طوكيو (رويترز، أ ف ب) - يعتقد السويسري سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن التخلص بشكل نهائي من العنصرية في كرة القدم يعد أمراً مستحيلاً لأن المشكلة مجتمعية في الأساس. وقال بلاتر أمس انه سيتحدث مع الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة بشأن مستوى غرامة مالية وقعت على صربيا بسبب أحداث شهدتها مباراة أمام انجلترا في بطولة أوروبا تحت 21 عاما في أكتوبر الماضي. وأبلغ بلاتر الصحفيين بعد اجتماع للجنة التنفيذية للفيفا عقد في طوكيو على هامش كأس العالم للأندية: “سوف أناقش هذا الأمر مع رئيس الاتحاد الأوروبي”.
وقال مصدر قريب من بلاتيني أمس الأول إن الاتحاد الأوروبي ربما يتقدم باستئناف ضد قرار لجنته التأديبية القاضي بتغريم صربيا 80 ألف يورو (105000 دولار).
ويحق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الطعن على قرارات لجنته التأديبية والمطالبة بتشديد العقوبات إذا اعتبرها مخففة أكثر من اللازم.
وبلاتيني موجود أيضا في اليابان لحضور كأس العالم للأندية. وأضاف بلاتر: “لا ادري إن كان يملك تأثيرا على لجنته التأديبية” وتابع: “بالقطع لا يتسامح الفيفا مطلقا مع التمييز والعنصرية”، واستطرد: “يتعين علينا أن نتخذ مواقف صارمة جداً ضد التمييز والعنصرية في كرة القدم”.
والزمت اللجنة التأديبية للاتحاد الأوروبي صربيا أيضا بإقامة مباراتها المقبلة المقررة على أرضها في البطولة خلف أبواب مغلقة بعد إدانة لاعبيها وجماهيرها بسوء التصرف. وانتقد الاتحاد الانجليزي للعبة الاتحاد الأوروبي لعدم إرساله إشارة تحذير قوية للضرب بيد من حديد على العنصرية في كرة القدم من خلال حجم الغرامة خاصة بعد المشاهد السيئة التي شهدتها مباراة صربيا وإنجلترا.
وتقل هذه العقوبة بواقع عشرين ألف يورو عن الغرامة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على نيكلاس بندتنر مهاجم الدنمارك في بطولة أوروبا 2012 لكشفه عن شعار شركة مراهنات على سرواله الداخلي أثناء احتفاله بإحراز هدف. وقال بلاتر: “العنصرية والتمييز موجودان في كرة القدم، لكنهما لا ينبعان من كرة القدم، انهما نتاج مجتمعنا، المسألة تتعلق بمستوى التعليم والتآخي بين البشر”. واعترف بلاتر أن تراجع مستوى التعليم يعني أن القضاء على آفة العنصرية في ملاعب كرة القدم يواجه مشكلات.
وأضاف: “كي أكون منصفا لا يمكنك تعليم الجميع، من السهل جداً أن أقول إن كرة القدم هي الانضباط والاحترام واللعب النظيف، هذا أمر يسهل قوله لكن يصعب تطبيقه”.
من جانب آخر، حذر رئيس (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر منظمي نهائيات كأس العالم في البرازيل عام 2014 من العنف بعد الأحداث التي رافقت مباراة ساو باولو البرازيلي وضيفه تيجري الأرجنتيني في نهائي كأس أميركا الجنوبية وأدت إلى انسحاب الأخير.
فقد رفض تيجري دخول أرض الملعب لإكمال الشوط الثاني من المباراة، ثم ادعى لاحقا إلى أن رجالا من الشرطة دخلوا بسلاحهم إلى غرفة الملابس الخاصة به واعتدوا على اللاعبين بالهراوات وهددوا حارس المرمى بمسدس.
وقال بلاتر في مؤتمر صحفي أمس في طوكيو على هامش كأس العالم للأندية: “مثل هذا الحادث يشكل إنذارا لمنظمي كأس العالم”، مضيفاً: “انه إنذار إلى جميع المنظمين بشأن ما يمكن أن يحصل”.
ويجري اتحاد دول أميركا الجنوبية لكرة القدم تحقيقا حول ادعاءات نادي تيجري بشأن اعتداء الشرطة البرازيلية على لاعبيه، والتي نفاها ضابط فيها معتبرا في الوقت ذاته أن عددا من أفراد الشرطة العزل أصيبوا بجروح. وقد اعتبر ساو باولو فائزاً بكأس أميركا الجنوبية، وهو كان متقدما في الشوط الأول 2-صفر.
وتأتي أحداث هذه المباراة بعد أسبوعين على إجراء قرعة بطولة العالم للقارات المقررة في البرازيل في يونيو 2013، وقبل نحو 18 شهراً من استضافة نهائيات كأس العالم. وتابع بلاتر: “إن المنظمين يمكنهم إعطاء إرشادات عامة حول السلامة في الملاعب لكن الأمن هو بالتأكيد مسألة تخص الشرطة والجيش”، مضيفاً: “انه لأمر مؤسف أن لا تتمكن من خوض الشوط الثاني من المباراة لأي سبب كان، ولكنها أمور تحدث في كرة القدم”. وأوضح رئيس الفيفا: “كرة القدم ليست مصدر عنف، فأصل العنف موجود في مجتمعنا، ويمكننا العودة إلى تاريخ الإنسانية وسنرى أن العنف كان موجوداً قبل كرة القدم”.
عدد اليوم
