الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا تستثمر ماضيها لمواجهة «القاعدة» في اليمن

6 يناير 2010 23:15
أعادت كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا افتتاح سفارتيهما في العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن أغلقتاهما من قبل بسبب تزايد التهديدات الإرهابية عليهما. لكن رغم إعادة افتتاح السفارة البريطانية هناك، ظلت أبوابها مغلقة أمام الجمهور. وهناك من يعتقد أن لندن في موقف أفضل من حليفتها واشنطن في مواجهة الخطر الإرهابي الذي يمثله تنظيم "القاعدة" في اليمن. ورغم أن ماضي الاستعمار البريطاني لليمن لا يزال يثير المشاعر العدائية لكثير من اليمنيين، فهناك من يرى أن لندن لم تتمكن من حكم الجزء الجنوبي من اليمن لما يزيد على قرن من الزمن إلا بسبب قدرتها التفاوضية العالية مع زعماء القبائل هناك. والمرجح أن تستثمر بريطانيا خبراتها الاستعمارية السابقة تلك في تطوير وتبادل الاستراتيجيات الهادفة إلى عزل تنظيم "القاعدة" عن العشائر والقبائل المتعاطفة معه، من خلال مؤتمر حكومي مشترك يتوقع عقده خلال الشهر الحالي في لندن. فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني براون الأسبوع الماضي أن هذه القمة المعنية بالتصدي لتنامي التطرف الديني في اليمن، سوف تعقد بالتوازي مع مؤتمر دولي آخر يعقد بشأن أفغانستان في لندن بتاريخ الثامن والعشرين من الشهر الجاري. كما يتوقع أن تسلط القمة المرتقبة اهتمامها على توفير دعم دولي كبير لمواجهة الأوضاع الأمنية المضطربة في اليمن. ومن ناحيته صرح مايكل كلارك، مدير معهد الخدمات الملكية المتحدة، والذي يعد من أقوى المؤسسات البريطانية نفوذاً، بأن التصدي لهذا الخطر الأمني الدولي الناشئ في اليمن، يدور في الأساس حول تنسيق الجهود الاستخباراتية. غير أن القمة المتوقع عقدها في لندن، سوف تكون فرصة لتنسيق المساعدات الدولية الواجب تقديمها لليمن، وهي مساعدات تتراوح بين التدريب الأمني والمساعدات التنموية. وأكد كلارك أن لبريطانيا الكثير مما يمكن أن تقدمه لليمن: "فهذه واحدة من القضايا التي تستطيع بلادنا تقديم الكثير فيها لليمن اعتماداً على علاقاتنا ونفوذنا هناك، أكثر من أي مكان آخر في العالم، بما في ذلك المناطق الواقعة على الشريط الحدودي الباكستاني. وبشكل ما فإن لبريطانيا حضوراً أفضل في اليمن مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية. وهذا ما يدعوني للاعتقاد بأن للبريطانيين نشاطاً استخباراتياً أفضل مما للأميركيين هناك". ويعتقد المسؤولون الاستخباراتيون البريطانيون أن الخطر الأمني اليمني مصدره عناصر محلية من تنظيم "القاعدة" ذات صلات بالتنظيم الرئيسي وقادته في أفغانستان، أكثر من كونها عناصر تمثل تنظيماً جديداً محلياً. وهذا ما أكده كلارك بقوله: "أعتقد أن أجهزة المخابرات البريطانية تلاحق عناصر من تنظيم القاعدة وصلت إلى اليمن من مناطق الحدود الباكستانية، بسبب الصعوبات التي أحاطت بعمليات تنظيمهم هناك. ومن رأي المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين البريطانيين أن الضربات الجوية التي نفذت ضد عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان في تلك المناطق الحدودية حققت نتائج فعالة للغاية ضد العناصر الإرهابية المتطرفة، رغم تأثيراتها السلبية على باكستان". وأشارت التقارير الصحفية البريطانية إلى أن بريطانيا كانت قد استبقت العملية الفاشلة التي نفذها عمر فاروق عبدالمطلب لتفجير طائرة "نورث ويست إيرلاينز" أثناء هبوطها على مطار ديترويت، بإرسال وحدة عسكرية سراً إلى اليمن بهدف تدريب الأجهزة الأمنية اليمنية على عمليات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى تنفيذ العمليات الهجومية ضد العناصر المتطرفة المستهدفة. وذكرت صحيفة "صنداي تلغراف" أن الدافع وراء إرسال تلك الوحدة العسكرية هو تزايد قلق بريطانيا من سفر المتطرفين المحليين المقيمين في بريطانيا إلى اليمن بغرض التدريب على تنفيذ الهجمات الإرهابية. وذكر التقرير الذي نشرته الصحيفة أن نحو 20 بريطانياً سافروا إلى اليمن خلال العام الماضي لتلقي التدريبات هناك، اعتماداً على ما أكدته مصادر حكومية بريطانية. من جانب آخر أشار عدد من الخبراء في الشؤون اليمنية إلى أن بريطانيا تصدرت بقية دول العالم في تقديم العون التنموي لليمن قبل وقت سابق لتزايد الاهتمام الدولي بالنشاط الإرهابي الناشئ هناك. ففي حين بلغت المساعدات التنموية التي قدمتها لليمن "وكالة التنمية الأميركية" خلال العام الماضي حوالي 34 مليون دولار، يلاحظ أن المساعدات التي قدمتها لليمن إدارة التنمية الدولية البريطانية، كانت تعادل حوالي 40 مليون دولار خلال العام نفسه، وهو رقم يتوقع له أن يرتفع إلى نحو 60 مليون دولار في العام الحالي. وقد أكدت "جيني هيل"، مديرة المنتدى اليمني بمؤسسة شانتهام هاوس في لندن، أن بلادها ظلت تلعب دوراً قيادياً منذ عام 2006 في حث الدول المجاورة لليمن على توفير المساعدات التنموية اللازمة لذلك البلد. وأشارت جيني إلى أن برنامج إدارة بوش السابقة الخاص بتحديات الألفية الجديدة كان قد أوقف تنفيذه في اليمن منذ عام 2007 إثر تمكن أحد المتهمين بتفجير المدمرة الأميركية "كول" من الهروب من السجن وبدئه التفاوض بشأن حريته عبر وسطاء عشائريين. وعلى حد رأي كلايف جونز -أستاذ وخبير التاريخ اليمني بجامعة ليدز- فإن أفضل وسيلة لعزل تنظيم "القاعدة" عن القبائل اليمنية هو توفير المال للزعماء القبليين. فقد كان المستعمرون البريطانيون أساطين هذا النهج في الماضي، وقد أحسنوا استخدامه خلال الفترة بين 1960 و1967 في إبعاد اليمن الجنوبي من النفوذ الناصري، خاصة وأن الغرب كان ينظر حينها إلى حكومة جمال عبدالناصر باعتبارها تمثل خطراً على مصالحها الحيوية في المنطقة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©