الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألغاز حياة وموت أشرف مروان

ألغاز حياة وموت أشرف مروان
4 يوليو 2007 01:38
هل من الدقة وصف الملياردير المصري أشرف مروان الذي رحل في لندن منذ أيام بأنه رجل الزعيمين المتناقضين جمال عبدالناصر وأنور السادات وعميل وجاسوس الدولتين العدوتين مصر وإسرائيل؟ كل شيء يبدو وارداَ وصحيحاً مع رجل لغز في حياته ولغز في موته الدراماتيكي سقوطاً من إحدى شرفات بناية سكنية بشارع كارلتون هاوس بالعاصمة البريطانية· حكاية أشرف مروان منذ صعوده إلى قمة السلطة حتى سقوطه ميتاً من الطابق الرابع بمنزله في لندن تشبه الأساطير أو القصص البوليسية المروعة وربما هي أكثر إثارة، والمرجح أن موت أشرف مروان سيبقى هو الحقيقة المؤكدة لكن سبب الموت سيظل لغزاً ويلقى نفس مصير ضحايا مصريين كبار ونجوم معروفين انفردت لندن وحدها بسقوطهم من شرفاتها· فالثابت حتى الآن أن علي شفيق مدير مكتب المشير الراحل عبدالحكيم عامر مات مقتولاً بآلة حادة انهال بها قاتله على رأسه في شقته بلندن، لكن التحقيق لم يسفر عن شيء وقيدت الجريمة ضد مجهول وبقي القتل حقيقة ولم يعرف احد القاتل، على الرغم من أن القتيل كان ملء السمع والبصر فهو مدير مكتب الرجل الثاني في نظام عبدالناصر وكان زوجاً لفنانة ومطربة شهيرة هي الراحلة مها صبري، وقد قالوا إن سبب قتله يرجع إلى إبرامه صفقة سلاح لحسابه من دون إذن قياداته في عصابات المافيا· ولقي الفريق الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري في عهد عبدالناصر وفي عهد أنور السادات المصير نفسه، لكن بالسقوط من الطابق العاشر من منزله بلندن، وبقيت حادثة مصرعه لغزاً وقيل إنه كان مصاباً بدوار وأرسله السادات إلى لندن للعلاج وأن الحالة داهمته فسقط من الطابق العاشر صريعاً، وهناك من أكد مقتله على يد جهات أمنية أرادت أن يموت بما يحمله من أسرار بعد أن شارك بدور أكبر في عملية 15 مايو 1971 بالقضاء على مراكز القوى وتوطيد أركان حكم السادات· وكانت الفنانة الراحلة سعاد حسني الاستثناء الوحيد من بين حالات القتل والسقوط من شرفات لندن، فكل القتلى سياسيون ورجال أعمال لكن سعاد وحدها تنتمي إلى عالم الفن، وكان سقوطها المروع من شرفة البناية نفسها التي سقط منها الفريق الليثي ناصف مثار تساؤلات مازالت مطروحة حتى الآن، وحاول كثيرون ربط سعاد بالسياسة بعد مقتلها أو انتحارها أو سقوطها أو إسقاطها من شرفة منزلها وقالوا إنها كانت تستعد لكتابة مذكراتها التي كانت ستفضح عشرات المسؤولين في قمة السلطة بمصر· ووقفت شرطة ''سكوتلانديارد'' البريطانية الموقف نفسه ووصلت إلى النهاية نفسها في قضية سقوط سعاد حسني من الشرفة وقيدت الحادث انتحاراً وأغلقت الملف كما أغلقت من قبل ملفي علي شفيق والليثي ناصف، وكما ستفعل بالنسبة لملف الراحل أشرف مروان حيث سيكون الحادث بالتأكيد انتحاراً في تكييف الشرطة البريطانية وربما يكون موتاً بالدوار والسقوط من الشرفة· ولعل مقتل أو موت أشرف مروان سقوطاً من شرفة منزله بشارع كارلتون هاوس سيكون أكثر الحوادث المشابهة