الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محللون يمنيون لـ «الاتحاد»: تحرير الحالمة تعز صفعة لقوى الانقلاب

محللون يمنيون لـ «الاتحاد»: تحرير الحالمة تعز صفعة لقوى الانقلاب
26 مارس 2016 23:06
صالح أبو عوذل (عدن) أكد محللون سياسيون وعسكريون يمنيون، أن تحرير الحالمة تعز من سيطرة المليشيات الحوثية والمخلوع صالح هي بداية النصر على مستوى بقية المدن اليمنية التي تقبع تحت احتلال هذه العناصر، ومن بينها العاصمة اليمنية صنعاء. وأشار المراقبون إلى أن هذا النصر يضاف إلى رصيد الشرعية والجيش الوطني والتحالف العربي الذي يساند الشعب اليمني في القضاء على هذه القوى المتمردة التي عاثت في الأرض فساداً، وأهلكت الحرث والنسل. وأكدوا أن تحرير تعز سيعقبه انهيار في صفوف تحالف الحوثي وصالح، وقد بدأوا في تحميل بعضهم مسؤولية سقوط تعز، وهناك انهيارات ملحوظة، وستزيد في الأيام القادمة، سواء في الجبهات، أو حتى في الموقف السياسي. وقالت المقاومة الشعبية، إن الانتصارات التي تحققت في تعز، كانت ثمرة أشهر من الصمود في وجه الانقلابيين، وكذلك لتضحيات المقاومة الذين اقتحموا الضباب غرب المدينة، وخاضوا مواجهات عنيفة مع الانقلابيين. وقال الخبير العسكري العميد فيصل حلبوب، قال إن الانتصارات التي تحققها المقاومة اليمنية في تعز، هي ردة فعل للإجراءات الأخيرة المتخذة من قبل الرئيس الشرعي والتحالف، الأول بتعيينه للجنرال علي محسن نائباً لقيادة الجيش، وهذا بحد ذاته منح طمأنينة لشعب تعز وأعلن إسقاط المواقع والمعسكرات الواحد تلو الآخر». وتابع حلبوب في حديث لـ «الاتحاد»: «رغم أن الكثير يعرف أن المواقع التي أعلن عن إسقاطها كانت قد سقطت بيد المقاومة الشعبية في الأشهر الأولى للحرب، مثل القصر الجمهوري ومعسكر اللواء 35، لكن تعز تختلف عن بقية المحافظات فهي المحافظة الوحيدة التي تلعب بالبيضة والحجر، هي المحافظة التي تبحث عن مصالحها قبل مصالح الآخرين، ولا يرمون بكرتهم الرابح إلا في حال ضمان المكسب». وأكد الخبير الإعلامي لطفي شطارة. أن النصر في تعز تحقق بقوة الإرادة والاستعداد منذ ما بعد تحرير عدن وحتى تحرير تعز اليوم، فكان أبناء أبين والصبيحة وردفان خير سند وداعم للمقاومة التعزية التي صمدت طويلاً في وجه مليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري ومعسكرات صالح التي ظلت تحاصر المدينة أشهر».. موضحاً أن «أبناء ردفان والضالع بقيادة الشنفرة مأثرهم واضحة في الراهدة والشريجة، شرق تعز». وذكر شطارة أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح قالا من عدن إن خطط تحرير تعز أعدت والنصر سيلوح في الأفق، كانوا بحجم المسؤولية عندما احتضنوا قادة مقاومة تعز للإعداد للتحرير.. شاكراً «الهبة الجنوبية. وهنيئاً لإخوتنا في تعز هذا النصر». ويرى الكاتب الصحفي باسم الشعيبي، «أن التطورات المتسارعة في تعز مرتبطة بشكل أو بأخر بما يدور على الجبهة الدبلوماسية والحوار الذي خرج للعلن بين الرياض والحوثيين». وأضاف الشعيبي في حديث لـ «الاتحاد»: «حصار تعز ممتد منذ سنة ولم يسبق أن تعرض لهذا التداعي والانكسار، كما حدث اليوم، وهذا ليس انتقاصا من بطولات مقاومة تعز، فتعز قدمت الكثير، وحان لها أن ترتاح ولو قليلاً، لا تزال معركة تعز الأكبر قادمة في المحور الشرقي الذي يربط تعز بمحافظات إب والضالع ولحج، إضافة إلى تحرير سواحل المحافظة التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين». وأكد الشيخ عبد الناصر بن حماد العوذلي، «أن تعز وعلى مدى قرون من الزمن خضعت لحكم الأمامة الزيدية والأماميون كانوا يرون مدى أهميتها، ولذلك أطبقوا