الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفكر الديني... الوهم المنهجي

الفكر الديني... الوهم المنهجي
17 ديسمبر 2012
الفكر الديني... الوهم المنهجي حسب د. طيب تيزيني، تقدم أحداث مصر المشتعلة راهناً مادة حية مشتعلة للبحث في قضية الإسلام السياسي عموماً، وفي ارتباطها بـ«الربيع العربي» على نحو خاص، وسنرى أن ذلك كله مشروط بوضعه في موقعه من السياق التاريخي، ومن التموضع المجتمعي. وحين نأخذ الأمر على هذا النحو، نكون قد خرجنا من انغلاقية الوهم المنهجي المنطلق من أن الفكر الديني يعيش فوق التاريخ وخارجه، بحيث نقول -بمقتضى ذلك- إن الإنسان المتدين هو الذي يتغيّر، دون أن ينسحب ذلك على الفكر الديني نفسه، فالأول متغير، بينما أن الثاني ثابت. هذا من ناحية أولى. أما من ناحية أخرى، فيعلن «الإخوان المسلمون» من ذوي التشدُّد الأيديولوجي، السلفي- الأصولي: الأسلاف لم يتركوا شيئاً للأخلاف! فالحقائق التي يستمد منها الأخلاف قواعد حياتهم ومبادئها، ثابتة محفوظة في حرز حريز، وتصلح «لكل زمان ومكان». فإذا قامت العلاقة بين ثابت ومتحرك، فإن الانطلاق في ذلك يتم من الأول إلى الثاني، أي -في هذه الحال- من المقدَّس اللاهوتي إلى العادي البشري. حوار الحضارات وضبابية الرؤية استنتج سالم سالمين النعيمي أن الطريقة الوحيدة للحوار بين الحضارات على صورة عالمية دون إيثار طرف بطرح وجهة نظره والتسويق لها بأنها النموذج، الذي يجب أن يتبع كنموذج عالمي إنساني هو الحوار الإنساني الجمعي التكاملي لبناء جسور التقارب ومعرفة وقبول الآخر من خلال مختلف وسائل الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية المختلفة والفنون والآداب والعلوم والرياضات المختلفة... كصناعة السينما والمسلسلات والبرامج التلفزيونية الحوارية على سبيل المثال، فما المانع أن يشارك أكثر من نجم حواري من مختلف الثقافات لإطلاق قناة حوارية تطلق أول برنامج حوار عالمي بمفهوم العالمية على أن يطرح البرنامج المسائل الإنسانية الشائكة من منظور إنساني بحت. أصوات إسلامية من أجل العقلانية يقول د. عبدالحميد الأنصاري: في مدينة روما الجميلة ذات الآثار التاريخية العظيمة، شاركت في ندوة فكرية بعنوان: «أصوات إسلامية من أجل العقلانية والإصلاح»، مع صفوة من مصلحين عرب وغربيين، وذلك في الفترة 7 - 8 ديسمبر الجاري، ومنظم هذا اللقاء هو الباحث البريطاني د. ستيفن أولف، صاحب مشروع «المُصلح» وهو مشروع بحثي يُعنى بالإصلاح عبر ترجمة مقالات المصلحين العرب إلى اللغة الإنجليزية ونشرها في الموقع الإلكتروني (ALmuslih. org)، في الساحة الغربية لإطلاع مثقفي الغرب على حركة التجديد والإصلاح الفكري والديني في العالم العربي. ويهدف المشروع من خلال موقعه ومن خلال وسائل أخرى كالندوات، إلى إيصال رسالة المصلحين العرب إلى الغرب والعمل على تصحيح الصورة الذهنية عن العرب والمسلمين بأنهم لا يتقبلون مفاهيم الحداثة والتنوير والعقلانية، وأن إسلامهم عصي على الإصلاح، وأن ساحاتهم محتلة من قبل متشددين وسلفيين و«إخوان مسلمين». ويسعى الباحث البريطاني د. ستيفن إلى تعريف مثقفي الغرب والمهتمين بشؤون الإصلاح في أوروبا وأميركا بالمثقفين العرب من ذوي التوجهات الليبرالية والإسلامية المستنيرة بهدف دعم ومساندة جهودهم الفكرية في نشر مفاهيم الحداثة العقلانية. وقد كانت فرصة رائعة أن التقي بهذه الصفوة من المفكرين العرب والغربيين، وأتعرف على أفكارهم