غموضاً والتباساً لأن حياة أشرف نفسها كانت ومازالت لغزاً يفوق في غموضه عشرات المرات لغز موته· والمتتبع لمشوار الملياردير الراحل أشرف مروان لن يخرج في نهاية رصده بنتيجة مؤكدة أو بحقيقة دامغة تميط اللثام عن هذه الشخصية العجيبة التي لم تدافع عن نفسها لدفع اتهام في غاية الخطورة جاء من إسرائيل ومن محكمتها العليا رأساً بأن أشرف مروان كان جاسوساً على بلده مصر لحساب إسرائيل· من الصعود إلى السقوط ما بين صعود وسقوط أشرف مروان قصص وحكايات لا حصر لها، وهناك معلومات قليلة ومقتضبة عن سر زواج أشرف مروان ابن اللواء أبوالوفا مروان قائد سلاح الحرب الكيماوية الشهير من منى الابنة الصغرى للرئيس الراحل جمال عبدالناصر· معلومات عادية جدا تقول إن الشاب أشرف مروان التقى مع منى عبدالناصر في مناسبات عدة وأبدى إعجابه بها ورغبته في الارتباط بها، وأن منى بادلته الإعجاب وصارحت اباها وأمها بما دار بينها وبين أشرف الذي لم يعبأ بأن منى ابنة الزعيم الذي أقام الدنيا واقعدها، وبارك عبدالناصر هذا الحب والزواج، بل إنه ضمن أشرف مروان في قرض بنكي بمبلغ أربعة آلاف جنيه مصري استخدمه في بناء فيلا الزوجية بضاحية مصر الجديدة وهو البيت نفسه الذي تقيم فيه منى عبدالناصر حتى الآن· والمهم في الأمر أن زواج أشرف مروان ومنى عبدالناصر تم في عام 1968 ومن يومها بدأ سطوع نجم أشرف وصعوده إلى قمة السلطة· ومنذ أعوام قليلة أصدر المؤرخ اليهودي اهارون بيرجمان كتاباً يشبه القنبلة المدوية اتهم فيه أشرف مروان بأنه جاسوس رسمي ضد مصر لحساب إسرائيل، لكن بيرجمان لم يذكر الاسم الصريح لأشرف في كتابه المدوي واكتفى باسماء حركية أطلقها عليه الموساد الإسرائيلي ومنها الصهر والعريس و''رسول بابل'' و''هاموتين'' ومعناها بالعبرية زوج الابنة· ولم يحرك أشرف مروان ساكناً للرد على بيرجمان واكتفى بكلام مقتضب حول أن الذي قاله بيرجمان كلام سخيف ومحض افتراء وخيال مريض، ولم يستمع لنصيحة من طالبوه بمقاضاة المؤرخ اليهودي على الرغم من أن التعويض في مثل هذه الدعاوى يصل إلى ملايين الدولارات بالإضافة إلى ضرورة الدفاع عن سمعته واسمه الكبير في عالم السياسة خلال عهدي عبدالناصر والسادات· واستشاط المؤرخ اليهودي بيرجمان غضباً عندما علم بتعليق أشرف مروان على كتابه وقال: كيف يزعم أن كلامي سخيف وخيال مريض وقد اهديت إليه نسخة من الكتاب قبل طرحه في الأسواق وكانت بيننا اتصالات هاتفية واتفقنا على اللقاء لنوحد وجهات نظرنا فيما يقال؟ وورد في كتاب بيرجمان أن أشرف مروان عرض نفسه على الموساد الاسرائيلي عام 1968 وابدى استعداده لأن يكون رجل إسرائيل في بيت عبدالناصر، وقد شعر الإسرائيليون بالصدمة المروعة لهذا العرض المفاجئ لكنهم لم يفرطوا في هذا الصيد الثمين وعاملوا أشرف معاملة خاصة جداً ودللوه وأغدقوا عليه الأموال وكانوا يعطونه مائة ألف جنيه استرليني مقابل كل لقاء لهم معه· وكان كبار قادة إسرائيل فقط هم المصرح لهم بالاطلاع على تقارير أشرف مروان ومنهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الموساد، وقد قدم أشرف مروان حسب