"الباسك" يطالب بإعادة لوحة "بيكاسو" الجرنيكا

طالب خوان خوسيه إيباريتشي حاكم إقليم الباسك بإعادة لوحة ''الجرنيكا'' الشهيرة التي رسمها بيكاسو عام 1937 ليصور بشاعة الحرب وضحاياها، لمسقط رأسها قرية جيرنيكا في منطقة الباسك، والتي دمرت على يد القوات الالمانية آنذاك· تقدم إيباريتشي بهذا الطلب أمام الجلسة الموسعة لبرلمان الباسك مؤكدا أنه يتعين على الحكومة أن تطلب الصفح من شعب قرية جيرنيكا الباسكية، بسبب الدمار الذي تعرضت له خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936 - 1939) واعتبر أن هذا سيكون بمثابة رد اعتبار وتكريم لبابلو بيكاسو مبدع اللوحة· وفي هذا السياق، اعتبر باتشي لوبيث أمين عام الحزب الاشتراكي الحاكم في إقليم الباسك، طلب إيباريتشي الاعتذار، أمرا مرفوضا، لأن بيكاسو رسم لوحته الشهيرة خصيصا تعبيرا عن إدانته لما حدث لقرية جيرنيكا ولإسبانيا كلها، وهي جرائم لايمكن محاسبة الحكومة الحالية عنها أوتقديم اعتذار لوقوعها· من جانبه عقب إيباريتشي أن بقاء اللوحة العظيمة بعيدا عن مسقط رأسها - قرية الجيرنيكا - يعد إهانة كبرى للفنان العالمي، رافعا شعار ''الجيرنيكا لأهل جيرنيكا للأبد''· يذكر أنه لسنين عديدة ظلت اللوحة خارج إسبانيا، لرفض بيكاسو عودتها، طالما ظل الدكتاتور الجنرال فرانسيسكو فرانكو في الحكم· وأخيرا في عام 1981 عادت الجيرنيكا، لتتخذ مكانها في متحف الملكة صوفيا بمدريد· ولكن علت أصوات من مواطني الباسك في الاونة الاخيرة، مطالبة بعودة اللوحة ولو لفترة مؤقتة الى المنطقة، التي كانت الوحي وراء اللوحة، وخاصة بعد إعلان وقف النار من طرف جماعة ايتا في مارس 2006 وكان هناك أمل ان يساهم عرض اللوحة في إقليم الباسك، في رأب الصدع بين مدريد والباسك وإعادة التوافق، وأيد الطلب السناتور خوسيه اوروتيا، الذي كان يرى إذا كنا نرسل أعمالا فنية ثمينة دائما للعرض خارج إسبانيا، فلماذا لا يمكن لنا ان نعرض الجيرنيكا في الباسك؟ بدورها ردت وزيرة الثقافة الإسبانية كارمن كالبو أن هناك صعوبات فنية وتقنية تحول دون إتمام عملية نقل اللوحة ولكن الحكومة ستدرس التغلب على هذه الإمكانية·