وزير هندي يدعو أميركا إلى تبني مصالح الدول الفقيرة

قال وزير التجارة الهندي كمال ناث أمس الاول في أول زيارة يقوم بها للولايات المتحدة منذ ان تعرضت محادثات التجارة لأزمة كبيرة: إن واشنطن تريد لقطاعها الزراعي أن يزدهر على حساب ملايين من المزارعين الفقراء· وتأتي زيارة ناث لواشنطن بعد أسبوع من تخلي مفاوضين من الولايات المتحدة والهند واوروبا عن محادثات كان الكثيرون يأملون ان تدفع جولة الدوحة لمحادثات منظمة التجارة العالمية المتعثرة منذ أكثر من خمس سنوات إلى الاقتراب من اتفاق· وذكر ناث قوله لمفاوضين أميركيين في محادثات مغلقة الأسبوع الماضي في بوتسدام بالمانيا: ''انتم تستهدفون حماية الازدهار والترويج له، وأنا أستهدف حماية الحياة''، وأضاف في كلمة القاها في مركز دراسات كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن: ''الأمر لا يتطلب دراسة علم الصواريخ لفهم ما يتعين أن يسود فعلاً·'' وتفيد بيانات حكومية أميركية أن متوسط الدخل بين مليوني اسرة من المزارعين في الولايات المتحدة يبلغ نحو 80 الف دولار أي أعلى بكثير من متوسط الدخل الأميركي، وقال ناث: إن في الهند على الأقل نحو 500 مليون مزارع و300 مليون شخص يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم، ودعا ناث- الذي اجتمع مع ممثلة التجارة الأميركية سوزان شواب ووزير التجارة كارلوس جوتيريز- إدارة الرئيس جورج بوش لتبني مصالح الدول الفقيرة، ونقل عن مسؤول أميركي سابق قوله: إن الدول الغنية لم تقبل حقيقة مهمة التنمية الخاصة بجولة الدوحة· وفي حين يريد ناث رؤية المزيد من الاستثناءات للدول الفقيرة تقول إدارة بوش: إن زيادة التبادل التجاري ستحسن أوضاع الفقراء، وحذرت من أن استمرار سياسات الحماية الاقتصادية سيحد من النمو· وهذا التباين في المواقف كان على الأقل جزئياً وراء الجفوة التي حدثت في بوتسدام، فبعد انتهاء المحادثات قبل ايام القت شواب وغيرها من المسؤولين الأميركيين اللوم على الهند والبرازيل لممارستهما ضغوطاً من أجل خفض أكبر للدعم الزراعي في حين لم تقدما خفضاً كافياً في التعريفات الجمركية على المنتجات الصناعية· إلى ذلك ألغت الحكومة الأميركية أمس الأول الإعفاءات الجمركية للمجوهرات الذهبية الواردة من الهند وتايلاند· كما ألغت المعاملة الجمركية الخاصة التي كانت تتمتع بها ثماني سلع واردة من البرازيل و11 سلعة أجنبية أخرى· وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي: إن قائمة هذه المنتجات تشمل كابلات الربط من الفلبين والميثانول الصناعي من فنزويلا وحبوب الكولا من كوت ديفوار، كانت هذه المنتجات تتمتع بمعاملة تفضيلية في إطار نظام المعاملة التفضيلية العام الذي يعود إلى عام 1974 وكان يهدف إلى مساعدة اقتصاديات الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وقد جاء قرار إلغاء المعاملة التفضيلية على خلفية تجاوز واردات الولايات المتحدة من هذه السلعة مستويات معينة· ولعل أهم سلعة من هذه السلع هي المجوهرات الذهبية التي تأتي من الهند، وبلغت قيمة واردات الولايات المتحدة منها العام الماضي 2ر2 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها من المجوهرات التايلاندية 700 مليون دولار· أما الصادرات البرازيلية التي ستتأثر بالقرار فتشمل منتجات الأخشاب التي بلغت قيمتها العام الماضي 143 مليون دولار ومكونات مكابح السيارات التي بلغت قيمتها العام الماضي 32 مليون دولار· من جهة آخرى قالت سوزان شواب لصحيفة استرالية: إن الولايات المتحدة ستتطلع إلى ابرام مزيد من الاتفاقات التجارية الثنائية والاقليمية بما في ذلك منطقة تجارية تشمل دول آسيا والمحيط الهادئ إذا فشلت محادثات التجارة العالمية، وأضافت شواب في تصريحاتها لصحيفة ذي استراليان أن نجاح جولة الدوحة من مباحثات تحرير التجارة العالمية يمثل الاولوية القصوى، لكن الولايات المتحدة تتطلع لمنطقة آسيا والمحيط الهادي وسبل ابرام عدد من اتفاقات التجارة الاقليمية والثنائية كبديل لها· ونقلت الصحيفة عن شواب امس قولها: ''أعتقد أنكم ستشهدون تسارعاً حقيقياً في الصفقات الثنائية والاقليمية، بما في ذلك اتفاق للتجارة الحرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادء إذا اختفت جولة الدوحة فعلاً من المشهد·'' وأثارت تعليقاتها التي جاءت بعد أسبوع من فشل محادثات بين الولايات المتحدة والهند والبرازيل والاتحاد الاوروبي في ألمانيا احتمال انضمام دول آسيا والمحيط الهادي لاتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية الذي يضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وشيلي· وستزور شواب استراليا الاسبوع المقبل للاجتماع مع وزراء التجارة من منتدى التعاون الاقتصادي لاسيا والمحيط الهادي (أبك) الذي يضم 21 دولة·