إيران تبدأ مسيرة الألقاب عام 1968

كأس آسيا للأمم البطولة الأهم في القارة الآسيوية هذه البطولة التي تشغل كل سكان القارة تتداخل في جداول أعمالهم وتدخل كل بيت في القارة الأكبر على مستوى العالم··حيث يقطن ثلاث أخماس سكان العالم، هذه البطولة يحين موعدها كل أربع سنوات وينتظرها سكان القارة الصفراء على أحر من الجمر·· يلتقي فيها الشباب الآسيوي يظهر من خلالها تطور الكرة الآسيوية وتظهر المواهب والنجوم الكبار يظهرون من خلالها، بدأت بسيطرة كورية وانتقلت السيادة فيما بعد إلى إيران قبل أن تزور الكويت ويتناوب على زعامتها السعودية واليابان منذ قرابة ربع قرن، هي تبحث عن احد هؤلاء الأبطال أو تبحث عن بطل جديد، وتعود إلينا هذا العام عبر أربع بوابات ومن أربع دول إنها البطولة الأقوى في القارة إنها البطولة الأهم إنها كأس آسيا للأمم· الكأس الثالثة نقطة سوداء ( إسرائيل) أكتوبر 1964 تقدمت إسرائيل بطلب استضافة البطولة الثالثة للكأس الآسيوية للأمم وحصلت على التفويض من الاتحاد الآسيوي لتنطلق موجة من الغضب في الأوساط الإسلامية حيث رفضت اندونيسيا دعوة إسرائيل لدورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في جاكرتا عام ،1962 وكان الاحتجاج على إقامة البطولة في إسرائيل غاية في الخطورة خصوصا بعد زيادة العدوان على الأراضي المحتلة وعدم احترام المقدسات الدينية والقيام بجرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني، وجاء الضغط مباشرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم وبالتحديد من السير ستانلي راوس رئيس الاتحاد الذي قام بدعم الملف الإسرائيلي وشهد حفل الافتتاح· شارك في البطولة الثالثة 16 فريقا ومن بين هذه الفرق تأهلت أربعة فرق للنهائيات التي أقيمت في إسرائيل بحيفا والقدس وتل أبيب، وتعتبر البطولة الثالثة الأسوأ بين البطولات الثلاث الأولى ولم ترتق إلى المستوى المأمول خصوصا في ظل وجود السير ستانلي راوس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ولم تثير المستويات التي قدمتها الفرق في البطولة إعجاب الرجل الأول في كرة القدم العالمية آنذاك وبالتأكيد لم تكن إسرائيل هي الخيار الأفضل لإقامة البطولة على الرغم من التواجد الجماهيري المميز في كل ملاعب البطولة· كوريا الجنوبية البطل وحامل اللقب في البطولتين السابقتين لم تحضر بفريقها الأول واكتفت بإرسال الفريق الرديف وذلك لانشغال الفريق الأول في مباراة لتصفيات الألعاب الاولمبية ضد فيتنام وهي المباراة التي كانت تقام في نفس الوقت الذي أقيمت فيه البطولة لتكون احدى الضربات الموجعة للبطولة إذا ما اعتبرنا أن الضربة الأولى والأخيرة كانت في مكان إقامة البطولة في الأراضي المحتلة وفي وقت كانت فيه إسرائيل تقمع الشعب الفلسطيني العربي بكل الوسائل الوحشية· وكان غياب كوريا بمثابة إفساح للمجال أمام الدولة المنظمة للفوز باللقب للمرة الأولى وكانت المباراة الأخيرة هي بين إسرائيل وكوريا وكانت كوريا تحتاج إلى الفوز بثلاثية لكي تحصل على اللقب للمرة الثالثة ولكنها خسرت هذه المرة بهدف مقابل هدفين لتحصل على المركز الثالث بعدما حلت الهند ثانية وهونج كونج في المركز الرابع· البطولة الرابعة (إيران) مايو، 1968 إيرانية كأس الأمم الآسيوية الرابعة أقيمت في العام 1968 وللمرة الأولى يتأهل فيها البطل السابق مباشرة إلى النهائيات وهو منتخب إسرائيل ورافق بذلك البلد المستضيف والذي كان هو منتخب إيران، وشهدت البطولة في التصفيات التمهيدية مشاركة 14 فريقا ظهر بعض منها للسطح للمرة الأولى في تاريخ الكأس مثل