الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقرير: أسعار النفط ستتراوح بين 90 و125 دولاراً العام المقبل

تقرير: أسعار النفط ستتراوح بين 90 و125 دولاراً العام المقبل
17 ديسمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - توقع تقرير صادر أمس عن بلومبرغ إل. بي، وساكسو بنك للبحوث والاستراتيجية، أن تتراوح أسعار نفط خام برنت بين 90 و125 دولاراً للبرميل خلال العام المقبل. وأوضح التقرير أن تداوُل نفط برنت الخام، كان محصوراً ضمن نطاق تداول مستقر نسبياً خلال العامين الماضيين، خاصة بالمقارنة مع السنوات السابقة التي ظهرت خلالها فترات من الارتفاعات والانخفاضات الهائلة في الأسعار. وأضاف “خلال العامين الماضيين، أصبح سعر نفط خام برنت المؤشر القياسي العالمي المتبع في معرفة أسعار أغلبية الصفقات المادية الفعلية الخاصة بالنفط، وبات أيضاً السلعة المفضلة في عالم النفط الخام بالسندات الاستثمارية، وشهدنا مؤخراً منذ زمن قريب مؤشرين من المؤشرات العالمية الأكثر متابعة - أي مؤشر كل من ستاندرد اند بورز وجولدمان ساكس للسلع - يعلنان زيادة أخرى في وزن نقطة النسبة المئوية لنفط برنت في سنداتهم التجارية للعام 2013 على حساب خام غرب تكساس الوسيط الذي لا يزال يتمتع بالوزن الأثقل إلا أنه هبط هبوطا حادا عن مستواه في السنوات الماضية”. انقطاع الإمدادات وتابع التقرير “نتجت التذبذبات الكبيرة في أسعار نفط برنت الخام للفترة 2010 - 2011 في المقام الأول عن المخاوف الكبيرة والصغيرة المتعلقة بانقطاع الإمدادات، خاصة الحرب الأهلية في ليبيا أوائل عام 2011 والإعلان عن فرض عقوبات على إيران بسبب الشكوك بشأن نواياها النووية في أوائل عام 2012، وأدت الانقطاعات الطفيفة في الإنتاج في السودان ونيجيريا وسوريا وبحر الشمال أيضاً إلى دعم أسعار النفط”. وفي مقابل هذه المخاوف المتعلقة بانقطاع الإمدادات، فإن الاقتصاد العالمي قد واصل الازدهار وفق نمط بطيء نسبيا، نتج عنه زيادة طفيفة في الطلب العالمي على النفط. ساعدت المخاوف المتعلقة بالركود - التي تحققت الآن في أوروبا - في بعض المناطق الأخرى من العالم في بعض الأحيان على موازنة مخاوف الإمدادات المذكور أعلاه وتعويضها، مما أدى إلى إصلاحات طفيفة فيما يتعلق بالهبوط العامّ في أسعار سوق الأوراق المالية أثناء دورة التداول مع القليل من الإصلاحات الكبرى في هذا المجال. ونتيجة لذلك، فإن معدل سعر نفط برنت الخام بقي تقريباً دونما تغيير على مدى العامين الماضيين، أي عند مستوى 110,75 دولار للبرميل في سنة 2011 وعند مستوى 111,70 دولار أميركي للبرميل في عام 2012 على الأقل حتى هذا الوقت. وقال التقرير: “خلال أوائل عام 2012 عندما ارتفع سعر خام برنت سمعنا في كثير من الأحيان تدخلاً لفظياً من وزير نفط المملكة العربية السعودية، يهدف إلى تحقيق انخفاض في الأسعار. وبعد الحظر على النفط الإيراني زادت المملكة العربية السعودية إنتاجها ليبلغ ما يقارب 10 مليون برميل يومياً من أجل الوفاء بوعده في إعادة أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، وهو مستوى مقبول لكل من المنتج والمستهلك. ومع استمرار الاقتصاد العالمي في حالة انتعاش هشة، فإن أسعار النفط تلعب دور الرادع للنمو وبالتالي الرادع للطلب أيضاً”. وأكد التقرير أن رفع الأسعار بسبب التوترات الجيوسياسية يحمل أيضاً مخاطر دخول دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تهدئة الأسواق من خلال الإفراج عن المنتجات النفطية من احتياطياتها الإستراتيجية. وأضاف “أعضاء وكالة الطاقة الدولية ملتزمون بالاحتفاظ على احتياطي نفطي للطوارئ من شأنه أن يغطي 90 يوما من الواردات، ومع أن الولايات المتحدة أكبر مستهلك، فإن لديها حالياً ما يقارب 700 مليون برميل احتياطي، وفقا لوزارة الطاقة الأميركية. وعلى