها إثبات أنه في مقدور التقنية الجديدة منافسة البنزين التقليدي من حيث السعر وغير ذلك من العراقيل التشريعية والبيروقراطية. وقال جيدو جيسولفي رئيس تنفيذي بيتا رينيوابلز إن حالات التعطيل من قبل مجموعة من البيروقراطيين أسفرت عن تأخير سنتين في إيطاليا. ويأمل غيسولفي إتمام خطط إنشاء مصنع ثان قريباً في جنوبي إيطاليا. كما أن توفير وقود حيوي للعملاء في سوق تجزئة البنزين التي تتحكم فيها كبريات شركات النفط يشكل صعوبة أخرى. وقال نيلسن عن معركة جماعة الضغط في واشنطن التي تعارض تقديم وقود به أكثر من 10% إيثانول رغم أن ملايين المركبات المعدلة تنتظر فرصة شراء بنزين ذي نسبة إيثانول أعلى كثيراً: «لا يروق ذلك لشركات النفط فهي تخسر بالفعل حصة سوقية، وهي تحارب ضد استخدام أوسع للوقود الحيوي رغم ميزته في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد كربون». في أوروبا تقل نسبة الوقود الحيوي في البنزين، حيث تبلغ حوالي 5% في كافة مركبات النقل والمواصلات. غير أن هناك شكوكاً كبرى في نسبة الوقود الحيوي مستقبلاً بسبب الجدل حول مسألة استخدام الأراضي وأسعار الغذاء المتعلقة بأنواع الوقود الحيوي التقليدي. وقال نيلسن إن المستثمرين المحتملين يخشون تأخر قرارات الاتحاد الأوروبي بشأن الوقود الحيوي الأمر الذي يعني أنه لا ينتظر وضع إطار قانوني محدد بخصوص أنواع الوقود الحيوي قبل انتخابات أوروبا البرلمانية العام المقبل. وكان البرلمان الأوروبي قد اقترح تقييد زيادة الوقود الحيوي التقليدي إلى 6% بحلول عام 2020 وإصدار تشريع زيادة 2.5% لأنواع متقدمة من الوقود الحيوي. حسب تقارير وكالة الطاقة الدولية بلغ إنتاج العالم من الوقود الحيوي 1?86 مليون برميل يومياً خلال عام 2012 بدون تغير يذكر عن عام 2011 بسبب أن جفافاً شديداً بالولايات المتحدة رفع أسعار الذرة وأدى إلى هبوط حاد لإنتاج الإيثانول. ومع ذلك تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ الإنتاج 2.36 مليون برميل يومياً في عام 2018 ما يعني أنه يمكن لأنواع الوقود الحيوي أن تفي بنسبة 4% من طلب وسائل النقل والمواصلات البرية في العالم. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الصادر في 2013 عن سوق الطاقة المتجددة: «غير أن عدم اليقين الذي يخيم على سياسات الدعم والتأييد في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يشكل احتمال تقليل إنتاج الوقود الحيوي وقد يؤثر سلباً على إمكانية نمو هذا القطاع». وذكرت الوكالة أن عدداً من الشركات من ضمنها كبريات الشركات العالمية تراجعت وقلصت من مشاريعها بسبب التحديات التكنولوجية وصعوبات الحصول على استثمارات. وتأمل بيتا رينيوابلز الإيطالية في أن يثبت خطأ وكالة الطاقة الدولية. وتساءل نيلسن: «ستثبت جدوى تقنيتنا، وأن وقودنا سيكون أرخص من البنزين في الأجل الطويل. وفي إمكاننا زيادة نسبة الوقود الحيوي في البنزين إلى 50% دون الإضرار بالاعتبارات الزراعية والغذائية. فهل المسؤولون يريدون ذلك؟». عن «فايناشينال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©