الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نهيان بن مبارك: الإمارات تتبنى السلام وسيلة وغاية

نهيان بن مبارك: الإمارات تتبنى السلام وسيلة وغاية
17 ديسمبر 2012
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الإمارات أصبحت في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، دولة تتبنى السلام وسيلة وغاية وتتخذ من الوفاق منهجاً وطريقة وتحرص كل الحرص على التعاون والتنسيق مع كافة دول العالم. وأشار معاليه إلى أن التعاون بين المنطقة العربية وأميركا اللاتينية أمر ضروري، ومطلوب من أجل تشكيل مستقبل التقدم والتنمية في العالم، مشيراً إلى أن للمنطقتين تأثيراً مهماً وقوياً على كافة التغيرات والتطورات التي تحصل في مختلف أنحاء العالم، وأن التعاونَ العربي اللاتيني يمكن أن يكونَ نموذجاً وقدوة للتعاون الدولي الموسع المثمر والبناء. جاء ذلك، في كلمة افتتح معاليه بها المنتدى الرابع لآفاق العلاقات المستقبلية بين العالم العربي وأميركا اللاتينية «منتدى أبوظبي» الذي يستمر يومين في فندق قصر الإمارات، وذلك بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان والدكتور ليونيل فيرنانديز الرئيس السابق لجمهورية الدومينيكان، وحشد كبير من قادة الفكر والسياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم ورجال الأعمال من الدول العربية ودول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وعدد من السفراء لدى الدولة. التنمية والرخاء ورحب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بالمشاركين والحضور في المنتدى الذي يسلط الضوء على آفاق العلاقات بين العالم العربي وأميركا اللاتينية، معربا عن أمله في أن يكونَ احتفاء مرموقاً بالتعاون الدولي البناء الذي يهدف إلى تحقيق التنمية والرخاء في كافة ربوع العالم. وأكد معاليه أن الإمارات دولة التقدم والتنمية وتقوم بدورٍ محوري في مسيرة المنطقة والعالم وتَسعى إلى محاربة الفقر ورَفْع مستوى المعيشة للجميع كما انها نموذج عالمي في حماية البيئة والتنمية المستدامة لها دور مهم في شؤون الطاقة على مستوى العالم. وأضاف أن الإمارات أصبحت بحق بيئة عالمية متطورة للتجارة والاستثمار معاً اقتصادُها قائم على المعارف وتركز على التعليم والبحث العلمي وأنشطة الابتكار وبناء رأس المال البشري القادر على تحقيق التنمية والتقدم و تلتزم بتوفير التكامل الاقتصادي في المنطقة وتتسم سياستها الخارجية بالحكمة والفاعلية والاتزان. وقال معاليه “نحن دولة نأخذ دورَنا في دعم التعاون الدولي بكل جدية في ظل قناعة كاملة بأن تَقدمَ واستقرارَ العالم، إنما هو رهن بوجود هذا التعاون وتحقيق الفاعلية فيه بهذا كله تمثل أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة ساحةً طبيعيةً وملائمة لانعقاد هذا المنتدى ضماناً لتحقيق أهدافه وغاياته”. ونوه بقيام جامعة الإمارات العربية المتحدة بتنظيم المنتدى، مشيرا إلى أن الأمر له دلالته، “إنه انعكاس صادق لدور الجامعة في التفاعل مع العالم وتحقيق التنمية فيه وتعبير وإدراك بأن التعاون المرجو بين المنطقة العربية وأميركا اللاتينية لابد وأن يرتكزَ بالأساس على التعليم والبحث العلمي والحوار الهادف وتبادل وجهات النظر بانفتاحٍ وموضوعية”. التعاون المرجو وتابع، «أن ذلك أيضا تعبير أكيد عن أن نجاحَنا في تحقيق التعاون المرجو يتطلب وجودَ قنواتٍ غير رسمية تنمو من خلالها العلاقات الممتدة بين الشعوب وبين المتخصصين والمهتمين بكافة جوانب العمل المشترك بين المنطقتين. وأعرب معاليه عن أمله في أن يكونَ المنتدى وسيلة للتواصل المستمر ليس فقط بين المشاركين فيه وإنما أيضاً بين الجميع وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية لتحقيق ما نرجوه من علاقاتٍ قوية في كافة المجالات لما فيه مصلحة الطرفين . ولفت معاليه إلى أن المنتدى ينعقد وَسطَ ظروفٍ عالمية متغيرة دائماً فالتحالفات الإقليمية تتطور باستمرار والتكتلات الدولية تتشكل وتتبدل بسرعة والتحديات في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية تَطغَى وتَتزايد كما أن كلاً من المنطقة العربية وأميركا اللاتينية تمثل اهتماماً خاصاً على مستوى العالم ، وشدد على إقرار المنتدى بأن هاتين المنطقتين لهما تأثير كبير على كافة التغيرات