الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"مسح" الدخل والإنفاق يشمل 3 آلاف أسرة في الشارقة

30 يونيو 2007 03:08
علقت أسر مشاركة في المسح الميداني لدخل وإنفاق الأسرة في إمارة الشارقة آمالاً عريضة على نتائج المسح الذي يشمل 3000 أسرة في الامارة، خصوصاً فيما يتعلق بشأن ربط نتائج هذا الاستطلاع بالواقع الفعلي لمستوى المعيشة والدخل في الإمارة، حيث يعتبر المسح من أهم مصادر بيانات الإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية التي تمثل مصدراً أساسياً لتحديد السلع والخدمات التي تدخل في حساب الأرقام القياسية لنفقة المعيشة وتقدير أوزانها، كما يعد مرجعاً لتقدير الطلب العائلي على السلع والخدمات· ''الاتحاد'' رصدت عملية إجراءات المسح في إمارة الشارقة والتي تأتي في اطار المسح الشامل الذي دشنته وزارة الاقتصاد مؤخراً على مستوى الدولة، والتقت بمشرفين وباحثين مشاركين في المسح، فيما استطلعت أراء أسر مشاركة عن الاليات والتطلعات والامال المتوقعة· قال محمود النجار مراقب عام للمسح في إمارة الشارقة: يعتبر مسح إنفاق ودخل الأسرة من المسوح الأسرية الصعبة والدقيقة والحساسة لأنه يتعرض لما يقوم الفرد بشرائه من سلع وخدمات ومصادر دخله وهما ما يعتقد الفرد أنهما من خصوصياته، لذلك كان لابد من اتباع منهجية واضحة والتزام بتوصيات الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية لتحقيق أهداف المسح المرجوة بسهولة ويسر· وأضاف النجار، قائلاً: يشمل المسح عينة من كافة الأسر المواطنة وغير المواطنة والأسر الجماعية، بالإضافة إلى التجمعات العمالية في الإمارات التي تشكل فيها هذه الفئة نسبة كبيرة من السكان، وقد حددت وزارة الاقتصاد عينة المسح من ضمن الأسر الواردة في تعداد ·2005 ويبلغ مجتمع المسح في الشارقة 3000 أسرة 15 منها أصلية والأخرى بديلة نستعين بها عندما يتعذر الوصول لأي أسرة في العينة الأصلية وتكون متوافقة معها في جميع الشروط· وفي كل إمارة يتولى مراقبو وزارة الاقتصاد أمر المسح وهناك جهات داعمة للمسح من الإمارة نفسها وبالنسبة للشارقة فقد تكاتفت جهود كل من المجلس الأعلى للأسرة وإدارة المعلومات وشرطة الشارقة في دعم المسح وتوفير أساسياته، فقد وفر لنا المجلس المقر والباحثات، كما قام بالعملية الإعلامية، أما إدارة المعلومات فقد وفرت أجهزة الكمبيوتر وخدمات أخرى داعمة للمسح، ووفرت شرطة الشارقة بدورها السيارات· وأكد النجار انه تم اختيار المشرفين بدقة وعددهم 7 مشرفين وتم اختيار 35 باحثة وفق معايير وشروط دقيقة أهمها الخبرة وأخضعت الباحثات لدورة مكثفة تلقين فيها كل التعليمات الخاصة بآلية البحث وطريقة التعامل مع الأسر والتأكيد على ضرورة الاهتمام بالمظهر اللائق واللياقة في الحديث ويكمن دور المشرف في الاستدلال على الأسر ومن ثم توصيل الباحثات إليها واللاتي بدورهن يجمعن البيانات التي تصب في نهاية المطاف عندنا نحن المراقبين لإدخالها أولاً بأول· مسألة حساسة ومن جهته يؤكد عبدالناصر بن فضل المشرف الإداري للمسح بإمارة الشارقة على الدور الكبير المبذول من قبل الجميع في تشجيع الأسر للمشاركة في المسح وتحري المصداقية في تدوين البيانات والتأكيد للأسر بسرية البيانات وتكمن من وجهة نظره الصعوبة في كون المسح يجري لأول مرة على مستوى الدخل وكذلك لأنه يتعلق بمسألة حساسة وهي الدخل والإنفاق· ويشير عبدالناصر إلى تحفظ معظم الآسر وخوفها من تدوين كل المعلومات خاصة في مسألة الدخل فبعضها يعمل بطريقة غير قانونية وآخر يخاف من الحسد،كما أبدت بعض الأسر انزعاجها من عملية التسجيل اليومي لمشترياتها الأمر الذي لم تعتد عليه مؤكداً في الوقت نفسه على تحسن الأمور وانه كلما طالت مدة المسح زاد معدل تجاوب الأسر· ومن جهة أخرى يؤكد المشرف أنس الكاتب على وجود عراقيل تواجه الباحثات في عملية المسح معتبراً إياها إنها طبيعية كون المسح جديدا في المجتمع ولتعلقه بمسألة حساسة وهي الدخل والإنفاق، مشيراً إلى أن المجتمع بطبيعته يعتبر الأمور المادية من خصوصية الفرد التي من غير اللائق التطرق إليها وهنا تأتي مهارة الباحثة في تحفيز الأسر للمشاركة· ويقول الكاتب: تم اختيار الباحثات وفق معايير دقيقة من ناحية اللغة والشكل والخبرات السابقة، كما أخضعت الباحثات لدورات مكثفة قبل البدء في عملية المسح أهلتهن لان يصبحن قادرات على التواصل