ثلاثة فنانين يقدمون تنويعات جمالية للخط العربي

الحروف العربية بخطوطها المتنوعة تسر الناظرين وتمثل لوحات فنية جذابة خاصة عندما تحيط بها الزخارف والحليات والموتيفات كما ظهر في معرض ''الخط العربي'' لثلاثة من فرسانه هم البوسني منيب برادوفيتش والمصريان صلاح عبدالخالق وأحمد فارس الذين زينوا جدران قاعة ''دروب'' بالقاهرة بخمس وعشرين لوحة فنية بخطوط الثلث والكوفي، أبرزت جلال الآيات القرآنية وأسماء الله الحسنى وجمال قصائد الشعر· قدم الفنان منيب برادوفيتش تسع لوحات بخط الثلث عبارة عن آيات قرآنية وسورة الفاتحة وبعض أسماء الله الحسنى وأضاف الى كل لوحة مجموعة من الزخارف الاسلامية متميزة وأبرز لوحاته تلك التي تضم الآية القرآنية ''هل جزاء الاحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان'' والتي جاءت في شكل دائري متداخل وفاز عن هذه اللوحة في مسابقة تركيا للخطوط لهذا العام· اما الفنان صلاح عبدالخالق فقدم عشر لوحات بالخط الكوفي لأسماء الله الحسنى والمعوذتين وسورة الإخلاص شكلت أسلوبا جديدا في عالم الخط العربي يعتمد على شكل الدائرة المزدان بالزخارف والموتيفات الاسلامية· وقدم الفنان الشاب أحمد فارس ست لوحات خطية تشبه لوحات الفن التشكيلي خاصة في توظيف عنصر اللون في كل لوحة، وجمعت اللوحات بين الآيات القرآنية وأبرزها لوحة ''رب اغفر لي ولوالدي'' والابيات الشعرية وأبرزها بيت الشعر الذي يقول ''الشمس قد قسمت نصفين لي ولها·· النور في وجهها والنار في كبدي'' مستخدما الزخرفة العثمانية بلون الذهب لإبراز العاطفة والمعنى· وقال الفنان منيب برادوفيتش إنه يستكمل في المعرض تقديم مجموعة من اللوحات الفنية المكتوبة بخط الثلث وهو من الخطوط الصعبة التي تحتاج الى جهد من الفنان وتحتوي اللوحات على زخارف إسلامية ذات تكوينات مختلفة وحملت الحروف مع الزخارف معاني تثير التأمل والشكل وتتوافق مع مضمون اللوحات التي يفضل أن تكون إما آيات من القرآن الكريم أو اسماء الله الحسنى· واضاف إن الله وفقه في التعبير عن هذه الآيات القرآنية وكذلك اسماء الله الحسنى بطريقة متميزة تبهج الناظرين وتثير الاحساس بالجمال خاصة في اللوحات التي يستخدم فيها نوعا من الورق تتم معالجته بالشاي والنشا حتى يعطي إحساسا للمشاهدين بالقدم وهذه الطريقة تحتاج الى صبر شديد وتدريب متواصل ولكنها تعطي نتائج طيبة وترضيه كخطاط يبحث عن الجمال في الخط واللوحة معا· وقال الفنان أحمد فارس إنه يتخصص في الكتابة بخط الثلث الذي يحتاج الى تمكن ومهارة والجديد في هذا المعرض أنه لا يقدم اللوحات بخط الثلث لإبراز القيمة الجمالية فقط ولكنه حاول ان يقدم اعمالا فنية تتجاوز الشكل التقليدي لاستخدامات الخط العربي ليكشف عن اسرار الحروف العربية والنفاذ الى المعاني العميقة للخطوط لكي يستمتع المتذوقون ومحبو الخط العربي ويدركوا أن الخط علم فيه معمار وهندسة وفن تشكيلي وليس مجرد حروف متراصة· واضاف أنه لجأ الى استخدام الالوان والموتيفات والزخارف الاسلامية والعثمانية باللوحات لإبراز المعنى الذي يريد توصيله فاستخدم اللون الازرق للدلالة على العمق والاحاطة في لوحة ''الأول والآخر'' واحيانا للتعبير عن المعنى الكامن داخل اللوحة اما الزخارف المحيطة بكل لوحة فلم تنفصل عن هدف إبراز المعنى داخل العمل وفي كل لوحة هناك حالة تتجاوز توصيف الحروف والخط الى الشرح والتحليل· وفضل الفنان صلاح عبدالخالق أن يقدم اعماله بالخط الكوفي ليعيد اليه تألقه بعد أن خفت صوت هذا الخط لسنوات وحل محله خط الثلث· ويقول إنه يركز على الخط الكوفي للإهمال المتعمد الذي واجهه وقد حصل على دورات في هذا الخط لكي يعيد اليه قوته وجماله كما كان ايام الفاطميين مع العلم أن المصحف الشريف كتب أول الامر بهذا الخط· واضاف أن الخط الكوفي ساعده بمرونته وقدرته على التشكل في عمل تصميمات مختلفة للوحاته استعان في ذلك بقدرته على استيعاب الخط الكوفي وأسراره وهو ما مكنه من ابتكار اشكال جديدة مثل لوحات المعوذتين وسورة الاخلاص التي نجح في تقديمها بشكل دائري وبتصميم مختلف·