الرغم من أن الإفراج عن الاحتياطي الإستراتيجي الذي نفذ في يونيو 2011 - بسبب فقدان الإنتاج الليبي - كان له تأثير محدود على المدى الطويل، فإن التهديد بالإفراج يعد كافٍ لردع المستثمرين الذين يعتمدون المضاربة في تداولاتهم ومنعهم من التدخل بشكل كبير، وبالتالي منع الأسعار من الارتفاع”. نمو الإنتاج وتابع “خارج أوبك، نجد أن أهم نمو في الإنتاج في عام 2013 يأتي من الزيت الصخري في الولايات المتحدة. وقد أدى هذا النمو بالفعل في انخفاض كبير في صافي واردات النفط الخام على مدى السنوات الخمس الماضية. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في توقعاتها السنوية المتعلقة بمجال الطاقة لعام 2013، إن “حدوث تحسن مستمر في مجال التقنيات المتقدمة لإنتاج النفط الخام يواصل رفد الإمدادات المحلية المتوقعة” وترى من خلال التوقعات أن يصل الإنتاج إلى 7,5 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2019”. واستكمل “تماماً مثلما رأينا في الماضي حين يكون ارتفاع الأسعار أفضل علاج لارتفاع الأسعار، فإن ذات الشيء يكون أيضاً عندما يحدث العكس. سبب انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من عام 2012 تحولاً كبيراً في مولدات الطاقة من الفحم إلى الغاز، ما ساعد في النهاية على خفض السعر مرة أخرى إلى مستويات أكثر راحة من منظور إنتاجي”. وزاد: “تدنى السعر في مرحلة من المراحل إلى مستوى منخفض جداً إلى درجة أن تكلفة تكنولوجيا هذا المنتج الجديد قد تجاوزت المردود، ولو أنها استمرت لفترة أطول لخُفض الإنتاج مجددا. يحدث الأمر نفسه لإنتاج الزيت الصخري، الذي لا تزال تكلفة إنتاجه في هذه المرحلة المبكرة باهظة. إن ارتفاع أسعار النفط إلى ما هو أعلى من مستوى 100 دولار للبرميل - كما شهدنا خلال السنوات القليلة الماضية - هو الأمر الوحيد الذي جعل مثل هذه الابتكارات الجديدة قابلة للحياة اقتصادياً. التقدم التكنولوجي وأكد التقرير أنه حتى يتمكن التقدم التكنولوجي في أساليب الإنتاج من تخفيض التكلفة، فإنه من المتوقع أن إبقاء سعر تعادل التكاليف مع الإيرادات عند مستوى أكثر من 70 دولاراً بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط (ما يعادل 90 دولارا على خام برنت) ضرورياً لتبقى مربحة. وأوضح أن هذه النقلة النوعية في أسواق النفط العالمية خلال العقد القادم يمكن في النهاية - وفقاً لوكالة الطاقة الدولية - أن تجعل إنتاج الولايات المتحدة من النفط يتجاوز إنتاج المملكة العربية السعودية، ومن شأن هذه الزيادة أن تساعد على زيادة العزل وبعد الفجوة بين الطلب والعرض المتاح، مما يقلل من خطر ارتفاع الأسعار خلال فترات نقص أو انقطاع الإمدادات. وأوضح التقرير أنه بعد انتفاضة الربيع العربي في عام 2011 واستمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط، رفعت العديد من حكومات الدول الأعضاء في منظمة أوبك من سقف ميزانياتها الحكومية ارتفاعا حادا لحل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية المحتملة. ولأن عائدات النفط - الذي هو المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للكثير من هذه الدول - فإن سعر تعادل التكاليف مع الإيرادات المطلوب لموازنة ميزانياتها قد ارتفع كثيرا خلال هذه الفترة ومن المتوقع أن يرتفع أكثر في سنة 2013. ويقدر أن تتخذ المملكة العربية السعودية نقطة سعر تعادل التكاليف مع الإيرادات مساوية لحوالي 80 دولار للبرميل بينما تكون نقطة تعادل التكاليف مع الإيرادات لدى دول أخرى مثل نيجيريا وروسيا - من خارج أعضاء أوبك- أقرب ما تكون إلى 100 دولار للبرميل. وعلى هذا الأساس، فإن أي انخفاض للسعر أدنى بكثير من 90 دولار للبرميل لن يكون مقبولاً، ويمكن أن يجابه عن طريق تخفيض الإنتاج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©