مع الأسر وهذا ما نستنتجه من استجابة معظم الأسر رغم تلكؤ بعضها في البداية وبالنسبة للبيانات التي تدلي بها الأسر في التقارير اليومية فإنه ليس علينا إلا أن نصدقها وندونها كما هي، أما في حال اكتشافنا لمبالغات في بعض مواد الاستهلاك نعود للأسرة وننبهها ونطلب منها مراجعة الموضوع· ويؤكد أن الجدول الذي تسجل فيه الأسر مشترياتها اليومية بشكل تنظيم مالي بحت، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الأسر أكدت استفادتها منها ومن خلالها تعرفت على الفجوة التي تخل بميزانيتها المادية، منوها إلى وجود عائلات من الجنسية الهندية تعتمد ذات أسلوب التدوين في المسح، حيث تسجل كل شاردة وواردة أنفقنها في اليوم، ولفت إلى أن هناك أسرا خذلتهم وكانت ترمي الفواتير للباحثات طالبة منهن تبعاتها متحججة بضيق أوقاتها، مشيراً إلى ان هناك حداً لاستجابة الأسرة بحيث لو تجاوزت الأسبوع يلغيها ويستعين بالأسر البديلة· مصداقية البيانات ومن جهتها أكدت الباحثة شمسه محمد عيسى على دور الإعلانات التي سبقت المسح في توعية المجتمع بأهمية المسح وأهدافه الرامية لتحقيق مصلحة الجميع من مواطنين ووافدين وسهلت مهمتهن كباحثات، مشيرة إلى قيامهن بالتعريف عن البرنامج والتأكيد على المصداقية في البيانات، منوهة إلى إنها تتعامل مع الأسر كأصدقاء وتؤكد لهم سرية البيانات· وتقول شمسه: غالبية الأسر المواطنة التي تعاملت معها الزوجات فيها ربات بيوت لا تعرف دخل زوجها ولا حتى راتبه وليس عندهن اطلاع بأسعار مشترياتهن وكما يقلن إن مهمتهن تكمن في ملء السلة وعلى أزواجهن الدفع، وميزة هذه الأسر أنها تستقبلنا بكل أريحية وود، أما الأسر الوافدة فعاليتها تكون متوجسة فما أن نطرق الباب حتى تسألنا عن البطاقة ولتتأكد من هويتنا ومنها من يدعي السفر أو الانشغال· وتشيد الباحثة إسراء مومان بتعاون الأسر واستجابتها السريعة للمشاركة في المسح، وتشير إلى أن العمل ممتع وسلس مؤكدة في الوقت نفسه على أن الصعوبة تكمن في بداية التواصل مع الأسر التي ما أن تعرف ماهية البحث وتدرك مدى الفائدة التي ستترتب عليه فإنها سرعان ما تتبدد مخاوفها ويحل محلها الحماس في الإدلاء بالبيانات· وتقول: في كل شهر أتولى أمر ست أسر سواء من المواطنين أو غير المواطنين ولكل أسرة أسلوب مختلف في الإنفاق يرجع لطبيعة الأسر وأصلها، فالمواطن بصورة عامة لديه أملاك ومدخرات، أما الوافدون فمعظمهم غير قادر على الادخار رغم قدومهم الدولة لأجله بسبب ارتفاع وإغراءات الحياة· وتؤكد أسماء دفع الله معلمة شاركت أسرتها ضمن عينة المسح على تعاونها الكامل والدقيق مع متطلبات المسح سواء بالتدوين اليومي للبيانات أو الإدلاء بمصادر دخل أسرتها مشيرة إلى أن القصد من المسح لن يتحقق إلا بالوضوح والشفافية التي يجب أن تتمتع بها الأسر· وتضيف أسماء قائلة :من منطلق أني مرشده فقد تعلمت أهمية العمل التطوعي واعتبار خدمة المجتمع من أولوياتي وبما أن هذا المسح يقدم خدمة جليلة للمجتمع من ناحية التبصر بمواطن الخلل في قضية الدخل والإنفاق وعلى ضوئه قد يصدر المسؤولون قرارات تخدم المجتمع من هنا اعتبرت المشاركة والإخلاص في الإدلاء بالبيانات عملية إنسانية يجب أن لا تتوانى أي أسرة في الاشتراك فيها خاصة وان البيانات سرية· خلل الميزانية أجمعت الأسر التي شاركت في عملية المسح على اقتناعها التام بأهمية المسح وحتميته في ظل تضخم الأسعار التي تشهده الدولة قياساً بمستوى دخل الأفراد آملين أن يقوم المسؤولون على مستوى الدولة بالعمل على معالجة الوضع الراهن وتقليص الفجوة ما بين الدخل والاستهلاك بناء على النتائج والبيانات التي سيتمخض عنها المسح في نهاية العام· وقالت أم عبدالله من إحدى الأسر التي شاركت في المسح: تلكأ زوجي في البداية وما أن شرح له المشرف فحوى المسح حتى اقتنع خاصة وأننا نعاني من الازدياد المطرد في الأسعار وقلقون من عدم وجود رادع وضابط لهذه الارتفاعات وبذلنا قصارى جهدنا في اتباع كل التعليمات التي تطلبها منا الباحثة، حيث قمنا بتدوين مصروفنا وفق الجدول اليومي للمسح الذي أطلعنا على حجم مصروفاتنا، الأمر الذي أذهلنا باعتبار أننا اكتشفنا نفقات غير ضرورية كانت تستهلك المصروف وتخل بالميزانية وتبعاً لذلك حاولنا قدر المستطاع الاستغناء عنها وإيجاد البدائل لها·
المصدر: الشارقة:
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©