الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سافيتشينكو».. إدانة مثيرة للجدل

26 مارس 2016 22:40
حُكم مؤخراً على الطيّارة الأوكرانية الملازم «ناديا سافيتشينكو» بالسجن لمدة 22 عاماً في السجون الروسية بعد ما وصفه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بـ «المحاكمة المشينة». وقد تم القبض على الملازم «ناديا سافيتشينكو» من قبل قوات انفصالية موالية لروسيا في شهر يونيو من عام 2014، قبيل بدء الصراع العسكري الذي ألقى بأوكرانيا وروسيا في حالة نزاع مرير. وبعد ما يقارب عامين من الأسر، تم الحكم على سافيتشينكو بتهمة كونها تسببت في مقتل صحفيين روسيين عن طريق قذائف الهاون. ومع ذلك، فقد ادعت سافيتشينكو أنه قد تم اختطافها من قبل انفصاليين قبل الهجوم، وأنها كانت بريئة. وهي أيضاً تزعم أن الخاطفين أخذوها إلى روسيا رغماً عن إرادتها. ويرى «ستيفين بيفر»، الزميل البارز في معهد «بروكينجز» والسفير السابق في أوكرانيا، في مقابلة مع صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن: «معظم الناس الذين هم على دراية بقانون الحرب لا يعتبرون توجيه النار إلى هدف عسكري شرعي يعتبر جريمة حرب». وألمح بيفر و«مارفن كالب»، وهو أيضاً زميل في معهد «بروكينجز»، إلى أن الوضع سيئ بالنسبة لجميع الأطراف المعنية. وهذا الوضع، بالطبع، سيئ بالنسبة لسافيتشينكو خاصة، وكذلك بالنسبة لروسيا أيضاً. وفي أوكرانيا، اكتسبت الطيارة شعبية إلى درجة أنها، بعد شهور من اعتقالها، تم انتخابها لعضوية البرلمان الأوكراني غيابياً. وظلت سافيتشينكو تحتج دائماً ضد معتقليها الروس منذ أن بدأت محاكمتها العام الماضي، وأعلنت عزمها مواصلة ذلك. وقد التزمت الإضراب عن الطعام لأشهر طويلة في الماضي، وفي مطلع شهر مارس الجاري توقفت عن تناول السوائل والطعام. وكانت تتغنى أيضاً بالنشيد الوطني الأوكراني، وتشير بحركات بذيئة، وكانت أيضاً ترتدي ملابس تحمل الرمز الوطني لأوكرانيا في قاعة المحكمة. ويقول «كالب» عن الطيارة الأوكرانية التي تبلغ من العمر 34 عاماً «من الواضح أنها فتاة صعبة المراس، ولكنها في وضع رهيب». وأشار «بيفر» في لقائه مع صحيفة «ساينس مونيتور» إلى أن الحكم «ينظر إليه كثيرون باعتباره دليلاً على أن الحكومة الروسية يمكنها الحصول على الأحكام التي تريدها من المحاكم الروسية»، مستشهداً في ذلك بتقارير صحفية روسية بصدور حكم بالإدانة قبل النطق بالحكم. وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن الرئيس بوروشينكو قد اعترض على حكم المحكمة، قائلاً إن «أوكرانيا لن تعترف، وأكرر لن تعترف أبداً بالمحكمة الهزلية لناديا سافيتشينكو، ولا بالحكم الصادر ضدها». وقد دعا زعماء دوليون إلى الإفراج عن سافيتشينكو. ففي أوروبا، التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووالدة سافيتشينكو. وأصدر وزير الشؤون الأوروبية في المملكة المتحدة «ديفيد ليدينجتون» بياناً يطالب فيه بالإفراج عنها. وقال إن «الإضراب عن الطعام يشكل تهديداً حقيقياً ومباشراً لحياتها. إنني أحث الحكومة الروسية بقوة على إظهار بعض التعاطف وإطلاق سراحها فوراً». ودعت أوكرانيا مراراً وتكراراً إلى الإفراج عن سافيتشينكو، وعرض الرئيس بوروشينكو تسليم اثنين من الجنود الروس المحتجزين في البلاد لاشتراكهم في التدخل المسلح في أوكرانيا مقابل تسليم سافيتشينكو. وربما تكون صفقة تبادل الأسرى التي عرضها الرئيس بوروشينكو هي أفضل وسيلة بالنسبة لروسيا لحل مشكلتها الصعبة الكامنة في رغبتها في التوفيق بين صورتها القومية مع رغبتها في معاقبة سافيتشينكو. ويقول «كالب»: «إنها وسيلة منطقية لمشكلة روسيا الصعبة. لقد أصبحت سافيتشينكو بطلة قومية. ونتيجة لذلك، فإن الروس ليسوا متأكدين مما يجب القيام به معها». * محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©