الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين أكبر مستهلك للنفط في العالم

الصين أكبر مستهلك للنفط في العالم
29 يونيو 2007 23:47
أصبحت عادة أسبوعية تقريبا أن نقرأ أو نسمع عن صفقة جديدة تجمع بين الصين، وإحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه علاقة الولايات المتحدة مع تلك الدول ضعفا وتلاشيا مستمرا· ويبدو أن الولايات المتحدة لن تكون ضمن قائمة '' الدول النخبة '' في عالم الطاقة خلال الخمسين عاما المقبلة· وفي الواقع، كما أشارت صحيفة ديلي ريكونينج البريطانية ، فقد تغيّر موقع الولايات المتحدة كونها وباعتبارها الزبون الأول لمعظم الدول المُصَدّرة للنفط تغيرا جذريا، واليوم تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة في قائمة أكثر الدول المستوردة للنفط، بعد الصين ودول أخرى· وفي الوقت الذي تتم فيه عقد الصفقات الرئيسية بين الصين، وروسيا وفنزويلا، وعدد من دول الشرق الأوسط، تم إغلاق خطوط الإمداد النفطية العالمية· وذكرت صحيفة ديلي ريكونينج البريطانية أن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، كان قد علق على الأمر بقوله: '' بدأت سلطة الولايات المتحدة بالتراجع، وسلطة الصين بالتقدم·''، وأضاف: '' الصين هي سوق الطاقة في المستقبل·''· وأشار شافيز الى أن فنزويلا ستتجه نحو تنويع صادراتها النفطية بهدف تقليل نسبة اعتمادها على السوق الأميركية· ومن الناحية التاريخية، فقد تمت الاشارة الى أن فنزويلا تشحن ما يعادل 1,5 مليون برميل من النفط يوميا· وكان شافيز قد أعلن مؤخرا مُؤكدا على أن هدف فنزويلا هو دعم وزيادة صادراتها النفطية للصين، لتصل الى ما يقارب المليون برميل نفطي يوميا بحلول ،2012 وذلك من أصل 150 ألف برميل حالي من النفط يوميا· ليس هذا فحسب، بل ذكر أن هنالك خطة تجمع بين كل من الصين وفنزويلا تهدف الى إقامة مشاريع مشتركة للتنقيب عن حزام النفط الخام الثقيل في أراضي دول أميركا الجنوبية· بالإضافة الى بناء ثلاث مصافي نفطية، جميعها لتصدير النفط للصين· وقد تم الإعلان عن الشراكة التي تجمع بين شركة بتروليوس دي فنزويلا، (شركة نفط فنزويلا)، التي تديرها الحكومة الفنزويلية، وشركة تشاينا ناشيونال بتروليوم (شركة الصين النفطية الوطنية)، وهذه الشراكة قد تتضمن كذلك بناء حاويات وناقلات لشحن النفط الخام الفنزويلي للصين· ليس هذا فحسب، بل عقدت الصين مؤخرا عددا من الاتفاقيات والصفقات المماثلة مع روسيا في الأشهر القليلة الماضية، فضلا عن اتفاقياتها مع دول أفريقيا· ولاشك في أن كل تلك الاتفاقيات والأنشطة النفطية تعد هامة جدا للاهتمامات الصينية ولعطشها المتزايد لكماليات الحياة المُترفة، بما في ذلك النفط· ومما تجدر الاشارة إليه أن الصين لم تستغرق سوى عشرين عاما فقط لتحويل طرقاتها المكتظة بالدراجات والعربات التي تجرها البغال الى شبكة طرق حديثة مماثلة لشبكة الطرق في مدينة لوس أنجلوس الأميركية في أوقات الذروة· ويُذكر أنه منذ عقد من الزمن فقط لم تكن هنالك أية سيارة مملوكة للأفراد في الصين· وبسرعة البرق، وبالتحديد في عام ،2005 قُدّرت أعداد السيارات الخاصة في الصين بحوالي 24 مليون سيارة· وقد يكون من الصعب تخيّل ذلك، إلا أن هناك العديد من وكالات السيارات الصينية المختلفة في الولايات المتحدة، إضافة الى أن سوق السيارات الصيني قد تفوّق على مثيله الياباني، ويُعدّ سوق السيارات الصيني الآن ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم، بعد الولايات المتحدة· والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما مستقبل الولايات المتحدة في عالم الطاقة، والنفط على وجه أخص؟ ففي الوقت الذي تنشغل فيه الصين بعقد اتفاقيات الشراكة النفطية حول العالم، لا تزال الولايات المتحدة متخبطة في مشاكلها مع العراق وإيران· ولاشك في أن العراق لا يعد الحل الأمثل لمشكلة النفط الأميركية، وذلك لأن البنية التحتية العراقية المُمَزّقة بفعل الحرب قد قضت على أي أمل يقضي باستفادة الولايات المتحدة من النفط العراقي· وجاء في صحيفة الديلي ريكونينج أنه لكي تستعيد الولايات المتحدة سلطتها النفطية، فإن عليها إقامة المزيد من الشراكات العالمية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي، إلا أن العكس هو ما يجري بالفعل الآن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©