انسحاب وزراء التوافق يعصف بالحكومة العراقية

في ضربة خطيرة وموجعة لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وانتكاسة جديدة لجهود المصالحة الوطنية، قررت جبهة ''التوافق'' كبرى كتل العرب السنة في البرلمان العراقي أمس مقاطعة الحكومة على خلفية أمر قضائي يطالب بتوقيف وزير الثقافة عضو الجبهة أسعد الهاشمي بتهمة الضلوع في اغتيال نجلي نائب سني آخر· وأكد رئيس كتلة التوافق عدنان الدليمي أن الجبهة ''قررت تعليق عضويتها بالحكومة ممثلة بستة وزراء حتى تقوم الحكومة بوقف الإجراءات التي اتخذتها ضد عضو الجبهة الهاشمي وبيان الحقيقة''، مضيفا أن ''الحقيقة هي أن الهاشمي بريء من كل الاتهامات التي وجهت إليه وأن الاتهام ضده انتزع بالقوة من سجناء أكرهوا على الإدلاء به''· وقال الدليمي ''طلبنا من وزرائنا الستة المشتركين في الحكومة عدم حضور جلسات مجلس الوزراء القادمة حتى يتم وضع حد لقضية الهاشمي''· وكانت قوات أمن حكومية داهمت منزل الهاشمي منتصف الأسبوع الجاري، واعتقلت عدداً من أفراد حمايته بتهمة المشاركة في حادثة مقتل نجلي عضو مجلس النواب مثال الألوسي فبراير ·2005 يأتي هذا التطور في وقت أكدت فيه أنقرة وضع جميع الخطط وتفاصيلها لتوغل عسكري محتمل في شمال العراق لمطاردة مسلحي حزب ''العمال الكردستاني'' الانفصالي داخل الأراضي العراقية إذا لم تقم القوات الأميركية أو العراق بمواجهة المتمردين، ملوحة بأن ''قصف قواعد المتمردين الأكراد بغارات جوية داخل الأراضي العراقية ربما لايحتاج بالضرورة لموافقة البرلمان''· وعلى الصعيد الأمني، تكبد الجيش الأميركي 6 قتلى و8 جرحى بانفجارين استهدفا أمس الأول دوريتين في بغداد، بينما تم تدمير مسجد سني وقتل 5 عراقيين باعتداءات متفرقة وتم العثور على 19 جثة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية·