الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أولياء أمور يطالبون بوقف الأساليب الخاطئة في عقاب الطلبة

أولياء أمور يطالبون بوقف الأساليب الخاطئة في عقاب الطلبة
4 فبراير 2012
طالب عدد من أولياء الأمور، منطقة الشارقة التعليمية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن بعض المدارس الخاصة التي تقوم بعقاب طلبتها بطرق متنوعة، أبرزها الحبس بعد الدوام المدرسي في صالات مغلقة، في حين أكد الأخصائيون أن "العقاب" المتكرر وغير المدروس يؤثر على نفسية الطالب وارتباطه بالمدرسة. وكانت الفترة الماضية قد شهدت أكثر من شكوى تقدم بها أولياء أمور إلى المنطقة حول تعرض أبنائهم للعقاب في المدارس، وقال أحدهم، فضل عدم ذكر اسمه حتى لا يضع ابنه في موقف حرج مع إدارة مدرسته:"تقوم المدرسة الخاصة باحتجاز ابني في أحد الفصول أو في المسرح أحياناً مع مجموعة أخرى من الطلبة لمدة ساعة كاملة بعد الدوام المدرسي، ما أضطرني للتأخر عن أبنائي الباقين في المدارس الأخرى، وبالتالي تحصل هناك ربكة في الروتين اليومي لأفراد الأسرة كافة، مضيفاً أن نفسية ابنه بعد العودة من العقاب تكون سيئة جداً، حيث تسيطر عليه مشاعر القهر والخوف والتي باتت تطغى على تصرفاته". في حين أوضحت ولية أمر، رفضت هي الأخرى ذكر اسمها، قائلة:"إن العقاب الذي يمارس على الطلبة قد يتكرر لأكثر من مرة في الأسبوع ويصل إلى 3 مرات أحياناً لمجرد تأخر بعض الطلبة صباحاً، ما يجعل الأمر غير مبرر ولا يمت للقوانين التي سنتها الوزارة بأي صلة، كما أن إدارات بعض المدارس الخاصة لا تتعاون مع أولياء الأمور ولا المنطقة كذلك، وبعض أنواع العقاب يؤثر نفسياً على أبنائنا، وكذلك على شخصيتهم في المستقبل". من جهته، أشار سعيد الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية، إلى أن جميع أساليب العقاب، سواء كانت معنوية أو مادية ممنوعة في الميدان التعليمي والتربوي بناء على تعليمات من قبل وزارة التربية والتعليم، موضحاً أن هناك أساليب تربوية يتم اتخاذها مع الطلاب، فلكل مرحلة عمرية أسلوب وطريقة للتعامل مع الطلبة. وأشار الكعبي إلى أن لجوء المدرسة إلى العقاب أكبر دليل على فشلها تربوياً، خاصة إذا لم يستطع مدير المدرسة أن يدرك مشكلة الطالب، ويحاول أن يوجه هذا السلوك السلبي إلى آخر إيجابي، فعدم مقدرة الإدارة المدرسية على احتواء الطالب يبين مدى إخفاقها في الجانب التربوي وسوء تعاملها مع الطلبة. وأكد أن المنطقة تلقت عدداً من الشكاوى المتكررة بحق إحدى المدارس المعروفة في الإمارة من قبل الأهالي، موضحين فيها أن الإدارة التدريسية تقوم بتأخير الطلبة بعد الدوام المدرسي وبشكل متكرر خلال الأسبوع الواحد لأسباب ضعيفة وواهية. وقال الكعبي: "قمنا بعقد اجتماع مع مدير المدرسة وإخطاره بضرورة إيقاف هذا الأسلوب في العقاب، وفي حال عدم الاستجابة سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المدرسة، والتي تتضمن سلسلة من العقوبات المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم والتي قد تصل إلى طلب إغلاق المدرسة". من ناحية أخرى، أوضح عدد من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين أن عقاب الطلبة بشكل غير ملائم من قبل الأسرة أو المدرسة تترتب عليه عواقب نفسية سلبية في بناء شخصية الطالب في المستقبل . وقال أشرف العريان الاختصاصي النفساني بمنطقة الشارقة التعليمية، إن للعقاب إيجابيات وسلبيات في الوقت نفسه، وأبرز الإيجابيات تشير إلى أن الاستخدام المنظم للعقاب يساعد الفرد على التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول، ويؤدي استخدام العقاب بشكل فعال إلى إيقاف أو تقليل السلوك غير المقبول ويقلل من احتمال تقليد الآخرين له. في حين أن سلبيات العقاب متعددة، خاصة عندما يكون شديداً، وأهمها ترسيخ العدوان والعنف والهجوم المضاد، فقد يعلم العقاب الطالب ماذا يفعل وماذا لا يفعل، وقد يولد حالات انفعالية غير مرغوب فيها كالبكاء والصراخ والخنوع، ما يعيق تطور السلوكيات المرغوب فيها، كما أنه يؤثر سلبياً على العلاقات الاجتماعية بين المعاقِب والمعاقَب، أي يصبح المعلم الذي يستخدم العقاب بكثرة في نهاية المطاف شيئاً منفراً للطالب. ومن جهتها، أعربت هبة الله محمد موجهة خدمة اجتماعية بمنطقة الشارقة التعليمية، أن لكل طالب سمات شخصية معينة، يختلف فيها عن الآخر حتى عن أخيه الذي يعيش معه في أسرة واحدة وهذا يرجع لأسباب عدة. فالتنشئة الاجتماعية لها دور كبير في تشكيل شخصية الطالب، فعلى الرغم من أن الأخوين من أسرة واحدة، إلا أن هناك اختلافاً في شخصية كل منهما، وقد يرجع لأسلوب معاملة الوالدين، إضافة للمجتمع الخارجي الذي يتعامل معه الابن مثل الأصدقاء والتقنيات الحديثة ووسائل الإعلام المختلفة كيف يستقبلها وكيف يوظفها في حياته. وتطرقت إلى أن وزارة التربية والتعليم أطلقت لائحة الانضباط السلوكي والتي يتم اتباعها في مختلف المدارس، وبناءً عليها يتخذ كل من الاختصاصي الاجتماعي واللجنة التربوية بالمدرسة قراراتهم في شأن العقاب، حيث تتعدد فيها أساليب تعديل سلوك الطلبة ذوي المواقف المرفوضة في المجتمع المدرسي، فضلاً عن طرق الإثابة للطلبة ذوي السلوك الإيجابي ، مشيرة إلى أن أسلوب الإثابة والمكافأة يعزز السلوك الإيجابي عند الطالب ويشجعه على الاستمرار عليه. وأكدت موجهة الخدمة الاجتماعية ضرورة إعطاء الفرصة للطالب للتعبير عما يختلج في نفسه والاستماع إليه، ومن ثم تقييم سلوكه لتحديد الإجراء المتخذ حياله في حال ارتكابه سلوكاً سلبياً، مشددة على أن لا يبدأ المعلم أو الجهة الإدارية بعملية العقاب دون أن يعرض على الطلبة في بداية الأمر القوانين المتفق عليها في المدرسة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©