الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"الجمهوريون" والدعوة لتغيير مسار الحرب في العراق

"الجمهوريون" والدعوة لتغيير مسار الحرب في العراق
30 يونيو 2007 01:59
تشهد سياسات الرئيس بوش في العراق تراجعاً هذه الأيام، امتد إلى داخل صفوف الحزب ''الجمهوري''، ويبدو أن ذلك يحدث بوتيرة أسرع مما توقع بوش نفسه· فقد أعلن عضوان ''جمهوريان'' في مجلس الشيوخ الأميركي خلال الأسبوع الجاري عن دعوتهما لتغيير المسار في العراق، بما في ذلك خفض القوات الأميركية، واضعين إدارة الرئيس بوش في موقف دفاعي، ومثيرين في الوقت نفسه تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس بوش سيتمكن من الحفاظ على المسار الحالي في الحرب إلى غاية شهر سبتمبر المقبل· فعندما أطلق بوش خطة الزيادة في عديد القوات الأميركية في العراق مطلع العام الماضي بهدف تعزيز الأمن وفتح المجال أمام العراقيين للقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة وتدريب القوات العراقية، طُلب منه بالموازاة مع ذلك رفع تقرير عن التقدم المحرز بتاريخ 15 سبتمبر المقبل· لكن الآن، يقول ''ريتشارد لوجار''، وهو سيناتور ''جمهوري'' بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، ''إن تكلفة وأخطار الاستمرار في المسار الحالي، تفوقان الفوائد المحتمل تحقيقها''· وفي اليوم التالي أصدر السيناتور ''جورج فونوفيتش''، العضو ''الجمهوري'' الآخر في لجنة العلاقات الخارجية نداء، يدعو فيه إلى خفض الالتزام العسكري الأميركي في العراق، والاهتمام أكثر بالجهود الدبلوماسية· وينضم عضوا مجلس ''الشيوخ'' إلى أربعة أعضاء آخرين من الحزب ''الجمهوري'' سبق وأن دعوا إلى تغيير المقاربة الحالية في العراق· بيد أن قطيعة ''لوجار'' العلنية مع سياسات إدارة بوش هي الأكثر أهمية بالنظر إلى الاحترام الذي يحظى به السيناتور ''الجمهوري'' صاحب ست فترات متتابعة من قبل الحزبين معاً لانكبابه الجدي على السياسة الخارجية، وهو ما حدا بـ''توني سنو'' المتحدث باسم البيت الأبيض إلى وصفه ''بالحصيف'' حتى وهو يعارض أفكاره· وتعليقاً على تصريحات السيناتور ''لوجار''، يقول ''نورمان أورنشتاين''، باحث مقيم في معهد ''أميركان انتربرايز'': ''يريد لوجار التأكد من أننا لن نصطدم بالحائط في نهاية الطريق، لا سيما وأن الرئيس بوش يستطيع تجاهل الرأي العام والتجاذبات السياسية للاستمرار في سياسته بالعراق''· ويضيف ''أورنشتاين'' أن تجربة بوش مع حرب العراق، تشبه تجربة الرئيس الأسبق ''جونسون'' عندما انقلب أعضاء من حزبه في الكونجرس ضده وعارضوا الحرب· والعبرة المستفادة من كل ذلك يقول ''أورنشتاين'' هو أنه ''مهما كان الرئيس مصمماً على رأيه، سيأتي يوم لن يستطيع فيه القيام بما يريد القيام به، والمؤشر الأول على ذلك هو شروع بوش في فقدان الجمهوريين''· ومن جانبه سعى البيت الأبيض إلى التقليل من شأن تعليقات السيناتور ''لوجار''، قائلاً إنها ليس بالشيء الجديد، بحيث عرف عن ''لوجار'' تشككه إزاء خطة الزيادة في عدد القوات الأميركية، وأبلغ الرئيس بوش بمخاوفه في شهر يناير على نحو شخصي· وقد شارك سيناتور ''جمهوري'' آخر ''جون وورنر'' المكلف بالشؤون العسكرية في اللقاء بين ''لوجار'' والرئيس بوش، وأثنى على تصريحات زميله التي اعتبرها إسهاماً منه في إثراء النقاش حول العراق· وتتركز الأنظار على ''وورنر'' لمعرفة ما إذا كان سينضم إلى جماعة المنادين بتغيير استراتيجيته في العراق، أم أنه سيتحفظ على ذلك· وينتظر أيضاً المراقبون للسجال السياسي في واشنطن موقف السيناتور ''ميتش ماكونيل'' من ولاية كينتاكي الذي تشاور معه ''لوجار'' قبل إلقاء خطابه يوم الإثنين الماضي· ففي نهاية شهر مايو الماضي، عندما وقع بوش على تشريع إضافي يقضي بتمويل حربي العراق وأفغانستان، صرح السيناتور ''ماكونيل'' قائلاً ''إن المؤشرات واضحة أننا سنتخذ طريقاً مختلفاً بحلول فصل الشتاء المقبل، وأتوقع من الرئيس أن يسير في دربه''· ويعتبر ''الديمقراطيون'' أن تصريحات ''لوجار'' تمثل منعطفاً أساسياً في الحرب على العراق، في الوقت الذي بدأ يفقد الجمهور صبره مع ارتفاع عدد الضحايا الأميركيين واستمرار العنف في العراق رغم الزيادة في عدد القوات الأميركية والعمليات العسكرية التي تقوم بها· ومع أن المراقبين السياسيين يحذرون من مغبة المبالغة في تأويل تصريحات السيناتور ''لوجار''، إلا أنهم يقرون بأهميتها في هذه اللحظة· وفي هذا الصدد يقول ''جون مولر''، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوهايو: لا أعرف ما إذا كانت تصريحات ''لوجار'' منعطفاً في مسار الحرب، لكنها مؤشر لا يمكن إغفاله قد يؤدي إلى تغيير في سياسات بوش تحت وقع الضغوط المتصاعدة · وفي خطابه الذي ألقاه يوم الاثنين الماضي، أوضح السيناتور ''لوجار'' أنه لا يشك في تقييمات القادة العسكريين حول التقدم الأمني في العراق، وشدد على ضرورة ''الحفاظ على المبادرات التي ثبت نجاحها'' مثل إشراك الجماعات السُنية التي أظهرت استياءها من تنظيم ''القاعدة''· لكن في معرض دفاعه عن موقفه بضرورة وقف المسار الحالي في العراق والبحث عن سبل أخرى لتغييره، أورد السيناتور ''لوجار'' ثلاثة عوامل: الانقسامات السياسية في العراق، والضغوط المتواصلة على الجيش الأميركي، فضلاً عن إكراهات العملية السياسية في الولايات المتحدة· فعلى الصعيد السياسي، عبر ''لوجار'' عن شكوكه في قدرة الطبقة السياسية العراقية على التوصل إلى اتفاق شامل، ومن الناحية العسكرية يرى السيناتور ''الجمهوري'' أن مواصلة نشر القوات الأميركية في الأحياء العراقية المضطربة يضر بالجيش، ولم يعد ممكناً الاستمرار في هكذا استراتيجية· أما فيما يتعلق بتأثير السياسة الأميركية الداخلية فقد دعا ''لوجار'' إلى البحث عن مقاربة جديدة يتفق عليها الحزبان وذلك قبل الدخول في حمى الانتخابات الرئاسية المقبلة· ليندا فيلدمان محررة الشؤون الخارجية في ''كريستيان ساينس مونيتور'' ينشربترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©