من خلال الأوراق البحثية المقدمة والحوار الراقي الذي دار بين المشاركين، وكانت هناك أوراق عديدة مهمة، منها: ورقة د. شاكر النابلسي عن «الإصلاح الإسلامي: العقبات والفرص»، وقد تناول فيها معوقات الإصلاح في المجتمعات العربية، وذكر منها: انتشار الأمية في دول ذات وزن كبير، واحتلال الإسلاميين للساحة وهيمنتهم على المساجد والمنابر والفضائيات وكافة وسائل الإعلام لنشر أفكارهم واستخدامهم المال لشراء أصوات الناخبين. أسلحة سوريا الكيمياوية... عودة السيناريو العراقي يقول ويليام فاف: منذ بداية شهر ديسمبر، احتل غاز السارين مكاناً مهماً في النقاش حول الحرب الأهلية في سوريا. فقد اعترفت الحكومة السورية بامتلاك مخازين مهمة من هذا الغاز في مناطق القتال أو حولها. وحسب «نتالي نوجايريد» من صحيفة «لوموند» الفرنسية الرصينة، فقد جمعت مأدبة عشاء الأسبوع الماضي في بروكسل ممثلي القوى الكبرى في حلف «الناتو» من أجل مناقشة الوضع السوري ومعالجة مسألة تدخل «الناتو» من أجل التعاطي مع التهديد المتمثل في إمكانية استعمال الغاز من قبل الحكومة، أو إمكانية سقوطه بطريقة أو بأخرى في أيدي مجموعات إرهابية أو متشددين أو بلدان أخرى. فهل ينوي «الناتو» التدخل؟ في الماضي، شكلت تهمة امتلاك أسلحة الدمار الشامل العبارة المعتادة عند التهديد بتدخل أو هجوم خارجي. فقد سمعنا الشيء نفسه بعد الحادي عشر من سبتمبر بخصوص غزو أميركي للعراق، في الأمم المتحدة نفسها، من وزير الخارجية الأميركي حينها كولن باول، الذي اعترف لاحقاً بمصدر الغار المستمر هذا بعد أن تبين أنه لم تكن ثمة أي أسلحة نووية في العراق. جنوب أفريقيا... وطريق «الحزب الواحد»! يقول كُرت شيلنجر: كان لكل دولة أفريقية تقريباً خلال المرحلة ما بعد الاستعمارية رجل قوي أو حزب سياسي من الصعب زحزحته من السلطة. والآن جاء دور جنوب أفريقيا. فهذا الأسبوع، من 16 إلى 20 ديسمبر، يعقد حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم مؤتمره الذي يلتئم كل خمس سنوات من أجل انتخاب (أو إعادة انتخاب) قيادته ووضع برنامجه السياسي قبل الانتخابات العامة في 2014. لكن الحزب الذي كان يتمتع في وقت من الأوقات بإعجاب وتعاطف دولي غير مسبوق مع عقيدة المصالحة التي انتهجها خلال مرحلة ما بعد نظام الميز العنصري «الأبارتايد» في 1994، أصبح اليوم أحدث رسم كاريكاتوري للحكامة الأفريقية السيئة. حياة اليابانيين جيدة... لماذا؟ يقول إيزرا إف. فوجل: كتبت كتابي المعنون: «اليابان كدولة أولى: دروس لأميركا» عام 1979 لوصف أشياء كانت اليابان تقوم بها بنفس مستوى الجودة، التي كانت تقوم بها أمم أخرى، أو ربما بمستوى أفضل من ذلك. كنت أعتقد في ذلك الوقت بأنه يتوجب علينا الاستجابة لنمو اليابان السريع من خلال التعلم منها بدلًا من الاكتفاء بالشكوى أو شن حرب تجارية عليها. وقد اخترت ذلك العنوان الصادم للكتاب لإيقاظ الأميركيين، علماً بأنني لم أر في ذلك الوقت أن اليابان ستكون أكبر اقتصاد في العالم على الرغم من أن الكثيرين ممن لم يقرأوا الكتاب، اعتقدوا خطأ أن ذلك كان قصدي من اختيار العنوان. الكثير من الأشياء التي قمت بوصفها مثل انخفاض معدل الجريمة، وارتفاع مستوى التعليم، ونوعية التصنيع ونظام دولة الرفاه ما زالت موجودة حتى وقتنا هذا، الذي تواجه فيه اليابان استحقاقاً انتخابياً الأسبوع المقبل لتحديد وجهتها المستقبلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©