والتطورات في العالم وأن التعاونَ بينهما وفي كافة المجالات أمر ضروري ومطلوب لتشكيل مستقبل التقدم والتنمية في العالم بل وإن التعاونَ العربي اللاتيني يمكن أن يكونَ بعون الله نموذجاً وقدوة للتعاون الدولي الموسع المثمر والبناء. المسافات الجغرافية وقال، إن ذلك كله إنما يعبر عن حقيقة واقعة بالرغم من بُعد المسافات الجغرافية بيننا تتمثلُ في وجود تشابهٍ كبير في الظروف والآمال والتطلعات ففي المنطقتين حضارات عريقة و تراث ثقافي ثري ومرموق ومهاجرون عرب ساهموا في مسيرة أميركا اللاتينية عبرَ العصور وآمال وطموحات متشابهة في تنميةٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ ناجحة تفيد جميعَ السكان ومشكلات وتحديات هذه التنمية مشترَكة أيضاً. وأضاف، أن في المنطقتين إدراكا كاملا بأهمية تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين قادة الدول وفعاليات المجتمع في المنطقتين وانهم حريصون غايةَ الحرص على تحقيق ذلك ويعملون بجد على بناء الأدوات والآليات التي تكفلُ النجاح في هذا المسعى وبصفة مستمرة. وخاطب معاليه الحضور، مؤكداً أن أمامهم فرصةً مهمة لتجسيد ذلك كلّه في مناقشاتٍ بناءة وحواراتٍ هادفة ومقترحاتٍ ومبادرات نافعةٍ ومنتجة، معربا عن الأمل في أن تشملَ المناقشات عدداً من الأمور الأساسية التي تحدد معالمَ التعاون المطلوب بين الدول العربية وأمريكا اللاتينية وأيضاً سبلَ تطوير هذا التعاون باستمرار. وقدم معاليه عددا من الأسئلة التي يمكن أن يستنار بها كخريطة طريق في هذا المنتدى، منها كيف يتم التعاون عبرَ المسافاتِ الجغرافيةِ البعيدةِ بين المنطقتين، وكيف يتم هذا التعاون في إطارِ الحفاظِ على التراثِ الثقافي المرموق لكل طرف، بل وأيضاً تطوير هذا التراث بشكلٍ إيجابي، ثم كيف يتحقق إيجادُ تفاهمٍ مشترك حول كافة القضايا والأمورِ المهمة السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والعلمية والثقافية والبيئية سواء بسواء. كما تساءل عن أوجه التعاونِ الحقيقي في سبيل إحلالِ السلامِ والاستقرار والعدل ونشر قيم التسامح والتعايش في العالم، باعتبار أن ذلك مطلب أساسي للتقدمِ الاقتصادي والاجتماعي في كافة ربوع العالم وكيف نقوم ببناءِ المؤسسات المشتركة التي تجعل كل ذلك أمراً ممكناً ومشروعاً يتحقق وعلى أكمل وجه، بما في ذلكَ بكلِّ تأكيد إصدار البحوثِ والدراساتِ والمقترحات التي تركز على سبلِ تحقيقِ كافةِ الأهدافِ المرجوة. وفي ختام كلمته وجه معاليه الشكر والتقدير إلى قادة وشعوب الدول العربية ودول أميركا اللاتينية وحيا فيهم جميعا حرصَهم الكبير على تحقيق التعاون المطلوب وقناعتَهم الكاملة بأن هذا التعاون يمكن أن يكونَ مكونا أساسياً في مسيرة التنمية والتقدم في المنطقتين وأعرب عن أمله أن يكونَ المنتدى خطوةً مهمة تتبعها خطوات في سبيل تنمية وتعزيز علاقات التحاور والنقاش بيننا بما يعين الجميع على مواجهة تحديات العصر ويؤدي إلى نتائجَ إيجابية على أرض الواقع . وبعد ذلك، ألقى الدكتور ليونيل فيرنانديز الرئيس السابق لجمهورية الدومينيكان رئيس المؤسسة العالمية للديمقراطية والتنمية كلمة وجه فيها الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما وجه شكره إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي على رعايته ودعمه للمنتدى، مشيراً إلى أهمية بناء المؤسسات المتخصصة التي تعمل على تنفيذ برامج التنمية المستدامة في مختلف قطاعات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية بين المنطقتين لما فيه خير الأوطان والشعوب. ونوه بالصلات الوطيدة بين دول المنطقة العربية ودول أميركا اللاتينية والتي تعود بجذورها إلى القرون الوسطى مؤكدا على وجود العديد من المفردات التراثية واللغوية في مجتمعات دول أميركا اللاتينية ذات الأصول العربية التي نفتخر بها. وأكد الرئيس السابق لجمهورية الدومينيكان رئيس المؤسسة العالمية للديمقراطية والتنمية أن من شأن اللقاءات العربية اللاتينية فهم التحولات الكبيرة في العالم مثل العولمة التي أبرزت أهمية التواصل بين أقاليم العالم المختلفة، مشيرا إلى إن التحالفات والتكتلات تهدف إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والبيئية والتعليمية وغيرها وإيحاد الحلول لها. وقال، إن المنتدى سيستفيد من كل الاجتماعات والقمم