زعم المؤرخ اليهودي اهارون بيرجمان للاسرائيليين نسخة مكتوبة من حوار الرئيس جمال عبدالناصر مع القادة السوفييت عام 1970 والذي طلب فيه أسلحة من أنواع محددة لمواجهة إسرائيل، كما نقل إليهم نسخة من رسالة سرية بعث بها الرئيس السادات إلى القادة السوفييت عام 1972 يطلب فيها أيضاً صواريخ لحماية سماء مصر من طلعات سلاح الجو الإسرائيلي· ويقول اهارون بيرجمان إن أشرف مروان نقل للاسرائيليين تفاصيل خطة الزعيم الليبي معمر القذافي للانتقام من إسقاط إسرائيل للطائرة المدنية الليبية فوق سيناء والتي راح ضحيتها مئات الركاب ومنهم مذيعة التليفزيون المصري الراحلة سلوى حجازي· وكانت الخطة تقضي بإرسال صواريخ وقاذفات إلى مجموعة فلسطينية في روما لتستخدمها في خطف وتفجير إحدى طائرات شركة ''العال'' الإسرائيلية، وقد تم اكتشاف المخطط والقبض على هذه المجموعة قبل تنفيذ العملية واعتبرت إسرائيل ذلك أكبر دليل على ولاء أشرف مروان خاصة أن الصواريخ والقاذفات تولت نقلها زوجته منى عبدالناصر داخل سجاجيد ملفوفة بعناية فائقة· تجدد الاتهام وفي الأسبوع الأول من اكتوبر 2003 جددت إسرائيل اتهامها لأشرف مروان بأنه كان جاسوساً لحسابها وبشكل رسمي وذلك من خلال وثائق سرية أفرجت عنها تل أبيب بعد مرور أكثر من ربع قرن على حرب أكتوبر ·1973 وقالت صحيفة ''معاريف'' الاسرائيلية إن أشرف مروان كان وراء عملية اغتيال الفريق الليثي ناصف في لندن في صيف عام 1973 وأكدت أن أشرف كان يحمل لقب ''الطفل المعجزة'' لدى الموساد الإسرائيلي· وبعد تجدد اتهامه بالتجسس لحساب إسرائيل غادر أشرف مروان مصر إلى الولايات المتحدة وخضع هناك لجراحة دقيقة في القلب ولم يعد إلى مصر إلا نهاية أبريل الماضي لحضور عقد قران جمال مبارك نجل الرئيس المصري على خديجة الجمال، وكان حضور أشرف مروان مفاجأة كبيرة وقيل إنه جاء بدعوة من الرئيس حسني مبارك الذي يحرص على دعوة أسرتي الرئيسين الراحلين عبدالناصر والسادات في المناسبات الخاصة والعامة· والمهم في الأمر أن أشرف مروان لم يكن يزور مصر كثيراً وكان يدير شركته الاستثمارية المسماة ''الاتحاد العربي للاستثمارات'' عبر الهاتف، والشركة تحتل مبنى مستقلاً اشتراه أشرف مروان من رجل الأعمال المصري المقيم في لندن رشدي صبحي عام 1979 ورشدي هذا كان أيضاً ومازال رجل أعمال غامضاً وقد مات ابنه كريم في ظروف غامضة أيضاً عندما تحطمت طائرته في الهند قبل سنوات· وليس في حياة أشرف مروان مثل موته سوى الغموض والألغاز فقد كان على خلاف حاد وخصومة كبيرة مع رجل الأعمال المصري المقيم في لندن محمد الفايد ووقف أشرف مروان مع خصم الفايد ومنافسه في صفقة محال هارودز الشهيرة، وهناك من ذهب الى أبعد من ذلك وأكد أن لأشرف مروان دوراً في الحادث الشهير الذي اودى بحياة الأميرة ديانا وصديقها عماد أو دودي الفايد ابن محمد الفايد، وعندما تكثر الألغاز والغموض تكون الفرصة سانحة لإطلاق العنان للخيال ومحاولة الباسه ثوب الحقيقة، والمؤكد في الأمر أن خلافات أشرف مروان والفايد كانت خلافات تجارية ومالية وتدخل في إطار التنافس على الصفقات