الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أفلام لمخرجات عربيات تحمل رسائل لبطلات لن يصمتن بعد اليوم

أفلام لمخرجات عربيات تحمل رسائل لبطلات لن يصمتن بعد اليوم
16 ديسمبر 2012
النساء العربيات المخرجات المشاركات في مسابقة “المهر العربي للأفلام الوثائقية، لدورة مهرجان دبي السينمائي الدولي لهذا العام لا يذهبن بعيداً عن الواقع الراهن المحيط بهن ولا يبتعدن عن مناقشة أوضاع النساء العربيات في مجتمعاتهن التي تشهد الآن حراكاً سياسياً واجتماعياً وانعطافة تاريخية فاصلة. يبدو هذا الأمر ملمحا جامعا ولافتا بين أربعة من الأفلام التي شاركت في المسابقة، “ليال بلا نوم لليان الراهب من لبنان، والصرخة لخديجة سلامي من اليمن، عندما يأتي الظلام لسينتيا شقير من لبنان، ويا من عاش لهند بو جمعة من تونس”، وذلك باستثناء الفيلم “موسم حصاد” الذي اشترك في إخراجه أربعة مخرجين شبّان من بينهم مخرجتان هما، ميس دروزة وأريج سحيري الذي يناقش أمر “الهوية” انطلاقا من عبارة لمحمود درويش: “الهوية هي ما نورَّث لا ما نرث، ما نخترع لا ما نتذكَّر”. فيطرح أربعة مخرجين تساؤلاتهم حول هذه المسألة الشائكة معرفيا في الثقافة العربية في أربعة أمكنة عربية مختلفة، وذلك استنادا إلى التفاصيل اليومية لحيواتهم التي تثير لديهم قلقا وأسئلة. مشاعر إنسانية لا تريد المخرجات العربيات، أن يراجعن التاريخ وأسباب ما حدث إلا لماما؛ إلا بما يتصل بأن يفهم المتفرج الأزمة التي يناقشنها والتي تتناثر على خمس حكايا وقضايا لكنها ليست تاريخية، بل تسببت بها التباسات تاريخية ممتدة على مساحة الزمن الذي نحيا فيه، أي التي تمتد من سبعينيات القرن الماضي وحتى الحراك الراهن في المنطقة العربية. بهذا المعنى فإن أوضاع النساء هي ما تعتني به المخرجات النساء العربيات، ويصوّرن مشاعر إنسانية ومواقف معهن وضدهن وأخرى لهن في هذا الوضع الذي يعصف بهن. هي أفلام مليئة بالحسرات والخيبات وأخلاط المشاعر الإنسانية التي تقطر من حكاياتهن. تذهب ليان الراهب نحو مريم السعيدي التي فقدت ابنها المقاتل في واحد من فصائل الحرب الدامية عام 1982، إذ تتبع سيرة شخصية استخباراتية لبنانية من الواضح أنها كانت ذات شأن في تلك الأحداث. «صرخة» يمنيات وكانت “الصرخة” هي صرخة نساء اليمن، اللواتي خرجن بمحض إرادتهن في مقاومة الطغيان والخوف والموت والفقر والعوز، غير آبهات بأن أصواتهن في مجتمع محافظ سوف تغدو عورة. تريد خديجة سلامي أنْ تقول لنا ما مفاده، إن نساء اليمن لا يُسجَّل لهن مشاركتهن في الثورة اليمنية، بل في استمرارها وقدمن أداءً لفت اهتمام العرب وأدهش العالم فكرَّمَهن بجائزة نوبل للسلام مُمَثَّلاتٍ بواحدة منهن، وتريد أن تقول إنهن ما زلن هناك ثابتات على مواقفهن في الساحات العامة للمدن التي يحيين فيها وفي بيوتهن وصحبة أزواجهن وأطفالهن يدفعون الثمن جميعا، باختصار: صرخت المرأة اليمنية فخرجت العائلة بأكملها إلى الثورة. أما أزمة الكهرباء فكانت سببا في دمار عائلة لبنانية، بحسب سينتيا شقير وفيلمها “عندما يأتي الظلام”. الزوجة الرومانية “طقَّتْ روحُها”، بعبارة أهل بلاد الشام، من الظلام وانقطاع الكهرباء، وهذا ما حدا بزوجها الخمسيني جمال إلى أن يرفع دعوى ضد شركة الكهرباء التي تسببت بهذه الأزمة العائلية. لكن بمعنى آخر فإن سينتيا شقير كانت تسعى إلى مكافحة الفساد بكشف أسبابه الاجتماعية والسياسية. «الشعب يريد ...» وأخيرا، إلى “يا من عاش”، فثمة امرأة ترى أن شيئا لم يتغيّر في تونس، مهْد الصرخة الشعبية الشهيرة: “الشعب يريد ...”، بعد عهد الرئيس السابق بن علي، والحال أن المخرجة هند بو جمعة تريد إيصال هذه الرسالة لجمهور فيلمها أيضا. المرأة هي “عايدة” وتعيش في تونس الراهنة والديمقراطية دون مأوى هي وأولادها. الفيلم رحلة مع عذابات هذه المرأة وتنقلات بين أحياء العاصمة التي تبحث فيها “عايدة” عن بيت يؤويها وعائلتها. ما يربط هذه الأفلام ببعضها البعض هي أنها تقوم على اختلاط الرغبة العالية بالبوح بالغضب، أيضا لسان حال الأفلام يقول أن النسوة العربيات لن يسكتن على ظلم بعد الآن وسيقلن ما لديهن كله سواء وكأنهن شخصيات في أفلام وثائقية ولسن مخرجات يحملن الكاميرا على أكتافهن. والأفلام الأربعة جرى تصنيفها جميعا في خانة الأفلام الوثائقية الاجتماعية، وبدا واضحا لأي متفرج أنّ المخرجات لم يردن لأفلامهن أن تكون مجرّد عرض حال، بل قبل ذلك أن يكون الفيلم “بحثا” حقيقيا بُنى على دراسة وخطة عمل ولم يتركن للكاميرا أن تقودهن بل تركن ذلك لمخيلاتهن. بالمعنى الفني للكلمة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©