سيرة نمر بن عدوان.. دراما رمضانية

يجري في وادي الأردن تصوير الدراما البدوية المستعادة ''نمر بن عدوان'' تأليف السيناريست مصطفى صالح وإخراج بسام المصري وانتاج المركز العربي للخدمات السمعية البصرية الذي رصد له ميزانية ضخمة وبطولة عدد من نجوم الدراما الأردنية منهم ياسر المصري ''أبن عدوان'' وصبا مبارك ''وضحا'' ومحمد الإبراهيمي وحابس حسين· ويتناول العمل الذي يقع في ثلاثين حلقة ويبث في شهر رمضان المقبل سيرة أشهر شخصيات البادية الأردنية ضمن مشروع إعادة إحياء الدراما البدوية الذي ابتدأه المركز العربي باستعادة قصة ''رأس غليس''، التي تعد إلى جانب ''وضحا وابن عجلان'' من الأعمال التأسيسية في الدراما البدوية· ويحكي عن شخصية حقيقية من الشخصيات المؤسسة للثقافة الوطنية الأردنية التي شكلت تحولا اجتماعيا نوعيا من البداوة إلى المدنية ويعرض العادات والتقاليد البدوية الأصيلة على حقيقتها كالأعراس والمآتم والقضاء والطب الشعبي مما يقود الدراما البدوية باتجاه أعمال السيرة المرتبطة بالتاريخ الاجتماعي الأردني· وقال مؤلف السيناريو مصطفى صالح إن المسلسل يتحدث عن شخصية أقرب إلى الأسطورة ·· شخصية عاشق رومانسي وفارس قل نظيره فقد كان يصطاد النمر كما يصطاد الغزال وأصبحت قصة حبه لزوجته '' وضحا'' مضرب الأمثال في الصحراء العربية · وإضافة إلى فروسيته كان شاعرا رقيقا عذب الكلمات وأشعاره انتشرت في كل أنحاء الصحراء العربية وغناها عدد كبير من المطربين العرب وفي المسلسل يؤدي الفنان راشد الماجد مجموعة من الأغاني الرائعة· ونمر بن عدوان كما جاء في المسلسل من مواليد 1745 وهو أول بدوي يتعلم في المدارس فقد تلقى تعليمه في القدس وانتقل إلى الأزهر على يد سائحة فرنسية كبيرة السن أعجبت به وأصرت على أن تأخذه إلى القدس ليتلقى تعليمه·ويرى أن استرجاع بعض المسلسلات البدوية ليس مؤشرا على وجود عقم في النصوص لأن إعادة كتابتها هو تأليف جديد من منظور جديد من ناحية النص والإخراج واستخدام التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت في متناول اليد· ولذلك فان استرجاع الأعمال القديمة هو إعادة إحيائها لأنها عندما قدمت أول مرة ظلمت واختصرت إلى حلقات قليلة وحسب الظروف الإنتاجية المتاحة التي تفتقر إلى الكثير من مقومات الإنتاج المتوافرة حاليا كما أن إعادة إحياء النصوص القديمة مسألة عالمية ولا تقتصر على الدراما العربية فمعظم الأعمال الملحمية الأوروبية يعاد إخراجها بمنظور جديد · فالدراما البدوية تشكل جزءا أساسيا من الدراما العربية والبدو يشكلون جزءا من الأصالة العربية وهم يمتدون من صحراء النوبة وحتى نجد وحياتهم غنية بالعادات والتقاليد والموروث الشعبي الذي يجب أن نقدمه للناشئة لما يحتويه من سمو ورفعة في الأخلاق والسلوك· وإضافة إلى ذلك فإن مسألة الدراما أصبحت صناعة تخضع لقوانين '' العرض والطلب '' والمسلسل البدوي مطلوب في هذه الفترة فقد ضجر الناس من القصص الاجتماعية المكررة والمعادة في المسلسلات العربية المختلفة وأرى أن العودة إلى التراث هي خير ما نفعله في الدراما · وحول جديده قال مصطفى صالح إنه فرغ من كتابة مسلسل بدوي جديد ''السواتي '' ومعناها العادات، يحكي عن العادات والتقاليد في البادية العربية وخصوصا القضاء البدوي·