بين رجال الأعمال بدليل أنها حُسمت تصالحاً قبل أشهر من رحيل أشرف مروان· ولا ينبغي التوقف كثيراً عند الخلافات التجارية بين رجال الأعمال ومحاولة تأويلها وتحويلها إلى جرائم وتحميلها أكثر مما تحتمل ومثل هذه الخلافات تبدو الآن عادية حتى إن جمال مروان ابن الراحل أشرف مروان كان ومازال طرفاً في خلاف كبير مع رجل الأعمال نجيب ساويرس ووصل الصراع بينهما إلى ساحات القضاء وبلغ حد صدور قرار بمنع جمال مروان من السفر· الاتهامات التي طالت أشرف مروان خطيرة للغاية وساهم هو نفسه في تأكيدها بصمته وعدم رده لكن الصديق الصدوق للدكتور أشرف مروان وهو الدكتور علي السمان الذي عمل مراسلاً إذاعياً في باريس سنوات طويلة ثم عمل في لندن وترأس فترة من الزمن لجنة حوار الأديان يقول: هناك فرق بين الشخصية العادية والشخصية العامة فالأولى يمكنها الرد والدفاع عن نفسها ومقارعة الحجة بالحجة، لكن شخصية عامة مثل أشرف مروان الذي يعرف الكثير وكان في قلب المطبخ السياسي المصري سنوات طويلة لا يمكنه إلا الصمت من أجل مصلحة وطنه، ويمكن أن يقال إن صمت أشرف مروان تضحية جديدة من أجل وطنه· طراز نادر من الوطنيين وقال الدكتور السمان إن الدكتور اشرف مروان آثر مصلحة وطنه وتركهم يشوهون صورته وسمعته كما يريدون ورفض كتابة مذكراته مثل كثيرين فعلوا ذلك وقال إن ما يعرفه لا ينبغي أن يقوله لأنها أسرار وطنه التي يجب أن يكون أميناً عليها· وأضاف السمان: قال لي الدكتور أشرف مروان: كيف اكتب مذكراتي وما لدي من معلومات يمثل 90 في المئة من أسرار الدولة؟ وبعد المعلومات الغزيرة التي وردت في كتاب بيرجمان يقطع المؤرخ اليهودي نفسه بأن الدكتور أشرف مروان لم يكن جاسوساً لحساب اسرائيل لكنه كان عميلاً مزدوجاً لمصر وإسرائيل معاً بدليل أن مروان كما يقول لبيرجمان أبلغ إسرائيل بموعد عبور قناة السويس في حرب أكتوبر بشكل خاطئ وحدد ساعة الصفر في موعد متأخر أربع ساعات عن الموعد الحقيقي· ويقول اهارون بيرجمان: لقد سألته عن سبب المعلومة الخاطئة فرد بهدوء: الإبلاغ بموعد متأخر أربع ساعات لا يغير من الأمر شيئاً· وتابع قائلاً: كلنا شاركنا في إرباك إسرائيل· وحتى صفة العميل المزدوج التي انتهى إليها اهارون بيرجمان ينفيها الدكتور علي السمان بشدة ويقول: لا يمكن أن يكون أشرف مروان هكذا، إنه طراز نادر من الوطنيين الشرفاء ولا ينبغي أن نستقي معلوماتنا من الصحافة أو أي مصادر إسرائيلية لأن إسرائيل تريد تشويه كل قيمة عربية جميلة· ويوضح الدكتور السمان: لا ينبغي ترك العنان للخيال بشأن وفاة الدكتور أشرف مروان فالتحقيق مازال مستمراً في بريطانيا ولا يجب أن نستبعد سقوطه من الشرفة بسبب الدوار وتدهور حالته الصحية والمعروف أن محكمة ويستمينستر ستنظر قضية مصرع أشرف مروان في الخامس عشر من الشهر المقبل· ولكن الاسئلة تدق الرؤوس بعنف مرة أخرى ومنها السؤال عن سبب الإقامة شبه الدائمة للدكتور أشرف مروان في لندن على الرغم من أن له شركة كبرى في مصر لكنه يكتفي بإدارتها عبر الهاتف، فأشرف مروان منذ اعتزاله أو تركه الحياة السياسية منذ ترك منصب رئيس