الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستراتيجية المرفوضة والحل البديل

2 يوليو 2007 23:43
الوقود الحيوي ليس أكثر من فكرة خيالية لحل مشكلة مستعصية· هذا ما توصل إليه خبراء الطاقة الذين تدارسوا اقتصاديات استخدامه على نطاق واسع كبديل للمشتقات النفطية· ومن هؤلاء ريكس تيليرسون الرئيس والمدير العام التنفيذي لشركة إكسون موبيل التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة أضخم الشركات في العالم والذي قال قبل أيام وبكل صراحة في حوار أجرته معه صحيفة فاينانشيال تايمز أن استراتيجية إدارة الرئيس بوش لحل مشكلة الطاقة بالاعتماد على الوقود الحيوي ليست أكثر من لعبة مكشوفة على عواطف الشعب الأميركي· وربما تكون لفكرة استخدام الوقود الحيوي قيمتها المفيدة لو كان عدد السيارات التي تجوب طرق العالم يحسب بالألوف أو مئات الألوف، وليس بالمليارات مثلما هو الحال اليوم· فهل يكون من المنطق في شيء أن تستهلك سيارة عادية وقود الإيثانول المستخرج من (شوال) من الذرة أو نحو 50 كيلوجراماً لقطع مسافة لا تزيد عن تلك التي تفصل بين أبوظبي ودبي فيما تعد هذه الكمية من الذرة كافية كمؤونة غذائية لأسرة أفريقية فقيرة لمدة شهر كامل؟· وربما سيكون هذا الأمر مقبولاً لو أن الوقود الحيوي لا يطلق في الجو غاز البيت الأخضر أو ثاني أوكسيد الكربون الذي يسبب زيادة درجة حرارة الأرض ولكنه كغيره من أنواع الوقود سوف يسهم في تلوث البيئة· ولا عجب إذن أن يصف تيليرسون خطة الرئيس بوش بأنها تفتقد إلى المنطق والتفكير القويم· وربما كان البديل الحقيقي والوحيد للمشتقات النفطية المستخدمة في دفع السيارات والذي يتميز بالنظافة التامة هو البطاريات الكهربائية التي تدفع السيارات وبشرط أن تتميز بالكفاءة العالية في مجال تخزين الطاقة الكهربائية وبحيث يمكن شحنها من مفتاح كهربائي منزلي وبشرط أن يكون المصدر الأساسي لتوليد طاقتها الكهربائية هو المحطات النووية· وعندئذ فقط يمكن دفع مليارات السيارات التي تجوب طرق العالم من دون إطلاق ذرة واحدة من الغازات الملوثة للبيئة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©