ميانمار أو ما كانت تعرف ببورما سابقا وفي التصفيات التمهيدية تأهلت بورما عن المجموعة الأولى التي ضمت فرق بورما وكمبوديا وباكستان والهند وأقيمت تصفيات المجموعة في بورما ومن المجموعة الثانية تأهلت هونج كونج بعد أن أقصت فرق تايلاند وفيتنام وماليزيا وسنغافورة وأقيمت التصفيات في هونج كونج وفي المجموعة الثالثة تأهلت تايوان في التصفيات التي نظمتها وشاركت فيها بالإضافة إلى تايوان اليابان وكوريا الجنوبية واندونيسيا والفلبين وهكذا تغلبت تايوان المغمورة على منتخب كوريا الجنوبية الذي حقق لقب البطولتين في النسختين الأولى والثانية· في النهائيات التي أقيمت في طهران وبمشاركة خمسة فرق للمرة الأولى وبنظام الدوري من دور واحد للمرة الأخيرة لم تخل هذه البطولة من المفاجآت وكانت بداية تسيد منتخب إيران للساحة الآسيوية عندما تمكن من الفوز باللقب أمام أكثر من 30 ألف متفرج وجاء منتخب بورما المفاجأة في المركز الثاني ومنتخب إسرائيل حامل اللقب في المركز الثالث وتايوان وهونج كونج في المركزين الرابع والخامس على التوالي· الكأس الخامسة (تايلاند) مايو 1972 طرد إسرائيل بعد طول انتظار صدر القرار أخيرا ونجح تكتل الدول الإسلامية والعربية في طرد المنتخب الإسرائيلي من البطولة بعد أن ظل ضيفا ثقيلا غير مرغوب فيه في البطولات الأربع الأولى وجاء هذا النجاح بعد أن أصدر الماليزي تونكو عبدالرحمن الحاج رئيس الاتحاد الآسيوي آنذاك قرارا حاسما بطرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وتثور ثائرة الاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة الإنجليزي السير ستانلي راوس ويهدد باتخاذ إجراءات عقابية ضد الاتحاد الآسيوي دون أن يجد من يصغي إليه، وتتجه إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي ولم تقم قائمة لكرتها منذ ذلك التاريخ، إذ يكفي أنها وصلت إلى كأس العالم من بوابة القارة الآسيوية في مونديال المكسيك عام ·1970 الكأس الخامسة شهدت تدفق عدد جديد من الفرق وخصوصا مع دخول الفرق العربية في مجال البطولة وكانت هناك الكويت والأردن والبحرين والعراق ولبنان وسوريا وهناك أيضا فرق مثل بروناي وسيلان وهكذا زادت شعبية البطولة وامتدت إلى أجزاء جديدة من القارة الكبرى· تأهل إلى البطولة مباشرة منتخب إيران بطل النسخة الرابعة كما تأهل منتخب كوريا الجنوبية بعد إبعاد إسرائيل كما تأهلت تايلاند وكمبوديا بعد النظام الجديد للتصفيات الذي أقيم بطريقة بطولة مستقلة لجنوب شرق آسيا يتأهل منها البطل والوصيف إلى النهائيات مباشرة كما تأهل عن غرب آسيا فرق العراق والكويت وبذلك أصبح عدد الفرق المشتركة في البطولة الخامسة ستة فرق وتم إسناد تنظيم البطولة إلى تايلاند وتم تقسيم الفرق الستة إلى مجموعتين ضمت الأولى فرق إيران والعراق وتايلاند والثانية ضمت فرق كوريا الجنوبية والكويت وكمبوديا· تأهل من المجموعة الأولى إلى الدور نصف النهائي فرق إيران وتايلاند ومن المجموعة الثانية كوريا الجنوبية وكمبوديا وفي الدور نصف النهائي تغلبت إيران على كمبوديا وكوريا الجنوبية على تايلاند بضربات الترجيح· في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع تغلبت تايلاند على كمبوديا بركلات الترجيح أيضا وفي المباراة النهائية تقابل الفريقان العملاقان كوريا الجنوبية البطل القديم مع فريق إيران حامل لقب البطولة السابقة وتمكن الفريق الإيراني من الاحتفاظ بلقب البطولة وجاء هدف الفوز الإيراني عن طريق كالاني في الوقت الإضافي لتستمر الحقبة الإيرانية وتعادل إيران رقم كوريا الجنوبية بلقبين لكل منهما·