بوش يستشهد بإسرائيل كأنموذج للعراق

دعا الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول إلى التحلي بالصبر على استراتيجيته للعراق، بينما يسعى جاهدا للحيلولة دون حدوث مزيد من الانشقاقات داخل حزبه الجمهوري بسبب الشكوك في إدارته للحرب، واستشهد بإسرائيل كأنموذج يمكن أن يصبح العراق على شاكلته، مشيرا إلى أن تعريف النجاح الذي تحققه القوات الأميركية هناك يجب ألا يقترن بنهاية كاملة للهجمات ولكن من خلال إقامة ''ديمقراطية فعالة'' رغم استمرار العنف· ووسط إراقة الدماء في العراق والمؤشرات الهزيلة على التقدم من جانب الحكومة العراقية في الوفاء بالمعايير السياسية المستهدفة، سعى البيت الأبيض لخفض سقف التوقعات بتحقيق تقدم سريع من زيادة عدد القوات· كما استشهد بوش بمؤشرات على ما سماه ''تقدما كبيرا على الأرض'' على الرغم من موجة الهجمات الجديدة في بغداد التي أبرزت قوة المسلحين في العاصمة العراقية· وقال بوش في كلمة في كلية الحرب البحرية في نيوبورت بولاية رود آيلاند ''ندين لهم بالدعم وندين لهم بالوقت الذي يحتاجون إليه لإحراز النجاح·'' وقلل البيت الأبيض من أهمية الانشقاقات داخل الحزب الجمهوري، فيما أصر بوش على أن القوات الأميركية والعراقية تحقق تقدما في مواجهة القاعدة في بغداد وما حولها، وأن الهجمات تراجعت بشدة في محافظة الأنبار عما كانت عليه قبل عام· واعترف بوش بأن القوات الأميركية قد تمنى ''بمزيد من الانتكاسات'' لكنه قال ''هناك مؤشرات تبعث على الأمل'' مجددا بوش اتهاماته لإيران بإمداد المسلحين في العراق بالمتفجرات التي تستخدم ضد القوات الأميركية وبتدريبهم وهي اتهامات تنفيها طهران· وحذر بوش مجددا من أن الانسحاب المتسرع سيسمح للقاعدة باستخدام العراق كملاذ آمن لشن هجمات قد ''توقع المنطقة'' في براثن الفوضى· وفي تطور متصل بالحرب، أقر مجلس الشيوخ تعيين الجنرال دوغلاس لوتي مستشارا جديدا لبوش لشؤون الحرب في افغانستان والعراق باغلبية 49 صوتا مقابل أربعة· ووعد لوتي ''قيصر الحرب'' خلال جلسة استماع في المجلس بالعمل على حث الحكومة العراقية للقيام بمصالحة وطنية والحد من أعمال العنف الطائفي· من جهة اخرى تعهد قائد القوات الأميركية في العراق أمس الأول بأن يتحرى الحقيقة في التقرير الذي سيرفعه إلى واشنطن في سبتمبر المقبل عن التقدم في العراق، وقال الجنرال ديفيد بتريوس أثناء زيارة لمدينة الحلة جنوب بغداد: ''لن نعود لتقديم أمثلة على النجاح، سنعود لتقديم الحقيقة وتقديم تقويم صريح وشامل للوضع في الوقت الراهن''· وسيقوِّم التقرير- الذي سيرفعه بتريوس والسفير الأميركي في العراق ريان كروكر لأعضاء الكونجرس- مدى التقدم الذي تحقق منذ إرسال 28 ألف جندي إضافي إلى العراق للمشاركة في هجوم كبير في الصيف للحيلولة دون انزلاق العراق إلى دوامة حرب أهلية طائفية· ومن الممكن أن تكون نتائج التقرير حاسمة بالنسبة للدعم المقدم في المستقبل من الكونجرس الذي يستطيع قطع التمويل عن حرب تتراجع شعبيتها بصورة مطردة والذي يشهد في الوقت ذاته دعوات متزايدة لسحب القوات الأميركية· وحذر بتريوس من أن التقرير سيعترف بتقدم هزيل في بعض الجوانب، وقال بعد حفل لتخريج ألف من الضباط في كلية الشرطة في الحلة: ''سأعود أنا والسفير وسنقدم الحقيقة كما هي، وسيكون هناك بالتأكيد مجالات لم يستطع العراقيون مع دعمنا لهم تحقيق كل ما يصبون إليه فيها أوتحقيق كل ما جاء ضمن المعايير التي حددتها واشنطن للحكومة العراقية''· وتريد الولايات المتحدة إقرار قوانين جديدة فيما يتعلق بتقاسم العوائد النفطية على نحو أكثر إنصافاً وإجراء انتخابات محلية في المحافظات وتعديل الحظر المفروض على توظيف أعضاء حزب البعث في الحكومة والجيش بما يساعد في تحقيق المصالحة بين العراقيين·