عليها، ولم يتركوا لأبنائها متنفساً، بل جثمت جحافل الزيدية على هذه المدينة الآمنة والمسالمة، وهذا التوصيف في سلمية أبناء تعز هو ما جعل شمال الشمال يغرس مخالبه في هذه المدينة الحالمة، ويسيطر سيطرة كلية على كل محافظة تعز، ولكن ثوار التغيير في 11 فبراير 2011 جعلت تعز تظهر على مسرح العمليات الثورية، وحق لأبناء تعز أن يثوروا على جبروت الطغاة، لكن ثورة تعز جوبهت من قبل المخلوع بكل وسائل القمع، فلقد أحرق المخلوع خيامهم في ساحات التغيير، وجعل تحت المجهر فطواغيت شمال الشمال يرونها العمق الاستراتيجي لصنعاء وبوابتهم إلى عدن». وأضاف «المخلوع يدرك مدى أهمية تعز ولقد عرفها الأماميون قبله، فقد جعلها الإمام أحمد عاصمة دولته، وكانت محل إقامته وإذا ذهبت عنهم تعز ذهبت مكنونات دولتهم ومن خلال هذه الأهمية ترست في تعز بما يزيد عن خمسة عشر لواء» من قوات النخبة الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى مليشيات الانقلابيين الذين ينطلقون من أحلام غابرة في محاولة منهم إلى إعادة ملك غابر وسيادة عفى عليها الزمن ولكنهم يرونه حقاً إلهياً وإرثاً نبوياً قتلوا من أجله أطفالاً ونساء وعجزة تلك الجحافل التي دمرت عدن هي نفسها التي تدمر تعز، ولكن مقاومة تعز رغم الإمكانات التي تحصلت عليها ظلت تناور وتراوح في كر وفر، وظلت الحرب سجالاً بين المقاومة والمخلوع والحوثيين. وقال الإعلامي أيمن الشرعبي، إن «النصر الكبير للمقاومة الشعبية والجيش الوطني أتى بعد انتظار طويل من قبل المواطنين الذين أنهكهم الحصار الذي فرضته تلك المليشيات». وأضاف الشرعبي «بحسب سير المعارك، أعتقد أن التقدم الكبير للمقاومة لم يكن بحسب ما يتم الترويج له أنه باتفاق مسبق، بل جاء بفعل صمود المقاومة والجيش وبعد مواجهات عنيفة تظهر جلياً في القتلى والجرحى الذين سقطوا في صفوف المليشيات الانقلابية والشهداء الذين ارتقوا في صفوف المقاومة والجيش الوطني، إلى جانب تواصل القصف العشوائي للمليشيات الانقلابية في الجبهة الشرقية للمحافظة والتي تستهدف فيها الأحياء السكنية». وقال: «إن الترويج لأنباء أن الانقلابيين انسحبوا ليس بجديد، وتم الترويج له خلال معارك تحرير العاصمة عدن والمحافظات المجاورة لها، فمعركة تحرير الجبهة الغربية في تعز شبيهة إلى حد ما بمعركة تحرير معسكر الصولبان والمطار في العاصمة عدن اللذين كانا أهم معاقل الانقلابيين في عدن، حيث إنها كانت خاطفة وسريعة، ولم تترك للانقلابيين فرصة لإعادة ترتيب أوراقهم».. متمنياً أن تستمر هذه الانتصارات حتى تطهير محافظة تعز بشكل كامل». بداية انهيار للانقلابيين المحلل السياسي أنيس الشريك أكد أن انتصار تعز اليوم أتى بعد معاناة كبيرة، وانتصارها هو الطريق المؤدية لانتصار محافظة إب والبيضاء، أو ما يسمى بمحافظات اليمن الأسفل. وقال الشريك لـ «الاتحاد»: «ما حصل هو بداية انهيار لقوات ومليشيات صالح والحوثي في محافظات اليمن الأسفل، بل، وهو الذي سيعجل إلى تفاهمات وحلول ولا استبعد أن تحصل هناك تصفيات في تعز كردة فعل لجرائم الذي ارتكبها المسحوبون على جماعة الحوثي وصالح في تعز». استراتيجية تعز قال المحلل السياسي والكاتب نبيل عبد الله، إن «الانتصارات المتتالية في تعز والتطور السريع في المعارك سيكون له صداه على الحرب برمتها لما تمثله تعز من مكانة إستراتيجية». وأكد عبد الله أن «تحرير تعز سيعقبه انهيار في صفوف تحالف التمرد، خصوصاً أن الانشقاقات والخلافات بين قوى التحالف بدأت تطفو في السطح، سواء في الجبهات أو حتى في الموقف السياسي، وصولاً إلى تحرير صنعاء في القريب العاجل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©