الهيئة العربية للتصنيع توجه إلى لندن ولم يزر مصر إلا مرات قليلة اخرها عندما حضر للمشاركة في حفل زفاف جمال مبارك نهاية أبريل الماضي· وهناك من يشير إلى أن إقامة مروان في لندن علاجية لأنه كان يعاني متاعب خطيرة في القلب وفي شرايين الركبة وتطلب هذا إقامته بشكل شبه دائم في العاصمة البريطانية التي يتلقى العلاج بها· وحصل أشرف مروان على الجنسية الكندية منذ خمس سنوات بعد إشرافه على مشروع عمراني كبير في مونتريال جعله مقرباً من الكنديين الذين منحوه أوسمة كثيرة ثم منحوه الجنسية· وكان أشرف مروان دائم الذهاب إلى إسبانيا ولاسيما إلى منطقة ماربيلا وكان يقيم فيها الحفلات لمناسباته الخاصة وهي الحفلات التي أحياها اكثر من مرة المطرب عمرو دياب والراقصة دينا وكانا أقرب الفنانين إلى قلب الدكتور أشرف مروان· الرهان الخاسر وخسر المراهنون على أن اشرف مروان مغضوب عليه في مصر وأنه في منفى اختياري بلندن أو غيرها من العواصم الغربية· فقد كانت جنازته مهيبة وشارك في مراسم تشييعه مندوب عن الرئيس حسني مبارك وكبار رجال الدولة وجمال مبارك نجل الرئيس المصري وآلاف من المصريين كما أن سرداق العزاء امتلأ عن آخره بكل رموز المجتمع المصري،وإعلان الرئيس المصري صراحة أن أشرف قام بأعمال وطنية لم يحن وقت كشفها والمشكلة الآن أن الخيال أصبح سيد الموقف في قضية الدكتور أشرف مروان لأن الرجل مات وكل الذين عمل معهم وجاورهم وينسب إليهم مدحه أو ذمه ماتوا فلا احد يستطيع أن ينفي ولا احد يمكنه أن يثبت فقد قيل إن الرئيس عبدالناصر الذي زوج أشرف مروان ابنته منى لم يكن يثق به وجعل دوره هامشياً في الحياة السياسية، وهذا كلام لا يستقيم إذ كيف يمكن أن يزوجه ابنته ثم لا يثق به أو يتهمه في وطنيته؟ ويقال إن أشرف مروان الذي عمل سكرتير الرئيس السادات للمعلومات طلب من السادات بعد واقعة 15 مايو والقضاء على مراكز القوى أن يكلفه بالمهام التي كان عبدالناصر يكلف بها سامي شرف مدير مكتبه وسكرتيره للمعلومات أيضاً، لكن السادات قال لمروان: لسه بدري يا أشرف، وهذا أيضاً كلام ملفق لأن أشرف مروان تولى في عهد السادات بالفعل المهام نفسها التي تولاها سامي شرف· ويؤكد أهل الروايات أيضاً أن السادات أسند لأشرف مروان منصب رئيس الهيئة العربية للتصنيع من أجل إبعاده عن المطبخ السياسي· وسأل المقربون السادات: لماذا لا تتخلص نهائياً من أشرف مروان إذا كنت لا تثق به؟ فرد السادات: إن أشرف مروان يؤدي خدمات للوطن لا تسمح لي كرامتي بتأديتها· وكل هذا كلام ليس عليه دليل، وليس من المعقول اعتبار الهيئة العربية للتصنيع مكاناً هامشياً ينفى إليه المغضوب عليهم فقد كانت الهيئة مشروعاً عربياً عسكرياً عملاقاً واثارت غضب اسرائيل الشديد عند انشائها· وهناك من يؤكد أن الهيئة لو استمرت بالزخم نفسه الذي كانت عليه في ظل رئاسة أشرف مروان لكان لها الآن شأن اخر· وفي النهاية فإن الهيئة العربية للتصنيع ماتت وكل المشروعات العربية العملاقة وغير العملاقة ماتت وأشرف مروان مات والحقيقة أيضاً ماتت·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©