الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمدة لندن.. والخروج من الاتحاد الأوروبي

26 مارس 2016 04:58
صناعة التمويل في لندن «ستشهد ازدهاراً كبيراً إذا ما صوت البريطانيون لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، في الاستفتاء المقرر في الثالث والعشرين من شهر يونيو المقبل»، كان هذا ما قاله - حرفياً- عمدة لندن «بوريس جونسون» أمام مشرعي القوانين البريطانيين. واعتبر جونسون، الذي يعد الخصم الأبرز لحملة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لإبقاء بريطانيا في الكتلة الأوروبية، التي تضم 28 دولة، أن مستوى الدعم الممنوح لخيار البقاء في الاتحاد الأوروبي «محدود» بين قادة الأعمال. وقال جونسون أيضاً أمام لجنة الخزانة التابعة لمجلس العموم البريطاني يوم الأربعاء الماضي: إن «الشيء الذي لفت نظري في المناقشات الخاصة التي أجريها من آن لآخر مع شخصيات مصرفية قيادية، هو الرأي القائل إنهم لا يعتقدون أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيلحق أي ضرر بالمركز المالي القيادي الذي تتبوؤه لندن على المستوى العالمي». وكان جونسون قد أعلن دعمه لما يعرف بـ«الخروج البريطاني» الشهر الماضي، وهو ما اعتُبر في حينه ضربة لجهود رئيس الوزراء وحملة «البقاء» في الاتحاد. وقد أكسبه قراره في هذا الشأن دعم الكتلة الرئيسية في حزب المحافظين، وجعله المرشح المفضل في نظر الخبراء للحلول محل كاميرون في منصب رئيس الحكومة. يشار إلى أن آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «كومرس» لصالح شبكة «آي تي في نيوز» قد أظهر أن 48 من المشاركين في الاستطلاع يدعمون «البقاء» في الاتحاد، وأن 41 في المئة يدعمون «الخروج» منه. وقال جونسون: «أعتقد أن لندن ستستمر في الازدهار بقوة خارج نطاق الاتحاد الأوروبي». واستشهد بنورمان بلاكويل رئيس «لويدز بنك»، ومديرة مجموعة البنك الملكي الاسكتلندي «شيلا نواكيس»، ورئيس مجلس إدارة مجموعة «إربنثنوت المصرفية» هنري انجست، «باعتبارهم» نماذج لمصرفيين متميزين للغاية يؤيدون فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي. يشار في هذا السياق إلى أن تعليقات جونسون تتناقض مع التحذيرات من الخروج من الاتحاد الأوروبي، التي وجهها المديرون التنفيذيون لبنوك مهمة تشمل» «بركليز» و«جولدمان ساش»، ومجموعة مصرف «إتش إس بي إس القابضة». وقلل عمدة لندن من شأن التنبؤات القائلة بأن سعر الجنيه الاسترليني يمكن أن يتهاوى، إذا ما قررت بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي، وقال: إنها من قبيل المبالغات، وإن الاقتصاد البريطاني سيصبح أكثر تنافسية بعد الخروج، وهو ما سينعكس بدوره على الجنيه الاسترليني الذي سيحافظ على قوته، وإن المخاطر تكمن في البقاء في الاتحاد لا في مغادرته. وقال جونسون أيضاً: إنه «ربما تكون هناك حجج سياسية قوية للبقاء ضمن الكتلة الأوروبية، ولكنني لا أعتقد أن هناك حججاً اقتصادية جيدة تؤيد ذلك البقاء». وكان العمدة قد اتهم «بالمبالغة إلى حد تشويه الحقائق» من قبل رئيس اللجنة المذكورة، زميله أندرو تيري المشرّع المنتمي لحزب المحافظين. ولكن جونسون دافع عن تصريحاته، وقال: إنه سيزود اللجنة بدليل مفصل يدعمها، مؤكداً أن «الموضوع الأوسع نطاقاً الذي تبرزه هذه التصريحات هو نفوذ اللوائح التنظيمية الأوروبية على الحياة البريطانية وعلى قطاع أعمالها». وأكثر من ذلك اعتبر أيضاً أن: «ميزة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي هي أن بريطانيا تستطيع بعد الخروج تعديل تلك اللوائح التنظيمية، وأنه بدون خروج لن يكون ذلك ممكناً». وفي جلسة توجيه الأسئلة الأسبوعية لكاميرون في مجلس العموم، التي جرت في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي، رفض رئيس الوزراء البريطاني الفكرة القائلة إن البلاد ستكون قادرة على التوصل إلى اتفاقية ملائمة لها بعد الخروج من الاتحاد. وقال، حرفياً: «لا أعتقد أننا ينبغي أن نكون ساذجين إلى درجة تدفعنا للاعتقاد بأن الدول الأخرى، ستقوم تلقائياً بعقد صفقات معنا نحظــى فيها بشــــروط تفضيلية خاصة». وخلال جلسة لجنة الخزانة، اتهم المشرّع التابع لحزب العمال «جون مان» العمدة جونسون «بتشويه سمعة» مارك كارني محافظ البنك المركزي البريطاني من خلال القول إنه قدم حجة سياسية تدعم الخروج، وهو اتهام رفضه العمدة. وقال جونسون: إن كارني الذي اعتبر أمام لجنة الميزانية، في موعد مبكر من هذا الشهر، أن الخروج من الاتحاد الأوروبي هو أكبر خطر على الاستقرار المالي، له كل الحق في التعليق على الآثار المحتملة لمغادرة الاتحاد الأوربي. ولكن العمدة اتهم مجموعات صناعة التمويل، التي تدعم البقاء ضمن عضوية الاتحاد الأوروبي، بأنها واقعة تحت سيطرة أناس لهم مصالح مغرية في دعم الاتحاد الأوروبي. وقال: «هناك صناعة ضخمة من جماعات الضغط... والأشخاص الذين سيستفيدون استفادة كبرى من التغيير، يمثلون 95 في المئة من المشروعات البريطانية التي لا تصدر إلى دول الاتحاد الأوروبي، ولكنها تجد نفسها مضطرة مع ذلك للالتزام بنسبة 100 في المئة بلوائح وقوانين الاتحاد». *كاتب أميركي متخصص في شؤون المال ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©