الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المركز الوطني للوثائق والبحوث ينظم ورشاً تدريبية للشباب تستهدف جمع التراث وفق منهجية علمية

المركز الوطني للوثائق والبحوث ينظم ورشاً تدريبية للشباب تستهدف جمع التراث وفق منهجية علمية
16 ديسمبر 2012
عملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة واستراتيجيتها لدعم الشباب وتمكينهم للرقي بالوطن، قامت إدارة البحوث والخدمات المعرفية في المركز الوطني للوثائق والبحوث التابع لوزارة شؤون الرئاسة، بتنظيم ورش عملٍ تدريبية قدمتها الدكتورة عائشة بالخير، مديرة إدارة البحوث والخدمات المعرفية، وشارك فيها أكثر من 150 طالبا وطالبة من جامعة زايد بأبوظبي. وحثت الدكتورة بالخير الطلبة على استثمار فترة الإجازة المدرسية بالتواصل مع الآباء والأجداد في كل عائلة لتسجيل وتدوين ما يثري مشروع التاريخ الشفاهي؛ فهؤلاء هم كنوز الإمارات وناقلو حضارتها وتقوم ذاكرتهم بحفظ أجزاء لم ترصدها الوثائق من تاريخه العريق. ومن أبوظبي توجه فريق التدريب إلى “جمعية حتا للثقافة والفنون والتراث” تلبية لطلب رئيس مجلس إدارة الجمعية بخيت محمد المقبالي، لتدريب جامعي مادة التاريخ الشفاهي من طلبة وطالبات ومتطوعين وإداريين ومدرسي مادة التاريخ. وأعرب المقبالي عن شكره وامتنانه للمركز الوطني للوثائق والبحوث على ما يقدمه من خدمات تُسند المؤسسات لإنجاز مشاريعها وفق المعايير العالمية التي يعمل بها، و أضاف: “تنوي الجمعية إعداد موسوعة شاملة لمنطقة حتا وعلينا تدريب جامعي التاريخ للعمل وفق منهجية علمية والتعامل مع الرواة بمهنية ليتميز العمل ويتمتع بصدقية”. كما شكر المقبالي وزارة التربية والتعليم لقيامها بتفعيل فريق عمل من الكوادر الشابة من مدرستي الظهرة للبنات ومدرسة راشد بن سعيد للبنين، وهم يعملون بجدٍ و اجتهاد منذ أربعة أشهر. وقال: “نعتمد على هذه النخبة في جمع الوثائق، والمواد الشفاهية لإثراء الموسوعة”. وقدمت الدكتورة عائشة بالخير ورشة عمل مكثفة تضمنت ثلاثة أقسام؛ حيث عرفت في القسم الأول بالتاريخ الشفاهي وأهمية جمعه، موضحة أنه يعتمد على سيرة الفرد وتفاصيل حياته فيرسم تصوراً لواقع، ونمط حياة، ويروي قصة وطن. وأشارت إلى أن من أهم أدواره تقصّي الحقائق وسردها من مخزون الذاكرة. وفي الجزء الثاني، الذي تم تخصيصه لتعريف مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وإبراز انسجامه وتلاحمه الذي يبدأ من نواة الأسرة ويشمل المجتمع ككل، تناولت الدكتورة عائشة بالخير الأعراف القبلية التي تتناقل أحياناً باللفظ وغالباً بدونه، وكررت أهمية تدوين كل ذلك فهذا يعكس عاداتنا وتقاليدنا التي تعتمد على احترام الكبار والتعلم منهم. وقدمت الباحثة صورة شاملة لتفاصيل نشأة الطفل ومعاملته وإتاحة الألعاب التي تُنمي مهاراته الذهنية وتصقل مواهبة منذ الصغر، وألمحت إلى ضرورة تسجيل الأهازيج والأمثال والمأكولات والمسميات التي تختلف من منطقة إلى اخرى. وأعربت الدكتورة بالخير عن قلقها “من يومٍ يأتي لا نعرف فيه مسميات الأشياء بلغتنا الأم ولهجة من سبقنا”. كما تناولت نقطة التحول الكبرى في حياة كل صغير وكبير ألا وهي قيام الاتحاد وما قام به الشيخ زايد “طيب الله ثراه” وحرمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله” في تمكين المرأة حتى صرنا نتمتع بما لم يحلم به الآباء والأجداد. وفي الجزء الثالث والأخير عرضت الباحثة عبير باشراحيل ، المتخصصة في التاريج الشفاهي، شرحاً مفصلاً لآليات إجراء المقابلة والمنهجية المتبعة . وحثت باشراحيل جميع المشاركين على ضرورة طرح الأسئلة المفتوحة (متى، أين، لماذا، كيف) وتجنب الأسئلة المحددة التي تكون إجابتها (نعم أو لا). وفي نهاية هذا الجزء من الورشة أجرت الباحثة مقابلتين مع مسنين من المنطقة وذلك بهدف توفير نموذج حي لكيفية محاورة كبار السن. واختتمت الدكتورة بالخير يوم التدريب المكثف بالإشارة إلى أن المركز وإدارة البحوث والخدمات المعرفية على استعداد تام ودائم لتدريب المهتمين بجمع وتدوين التراث الشفهي. وعلى المستوى الشخصي قالت: “إن جميع ما أقوم به هو رد للجميل وخدمة للوطن الذي أصبح تاريخه وذاكرته من مسؤوليات الشباب”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©