برنامج متكامل لفحص «مسحة عنق الرحم» بمستشفيات أبوظبي

إبراهيم سليم (أبوظبي) - تعتزم هيئة الصحة بأبوظبي، إنشاء برنامج متكامل لإجراء فحص مسحة عنق الرحم، في عيادات محددة تتوافر بها الشروط المطلوبة، وتلتزم بتطبيق المعايير الصحية لخدمة الكشف المبكر، وتقدم التبليغ الإلكتروني لضمان جودة الخدمات المقدمة، بحسب الدكتورة جلاء طاهر رئيس قسم مكافحة السرطان في الهيئة، التي أشارت إلى أنه ستتم مخاطبة جميع المستشفيات والمراكز على مستوى الإمارة للانضمام للبرنامج الذي يأتي في إطار الخطة الهادفة لتعزيز ودعم خدمات الكشف المبكر لسرطان عنق الرحم. وتبلغ عدد حالات الإصابة في الدولة، ما بين 50 إلى 55 حالة سنوياً، فيما يتم تشخيص نصف مليون حالة إصابة بالمرض حول العالم سنوياً، وتتوفى 27 ألف سيدة سنويا جراء الإصابة بالمرض. وقالت د. طاهر، إن الهيئة نظمت ورشة عمل للأطباء والمختصين بمقر الهيئة في أبوظبي أمس الأول شارك فيها أطباء من دبي، كما يتم تلقي التساؤلات عبر خدمة الهاتف المجاني للاستفسار عن المرض علي الرقم 80042212، ولفتت إلى أن توصيات الهيئة لمكافحة سرطان عنق الرحم تتضمن تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري للإناث (قبل الزواج)، ابتداءً من عمر 15 سنة، مرة في العمر، وفحص مسحة عنق الرحم للسيدات، بعد الزواج، ابتداءً من عمر 25 سنة، مرة كل 3 سنوات حتى عمر 49 عاماً ثم كل 5 سنوات حتى عمر 65 سنة. وأضافت الدكتورة جلاء، أن أكثر من 99% من حالات سرطان عنق الرحم يسببها فيروس الورم الحليميHPV، والذي يوجد منه أكثر من 15 نوعاً، وإن 8 سيدات من أصل كل 10 معرضات للإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، لكن معظمهن يتعافين تلقائياً دون ظهور أية أعراض عليهن، إلا أنه على الجانب الآخر فإن العدوى يمكن أن تتطور لدى البعض الآخر على مدار 10 إلى 20 عاماً مسببةً تغير في خلايا عنق الرحم، ومن ثم تؤدي للإصابة بسرطان عنق الرحم. وتظهر إحصائيات حول مرض السرطان في الدولة أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض تقع في المرحلة العمرية ما بين 35 إلى 55 عاماً، وأن نسبة الإصابة بالمرض تبلغ 7 حالات لكل 100 ألف سيدة. وقالت الدكتورة جلاء: تتضمن استراتيجية مكافحة المرض تنظيم ورش عمل لأطباء الطب العام، والنساء والتوليد، وأطباء علم الأنسجة والأمراض، وكذلك التمريض وفنيي علم الأنسجة بهدف الوصول إلى نحو 50% من مجموع العاملين في هذا المجال في هذا العام، كما سيتم إجراء استبيان من خلال الأطباء بهدف التعرف على أوجه النقص والعناصر المطلوب توفرها بهدف تنمية الوعي لدي الشريحة المستهدفة من إطلاق الحملة. وكانت دراسة أجرتها Opinion Matters، إحدى المؤسسات العالمية في عدد من الدول من ضمنها الإمارات، أظهرت أن 55 % من النساء محور الدراسة والبالغ عددهن 1000 امرأة يعتقدن أنهن غير معرضات للإصابة بالمرض، و61 % من نفس الشريحة غير مهتمات بالسؤال عن المرض، كما أن 87 % من العينة لم يسبق لهن الحصول على تطعيم ضد المرض، وذكرت الدراسة أن 27 % يفضلن الإنفاق على التسوق، و24% على الرحلات، و23 % على الترفيه، فيما أشارت 8 % إلى حرصهن على الإنفاق الصحي والتطعيم ضد المرض. وقال 26 % من عينة الدراسة إن للأطباء دوراً كبيراً في التوعية بالمرض ورفع درجة الوعي الصحي بصفة عامة. وسيتم خلال الأيام المقبلة بث رسائل توعية عبر معظم الإذاعات حول المرض وكيفية الوقاية منه، وكذلك تخصيص حلقات في البرامج التلفزيونية للتوعية، وإطلاق مسابقة لأفضل فيلم توعية وثائقي عن المرض تنتجها طالبات الجامعات والكليات، كما سيتم الإعلان عنها في مارس، وفرز الأفلام في سبتمبر القادم للإعلان عن الفائزين في المسابقة. كما سيتم خلال الشهر الجاري تطبيق برنامج شامل لتقديم العديد من المحاضرات الخاصة للطالبات، وتنطلق من كلية التقنية للطالبات، وجامعة الإمارات، وعدد آخر من جامعات الدولة، وسيتم توزيع قسائم حسم لفحص مسحة عنق الرحم وتطعيم فيروس الورم الحليمي البشري، وفقاً للفئات العمرية الموصى بها من قبل هيئة الصحة في أبوظبي والتي يقدمها بعض موفري الخدمات الصحية كدعم للحملة. وأكدت الدراسة، أن هيئة الصحة في أبوظبي تعتمد عدداً من البرامج التي من شأنها الحد والوقاية من سرطان عنق الرحم، كان أولها تطبيق برنامج تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من المرض، في مطلع العام 2008، حيث تم توفير التطعيم مجاناً في كافة مدارس إمارة أبوظبي الحكومية والخاصة للطالبات من الفئة العمرية من 15 إلى17 عاماً. وقالت الدراسة، إن فعاليات مواجهة المرض مستمرة وسيتم بث فعالياتها بوسائل الإعلام المختلفة، بما يتماشى مع الحملة التي تم إطلاقها بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، وهيئة الصحة بدبي، وجمعية الإمارات الطبية، ومجموعة “تم”، للتطوع الاجتماعي، وحملة “أعيدي التفكير للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم” والتي تتضمن فعاليات وبرامج التوعية الخاصة بالحملة، والتي ستستمر فعالياتها على مدار عام.