الإمارات تطالب باحترام سلامة البعثات الدبلوماسية والدولية في أفغانستان

أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن الدولي بنيويورك أمس الأول عن قلقها إزاء استمرار تهديدات العنف الخطيرة التي تعيق الجهود السياسية والإنمائية في أفغانستان· في حين قدمت إيطاليا مشروعا لتمديد مهمة بعثة الامم المتحدة الى 23 مارس ،2009 مع تعزيز قدرات المبعوث الدولي· وطالبت الإمارات بضرورة تقيد جميع الأطراف في أفغانستان بالتزاماتها بعدم التعرض لأمن وسلامة البعثات الدبلوماسية والدولية وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام ،1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام ،1963 فضلا عن اتفاقية (منع الجريمة المرتكبة ضد الأشخاص المتمتعين بحماية دولية) ومن ضمنهم الموظفون الدبلوماسيون لعام ·1977 وجاء في بيان أدلى به سعادة السفير أحمد عبدالرحمن الجرمن المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة أمام مجلس الأمن ''إنه رغم بعض التقدم الإيجابي الذي أحرزه المجتمع الدولي في أفغانستان على مدار ست سنوات ماضية منذ إبرام اتفاق بون للسلام، إلا أن حالة الانتقال السياسي لا تزال تواجه تحديات خطيرة نتيجة لبيئته المتوترة وغير الآمنة وأيضا بسبب بطء تنفيذ برامج ومبادرات الإصلاح الوطني والنقص الملحوظ في الموارد وضعف البنية التحتية''· وأكد إن الإمارات التي وقفت إلى جانب الشعب الأفغاني وساهمت في دعم برامج الإغاثة الإنسانية العاجلة لسكانه فضلا عن برامج إنعاشه الاقتصادي وإعادة تأهيل وإعمار مؤسساته، يساورها بالغ القلق إزاء استمرار واتساع تهديدات العنف الخطيرة التي مازلت تعيق الجهود السياسية والإنمائية في أفغانستان ووصول قوافل الإمدادات الإنسانية لسكانها المتضررين في أكثر من ''''36 مقاطعة· ودعا إلى تركيز جهود معالجة الأوضاع الراهنة وغير المستقرة في أفغانستان في إطار ثلاثة اتجاهات أساسية وهي ''إعادة تقييم هياكل الأمن الوطني والنظام القضائي وتنفيذ استراتيجية شاملة للإصلاح والتدريب وتطوير قدرات عناصر الأمن والجيش الوطني· إضافة إلى تعزيز وتفعيل أنواع المساعدات المختلفة المقدمة للحكومة الأفعانية وتوفير الدعم الإنمائي اللازم لمجالسها وإيجاد التنمية البديلة بدعم من شركائها الدوليين، وأيضا في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية المعنية بالحد من الفقر وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية الأساسية وتخفيف معاناة سكانها· كما طالب بتعزيز الدور المحوري والمحايد الذي تقوم به الأمم المتحدة ولا سيما تنسيق المساعدات الانسانية وأنشطة الجهات المانحة هناك، وتوفير الدعم التقني والمالي اللازم للعملية الانتخابية المزمع إجراؤها في العام المقبل، ومعالجة مشكلة الألغام وأيضا معالجة مشكلة اللاجئين· وأعرب عن تأييد دولة الإمارات لمقترح حكومة أفغانستان والداعي لعقد مؤتمر دولي بشأن العودة وإعادة إدماج الشعب الأفغاني في وقت لاحق من العام الحالي· وأكد أن الإمارات تقدر عاليا الجهود الكبيرة التي تبذلها القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان تحت قيادة منظمة حلف شمال الأطلسي وبعثة الأمم المتحدة للمساعدة هناك فضلا عن الشركاء الآخرين في المجتمع الدولي· وكان مجلس الامن الدولي بحث أمس الأول تعزيز مهمة منسق الامم المتحدة في افغانستان مع القوات التابعة لحلف شمال الاطلسي وكابول في مواجهة متمردي حركة ''طالبان''· وخلال المناقشات في نيويورك، قال الامين العام المساعد للامم المتحدة للعمليات الانسانية جان ماري جيهينو ان الاسرة الدولية ''لم تكن متحدة بشكل كاف في بعض الاحيان'' في استراتيجيتها لمواجهة تحديات المتمردين وتهريب المخدرات واعادة الاعمار، مضيفا ان ''الامم المتحدة تتحمل جزءا من المسؤولية في التنسيق غير الكافي للاسرة الدولية''· ووزعت ايطاليا مشروع قرار ينص على تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة الى الثالث والعشرين من مارس 2009 الا ان النص الذي يتوقع ان يقره المجلس في 20 مارس يقضي بتعزيز صلاحيات الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في افغانستان النرويجي كاي ايدي· وسيمنح ايدي الذي سيتولى مهامه قريبا، صلاحيات افضل للتنسيق مع قوة (ايساف) التابعة للاطلسي· وصرح دبلوماسي اوروبي طلب عدم كشف هويته ''في السنتين الاخيرتين كان اهم شخصية دولية في افغانستان هو قائد القوة الدولية''· واضاف ''العسكريون تفوقوا بشكل كبير على المدنيين''، موضحا ان ''الامم المتحدة تحاول الآن قلب الادوار لجعل الجانب المدني يلعب الدور الاكبر''·