الدولية بما يؤدي إلى شراكات تنموية وتوسيع الصلات العربية اللاتينية تحت مظلة من القوانين والتشريعات والعمل المؤسساتي. وأضاف أن الاقتصاد اللاتيني يشكل نحو تريليوني دولار وان على المنتدى ان يستفيد من هذه العلاقات والفرص المتاحة لزيادة التبادل التجاري والاستثمار لصالح شعوب المنطقتين العربية اللاتينية. أعمال المنتدى بعد ذلك، تابع المنتدى أعماله بافتتاح الجلسة الأولى التي حملت عنوان «الفرص الاقتصادية والتجارية كقاعدة للشراكة الجديدة بين المنطقتين» شارك بها عدد من الباحثين والمختصين بإدارة عبد الله القويز رئيس مجلس إدارة صندوق التعاون الإسلامي للأغذية والزراعة في المملكة العربية السعودية، وقدم رونالدو جونزاليس الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الأساسية المحدودة ورقة عمل وأخرى قدمها خالد غانم الغيث مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية . وفي المحور الاقتصادي الثاني بعنوان /تقييم مناخ العمل في كلا الاقليمين/ تحدث كل من محمد الحلايقة نائب رئيس الوزراء الأردني للشؤون الاقتصادية سابقا واوزفالدو روزاليس رئيس اللجنة الاقتصادية في هيئة الأمم المتحدة الاقتصادية لاميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وركز الحوار على أن فرص التوسع التجاري والاستثماري والأعمال وغيرها من أشكال التعاون الاقتصادي بين المنطقتين هائلة ولم تستغل من قبل وان تقوية الروابط الاقتصادية والتجارية هي حجر الأساس لبناء شراكة متينة جديدة بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية، وان المنطقتين تمثلان أسواقاً محتملة عظيمة وذات فائدة لصادراتهما واستثماراتهما وانه يمكن لكل من الدول العربية والدول اللاتينية الاستفادة من سياسات واستراتيجيات التطوير الاقتصادي والعمل يدا بيد لتحقيق فائدة تنافسية أكبر في السوق العالمي. كما تم خلال الجلسة استكشاف احتمالات الروابط التجارية في مجالات الطاقة وإدارة المياه والزراعة واستثمار رأس المال وغيرها من أشكال التعاون الاقتصادي بين المنطقتين إلى جانب التركيز على كيفية ترجمة العلاقات التجارية والاقتصادية القوية إلى أوجه أوسع من الشراكة الاجتماعية والثقافية والدبلوماسية. وشارك في الجلسات الحوارية عدد من صناع القرار في مجالات السياسة والاقتصاد والخارجية، منهم غوستافو سيسنيروس رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة سيسنيروس من فنزويلا، ومحمد الحلايقة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية سابقا من الأردن وأوزفالدو روزاليس مدير التجارة الدولية في اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وفيكتور بيريز فيرا رئيس جامعة شيلي من شيلي، وعبد الحق العزوزي رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية، وكارلوس أنطونيو داكونسيكاو ليفي عميد الجامعة الاتحادية في دو ريو دي جانيرو بالبرازيل، وفرانسيسكو رزق الوزيرالبرازيلي السابق للشؤون الخارجية، ومحمد عرابي وزير الخارجية المصري السابق، وخورخي تايانا وزير الخارجية الأرجنتيني السابق، وسيرجيو بيطار وزير الأشغال العامة والتعدين سابقا في تشيلي. العلاقات الإعلامية مع أميركا اللاتينية أبوظبي (وام) - أكد معالي نبيل عمرو وزير الإعلام الفلسطيني السابق، أن العلاقات الإعلامية العربية مع دول أميركا اللاتينية ضعيفة جدا، وليست بحجم المصالح والمصالح المشتركة والوجود العربي هناك. وقال في تصريحات على هامش مشاركته في المنتدى، »العلاقة الإعلامية العربية ضعيفة مع دول أميركا اللاتينية وليست بحجم الوجود العربي هناك، حيث يوجد أكثر من عشرين مليون عربي مهاجر منذ عقود طويلة«. وأضاف، انه رغم البعد الجغرافي فان التطور التكنولوجي يمكن أن يسهل عملية التواصل والتبادل الإعلامي والثقافي والسياسي بين المنطقتين، خاصة أن العرب توحدوا بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا أن المبادرة العربية للسلام التي أطلقت في بيروت قبل عدة سنوات بحاجة إلى دعم أميركا اللاتينية التي تلتقي مع العرب في جوانب كثيرة. وقال، إن التبادل الإعلامي والثقافي والتكنولوجي موجود لدى الطرفين، ولكنه بحاجة إلى مزيد من التفعيل دون الاعتماد على الشعارات والخطب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©