الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسمين الموريتانيات تكريس لعادات متوارثة تربط الجمال بالبدانة

تسمين الموريتانيات تكريس لعادات متوارثة تربط الجمال بالبدانة
17 ديسمبر 2012
سكينة اصنيب (نواكشوط) - تكافح فعاليات نسائية بموريتانيا لمحاربة السمنة في أوساط النساء ووقف تأثير التقاليد والعادات التي تؤيد سمنة المرأة، وتقول إحصاءات رسمية إن 80 في المائة من نساء موريتانيا يُعانين مرض السمنة، وأن نحو 38 في المائة منهن تمّ تسمينهنّ قسراً في مدة تتراوح ما بين 12 شهراً و24 شهراً. وتخوض جمعيات نسائية حربا ضروسا لإقناع النساء بضرورة الإقلاع عن عادة التسمين لما لها من مضار على الصحة، وتعول فاعلات في هذا المجال على إصدار قوانين وتنظيم حملات إعلامية من أجل إنقاذ الفتاة الموريتانية من التسمين، بينما يؤكد باحثون اجتماعيون أن القضاء على هذه العادة يتطلب عقودا من العمل الميداني من أجل تغيير العقليات، والحد من تأثير العادات والتقاليد التي تربط بين تسمين الفتاة وتأهيلها للزواج. دور الزواج المبكر يضاعف ارتفاع نسبة الزواج المبكر في المجتمع الموريتاني من حدة معضلة السمنة في أوساط النساء، ويؤثر سلبا على جهود العاملين في القضاء على ظاهرة التسمين القسري للفتيات، كما تقول العالية بنت معروف (باحثة اجتماعية). وتضيف “الهدف الرئيس من تسمين الفتيات الموريتانيات هو تزويجهن، لذلك فإن هناك صعوبة في إقناع العوائل بالإقلاع عن هذه العادة بسبب تأثير التقاليد المتوارثة، كما إن هناك صعوبة أكبر في حمل الفتيات على التوقف عن هذه العادة لأن حلم الزواج مرتبط حسب وجهة نظرهن بالوصول إلى مستوى معين من الامتلاء والبدانة”. وتشير إلى أن القضاء على الممارسات المتراكمة عبر الحقب يحتاج إلى جهد كبير وعمل ميداني مضن خاصة في الأرياف والبوادي حيث لا يزال طغيان القيم والعادات كبيرا، وتقول “الإقبال على عادة التسمين كبير في الأرياف حيث تنظر العوائل للزواج المبكر باعتباره صيانة من الانحراف واستكمال للواجب الديني. وإذا أخذنا في عين الاعتبار مدى الإقبال على الزواج المبكر فلنا أن نتصور أيضا مدى الإقبال على تسمين المراهقات اللاتي يصعب الوصول إليهن لتقديم النصيحة حول خطورة السمنة عليهن”. وترى الباحثة أن المجتمع يعتبر أن تسمين الفتيات عادة أصيلة يجب المحافظة عليها، كما أن لها معنى ودلالة لأنها تعكس المكانة الاجتماعية والمادية للأسر، فالعائلة التي تحرص على جمال وبدانة نسائها هي عائلة محترمة وجديرة بالمصاهرة. وتدعو الباحثة إلى محاربة هذه المعتقدات الخاطئة من أجل القضاء على ظاهرة التسمين القسري للفتيات التي تتسبب في أضرار صحية بالغة وتؤثر سلبا على حياة الفتاة. شرط جمالي وتقول خديجة بنت سيدي (ربة بيت) إن الرجل الموريتاني لا يريد إلا فتاة ممتلئة فالسمنة سمة جمالية ضرورية للفتاة الموريتانية التي تلبس ملحفة فضفاضة تغطي جسدها، ولا تسمح لأعضائها بالظهور مقارنة بأزياء الشعوب الأخرى لذلك فإن البدانة للفتاة شرط أساسي لتبدو جميلة في نظر الآخرين. وتؤكد أن عادة تسمين المرأة داخل المجتمع الموريتاني لا تزال متبعة إما بالإكراه والضغط، أو تحت تأثير العادات حيث تقبل الفتاة على الأكل للوصول إلى مستوى معين من الامتلاء من تلقاء نفسها. وتقول سيدي إن السمنة ليست هدفا بحد ذاته فما تطمح إليه المرأة الموريتانية هو الحصول على أعضاء بارزة لتكون امرأة فاتنة وجميلة. وتضيف “الهدف من السمنة هو إبراز مناطق محددة في الجسم، مع الإبقاء على خصر نحيل وصدر صغير لأن تخزين الشحوم في البطن والصدر والكتفين يعني فشل المرأة في الحصول على جسم مثير”. وتتبع النساء طرقا مختلفة للحصول على جسم بدين مثل الأعشاب والوصفات الشعبية والأدوية الطبية الفاتحة للشهية إضافة إلى الإكثار من الطعام وخاصة الوجبات الغذائية الدسمة، في الوقت الذي يحذر فيه الأطباء من خطورة هذه الوصفات والأدوية. ويؤكد الطبيب سلامة بن أحمد أن انتشار السمنة بين أوساط النساء خاصة الفتيات مقلق ويرفع من نسبة الإصابة بأمراض السكري والكوليسترول، وارتفاع الضغط وآلام المفاصل إلى مستويات قياسية. وتطالب أصوات نسائية بوقف استيراد الأدوية التي تساعد على فتح الشهية ومنع الصيدليات من بيع أدوية الحساسية الصدرية التي تستعملها النساء في وصفات شعبية خطيرة ترفع وزن الجسم بشكل كبير. كما تطالب الفعاليات النسائية، التي تطمح لوقف عادة التسمين بافتتاح أندية رياضية صحية، تستطيع من خلالها المرأة ممارسة الرياضة لتشجيعها على التخلص من الوزن الزائد، وإنشاء حدائق عامة ومضامير للمشي تتيح لغير القادرات على دفع رسوم الاشتراك بالأندية الصحية ممارسة الرياضة بكل راحة وطمأنينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©