الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كفاءات إدارة ترامب

17 فبراير 2018 22:37
دعنا نلقي نظرة سريعة على خمس قصص عن إدارة الرئيس دونالد ترامب الحالية، خمس قصص ظهرت في الأيام القليلة الماضية. فقد ذكرت تقارير أن ستيف بانون المسؤول الكبير السابق في حملة ترامب الانتخابية الرئاسية، ثم مستشاره في البيت الأبيض لاحقاً، صرح وهو يغادر منصب كبير المستشارين الاستراتيجيين للرئيس، في أغسطس الماضي، بأنه سئم من قيامه بدور جليسة الأطفال لرجل يبلغ من العمر 71 عاماً. واستقال روب بورتر المعاون البارز في البيت الأبيض بعد مزاعم أعلنتها زوجتاه السابقتان وصديقة سابقة بأنه أساء معاملتهن. ويبدو أن جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض الحالي، اعتبر بورتر أكثر كفاءة من كثير من زملائه، ولذا تردد في التخلي عنه. وأعلنت ريتشل براند التي تحتل ثالث أبرز منصب في وزارة العدل، بعد أقل من عام على وجودها في المنصب، أنها ستغادر الحكومة لتعمل لصالح ولمارت. ورد كريستوفر وراي الذي عينه ترامب مديراً لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف. بي. أي) على سؤال بشأن انتقادات الرئيس للمكتب باستنكار «ضوضاء التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي». وأخبر ترامب العالم بأنه يعتزم فرض «ضرائب متبادلة» على دول أخرى، مما «أدهش بعضا من كبار معاونيه الذين حذروا من عدم وجود خطط رسمية معدة» في هذا الشأن. ومثل هذه القصص تثير قضايا مختلفة للغاية، لكن ما يجمع بينها هو أنها تشير إلى مشكلات خطيرة في مواقع حساسة. صحيح أننا تعودنا على هذه المشكلات في ظل تولي ترامب السلطة، لكن مداها مازال غير معتاد لإدارة رئاسية. وحالات بانون وبراند وبورتر.. تعكس المعدل المرتفع لترك المناصب الكبيرة. وربما يكون عمل بعض المسؤولين في ظل حالة الفوضى التي تعيشها هذه الإدارة أمراً مرهقاً للغاية، مما يعزز الميل لدى بعضهم إلى اتخاذ قرار الاستقالة وترك المناصب. وتشير أحدث القصص الإخبارية إلى بعض هذه التحديات. فالرئيس لا يلهم معاونيه قدراً كافياً من الشعور بالولاء، كما توضح حالة بانون. والتعيين في البيت الأبيض ربما أصبح يقود آخرين إلى أن ينسبوا للمرء مسائل غير جيدة، بما في ذلك سوء التعامل في الأسرة، كما في حالة بورتر. وهناك أشخاص يعملون في الإدارة قد تكيفوا مع الفوضى بأن قرروا أنهم ليسوا بحاجة إلى اتباع ما يبدو في أي لحظة مبادرة من الرئيس. ولنأخذ مثال التقرير عن «الضرائب المتبادلة». فقد دأب ترامب على القول، على مدى شهور عديدة، أنه يود فرض رسوم واسعة النطاق. لكن معاونيه لا يبالون كثيرا فيما يبدو بأن يحققوا له ما يريد. وفيما يتعلق بقصة بورتر، فقد أعلن ترامب أن معاونه السابق بريء وأنه يجب تجاهل مزاعم النساء. لكن لا أحد يعتقد أن نهج الرئيس العلني يجب أن ينعكس على ما يقوله مسؤولو البيت الأبيض الآخرون، سواء ما يمكن نشره أو ما لا يمكن نشره. والجدير بالذكر أن الإدارات الرئاسية تشهد، تقليدياً، تقلصاً في الكفاءات بصفة عامة مع مرور الوقت عليها في السلطة. وتجري عادة تعيين أكثر الأشخاص كفاءة أولا ثم يتم استنفادهم ويتم إحلال أفراد الفريق الاحتياطي محلهم. لكن إدارة ترامب بدأت من نقطة أسوأ بكثير من الإدارات السابقة. فحين تولى ترامب المنصب، تردد كثير من الجمهوريين الذين يتوقون عادة إلى العمل في إدارة رئيس جمهوري. ولم يحدث شيء منذ تولي ترامب المنصب يجعلهم أكثر إقبالا على العمل في إدارته. والجمهوريون الذين يشعرون بالأسف لأنهم قبلوا العمل مع ترامب أكثر من الجمهوريين الذين يشعرون بالأسف لأنهم رفضوا فرصة العمل في إدارته. وكثير من الأشخاص الأكفاء يعملون مع الرئيس لأنهم يعتقدون أن هذا في صالح البلاد، وأحيانا لأنهم يريدون بهذا تحفيز ما يعتبرونه جوانب أفضل لدى الرئيس. لكن من المشكوك فيه أن ترامب حافظ على وعد حملته بأن إدارته ستقدم «أفضل أشخاص في العالم». هذا مع الأخذ في الاعتبار أننا نشهد على الأرجح أفضل ما قد تقدمه هذه الإدارة من كفاءات. *زميل زائر في معهد أميركان انتربرايز ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©