الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السوق الشعبي.. إبداعات تقليدية بأنامل إماراتية

السوق الشعبي.. إبداعات تقليدية بأنامل إماراتية
17 ديسمبر 2012
المنطقة الغربية (الاتحاد) - أبدعت أنامل إماراتية فرسمت التراث في أبهى وأجمل حلة، وأظهرت كيف كان يعيش الآباء والأجداد الحياة البدوية الأصيلة، وكيف تماهوا مع الطبيعة الصحراوية فخرجوا للجمهور بتراث يتناقله الأبناء. يشهد السوق الشعبي المقام على هامش مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل في دورته السادسة التي تمتد حتى 29 ديسمبر الجاري، مشاركة متميزة من عدد من فتيات الإمارات اللواتي رغبن في تقديم منتوجاتهن التراثية التي تتصف بالاحترافية العالية، إذ يسعى السوق إلى تشجيع الصناعة المحلية الإماراتية وتعزيز اقتنائها من قبل المواطنين والسكان والزوار من خارج الإمارات. وأوضحت ماجدة المنصوري، إحدى الفتيات الإماراتيات الموجودات حالياً على أرض الموقع في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، أنها تسهم في مهرجان الظفرة 2012 من خلال مشاركتها في السوق الشعبي، حيث تعرض للجمهور كل ما له علاقة بالمنتوجات التراثية القديمة مثل الحقائب والنقاب وزينة المطية والشقلة، مشيرة إلى أن صناعة العزل والنسيج لا تزال من العادات والتقاليد الإماراتية الأساسية. وحسب كلامها، تعمل المنصوري في هذا المجال منذ 25 عاماً، فقد ترعرعت ونشأت في بيئة بدوية أصيلة بكل معالمها، تعلمت من خلالها دروساً كثيرة في كيفية التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية عبر إتقان حرفة الغزل والنسيج. وأكدت أنها تعلمت صناعة الغزل والنسيج من أمها التي شرحت لها كيفية غزل الصوف باستخدام النول، شارحةً طريقة الصبغ التي تبدأ بوضع إناء كبير به ماء حتى يصل إلى درجة الغليان، بعدها يتم وضع صباغ اللون حسب الرغبة، وينقع الصوف في الماء حتى تصبغ كل أجزائه، وبعدها يجفف ويصبح جاهزاً للغزل. عن صناعاتها التي تنجزها والتي تشارك بها في السوق الشعبي، قالت المنصوري، إنها تشتهر بغزل ونسج العتاد، وهو عبارة عن زينة تستخدم للإبل، إلى جانب صناعتها للسدو والشقلة التي هي الزي الخاص بالإبل، يستخدم للمحافظة على لبن الناقة أثناء فترة إرضاعها لصغيرها. أما فيما يخصّ حركة السوق أثناء المهرجان، قالت المنصوري إنه وعلى الرغم من مضي يوم واحد فقط على انطلاق الدورة السادسة، إلا أنّ الإقبال كان كبيراً كالعادة، مع زيادة ملحوظة جاءت كنتيجة طبيعية للزيادة في عدد محال السوق، وللتنظيم المثالي الموجود على أرض الموقع. من جهة أخرى، قالت شمة سالم العامري المتواجدة في السوق الشعبي بمهرجان الظفرة، إنها تعمل في مهنــة صناعة وغزل النسيج من وقت قديم فقد تعلمـت الحرفة من أقاربها منذ الصغـر، وهي اليوم تعمـل فيها بغزل ونسج العتاد والسدو. وشرحت أنها تتقن صناعة بطانة لبيت الشعر الذي يعود إلى التراث الشعبي وينبع من العادات والتقاليد البدوية التي كان الآباء والأجداد يستخدمونها باستمرار، حيث تقوم بصناعة وغزل زينة بيت الشعر باستخدام الصوف خلال مدة من 10 أيام إلى أسبوعين. وتوجّهت العامري بالشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، لرعايتهم تراث الإمارات، والعمل على صونه والحفاظ عليه، مؤكدة أنه ليس غريباً أن نجد مهرجان الظفرة بهذا القدر من التنظيم والاستعداد والجاهزية لاستقبال الفعاليات والزوار. وفي السياق نفسه، ركّزت العامري على مقولة مستوحاة من فكر المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، هي: من ليس له ماض ليس له حاضر أو مستقبل. فالعمل على إحياء التراث وترسيخ العادات والتقاليد الإماراتية بات ضرورةً ملحة اليوم، وهو من الأسباب الرئيسة التي جعلتها تشارك في مهرجان الظفرة من خلال عرض منتوجاتها من الغزل والنسيج مثل السدو والعتاد والشقلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©