السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أرض البعد الرابع

3 يوليو 2007 02:59
اعتاد الإنسان أن يستخدم ثلاثة أبعاد، بينما البعد الرابع المتمثل في الزمن جعل من فكرة السفر عبر الزمن غير مستحيلة· لا أحد ينكر حقيقة النظرية النسبية، فعلى سبيل المثال عندما تضبط المذياع على إذاعة معينة بحيث تتوافق ترددات المذياع مع ترددات الموجة التي تبث من تلك المحطة تستطيع سماع تلك الإذاعة وذلك لا يلغي بقية الموجات، وهذا ينطبق على الحواس البشرية، حيث تستطيع أن تدرك الثلاثة الأبعاد ( الطول، العرض ، الارتفاع ) ولا تستطيع إدراك البعد الرابع ولكن هذا لا ينفي وجوده· تحقق تلك الحقيقة العلمية يكون خارج الغلاف الجوي أي خارج قوانين نيوتن وهنا لا أقصد أن تلك القوانين غير صحيحة، فهي تفسر الظواهر الطبيعية داخل الغلاف الجوي ولكن نسبية الزمن يقع تحت تأثير سرعة الكوكب وقربة من الشمس قد تكون الأشياء التي حولنا نسبية ولكن بشرط أن تقترب سرعتها من سرعة الضوء وهذا مستحيل· يذكر مجيد الناشئ في مقال له بعنوان السقوط ونظرية آينشتاين '' حين سألوا العالم الشهير اينشتاين أن يلخص نظريته النسبية بعبارات معدودة أجاب : لو ألقى رجل يركب في طائرة حجرا إلى الأرض فأنه سوف يشاهد الحجر يسقط بشكل عمودي إلى الأرض · أما الشخص الواقف على الأرض سوف يرى سقوط الحجر بشكل مائل، ولو قدر لشخص أن يقف خارج مجال الكرة الأرضية لأن يرى سقوط الحجر، فسوف يرى سقوط الحجر بشكل متعرج· وبعد ذلك يوضح اينشتاين الكيفية الحقيقية التي يسقط بها الحجر وكان جوابه أنه من العبث إثارة مثل هذا السؤال لأن الحجر في الحقيقة يسقط بهذه الأشكال المختلفة وكل شكل يعتمد على الزاوية التي ينظر من خلالها لسقوط الحجر البناء الجديد للعمل التشكيلي '' أرض البعد الرابع '' والذي تم إنتاجه عام 2003 وعرض في المعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، هو أن الحركة تكمن في المشاهد وليس العمل نفسه، حيث يقف المشاهد أمام العمل على بعد معين ليخلق لنفسه ست زوايا مختلفة للعمل بصرياً ومن ثم بصريا، حيث تلعب زاوية النظر دوراً واضحاً في خلق منظور مختلف تماما للعمل نفسه والذي أصبح عبارة عن ست صور مكررة لنفس العمل، ومن هنا يستطيع المشاهد أن يخلق لنفسه جوا من المَشاهد المختلفة لنفس الصورة· كل منظور هو صحيح بالنسبة لعين المشاهد وهنا يرى المشاهد سقوط الكرة من الطائرة بشكل عمودي كأنه داخل الطائرة والزاوية الأخرى تجعله يرى الكرة تتحرك على شكل قطع مكافئ ( مائلا ) بينما الأخرى تجعله يرى الكرة تسقط بشكل متعرج هكذا تصبح حركة المشاهد عبارة عن فيلم متحرك بينما الست صور تجعل من الموقع حدثا واردا· والقصد من تلك العملية بناء صوره متكاملة للبعد الرابع، فإحدى تلك الصور تمثل نظرة حالية للمشهد (الحاضر) والصورة المجاورة قد تكون النظرة المستقبلية وهكذا تصبح أول نظرة فعلا ماضيا لبقية الصور ولكن الصورة لم تتغير وهذا ينطبق على سقوط الكرة، حيث الجاذبية تجعل الكرة تسقط باتجاهها وإن تعددت الأشكال والزوايا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©