الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة بوتين-بوش··· خطة روسية مفصلة للدفاع الصاروخي

قمة بوتين-بوش··· خطة روسية مفصلة للدفاع الصاروخي
4 يوليو 2007 01:42
بعد إعلانه أنه ذهب إلى ''كينيبنكبورت'' كي يلهو، عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس ليصرح بأنه أصبح مستعداً بعد يومين من الاجتماعات مع الرئيس بوش، للإفاضة في الحديث عن تفاصيل مقترحه الخاص بمنظومة الدفاع الصاروخية المشتركة بين بلاده والولايات المتحدة، وهو مقترح وصفه بأنه يمثل خطوة لو تمت فإنها ستنقل العلاقات الأميركية- الروسية إلى ''مستوى جديد تماماً'' من التعاون· ولكن المنظومة التي اقترحها بوتين، ستكون تحت السيطرة روسياً في معظمها، علاوة على أنها ستُبنى وفقاً لشروطها· وعلى الرغم من أن بوتين وصف ذلك المقترح، بأنه يمثل ''حلاً وسطاً''، فإنه في حقيقته ليس سوى رفض - أو استمرار لرفض- الخطة الأميركية لنشر منظومات دفاع صاروخية في بولندا وجمهورية التشيك، والتي يقول بوش إنها ضرورية لمواجهة التهديدات التي تمثلها الدول الساعية لامتلاك أسلحة نووية مثل إيران· أما ''بوتين''، فهو وعلى العكس من بوش، يرى أن هذه المنظومة تشكل تهديداً محتملاً لروسيا، وهو ما دعاه كما يقول لتقديم منظومة بديلة للدفاع ضد مثل تلك التهديدات، يتم تطويرها بالتعاون مع ما يعرف بـ''مجلس الناتو- روسيا''، وهو مجلس للتعاون تم إنشاؤه عام ·2002 وقد أدهش هذا المقترح الأميركيين، وبدا وكأنه سيؤدي إلى المزيد من المساومة والجدل بين الدولتين بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدت بينهما في'' كينيبنكبورت''، والتي وصفت بأنها محاولة لتخفيف الاختلافات في وجهات النظر بين البلدين· وخطة بوتين الجديدة ستتضمن محطة الرادار التي اقترحها بوتين الشهر الماضي كبديل عن المنظومة الأميركية للدفاع الصاروخي، وهو الاقتراح الذي وصفته المصادر الأميركية بأنه غير كاف، على الرغم من أن بوتين قال إنه على استعداد لتحديث المحطة، وتزويدها بمنظومة رادار مبكر تقام في جنوب روسيا وكذلك بموقعين لتقاسم المعلومات يقامان في كل من موسكو وبروكسل· وقد علق بوتين على ذلك في معرض إجابته عن أحد الأسئلة التي وجهت له هو وبوش في نهاية الاجتماعات التي عقدت بينهما بقوله:''وفي هذه الحالة- يقصد اقتراح المحطة وتطويرها- لن تكون هناك حاجة لوضع المزيد من المنشآت في أوروبا، وأنا هنا أعني المنشآت التي تمت إقامتها في جمهورية التشيك وقاعدة الصواريخ التي أقيمت في بولندا''· الأميركيون ومسؤولو ''الناتو'' كانوا قد أدلوا بتصريحات قالوا فيها إن موقع تلك المحطة في جمهورية أذربيجان أقل فائدة من المنظومة، التي تنوي أميركا نشرها في بولندا وجمهورية التشيك، لأنها ستكون قريبة جداً من إيران بدرجة قد لا تسمح لها باعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من هناك· وتعليقاً على الاقتراح المقدم من بوتين قال بوش إنها- المحطة- لم تقنعه من الوهلة الأولى، وإنه يعتقد أن جمهورية التشيك وبولندا يجب أن تكونا جزءاً لا يتجزأ من النظام· ولكن ''ستيفن هادلي'' مستشار الأمن الوطني الأميركي قال إن اقتراح بوتين يمثل علامة جيدة في حد ذاته، وإنه يدل على أنه راغب في التعاون مع الولايات المتحدة و''الناتو'' من أجل إنشاء منظومة دفاع صاروخية· والخلافات التي ثارت بشأن هذه المنظومة تعتبر مثالاً على التعقيدات الجديدة التي تكتنف العلاقات الأميركية- الروسية في إطار محاولة كل دولة من الدولتين ترسيخ مكانتها الدولية· وقد تمثل ذلك بشكل واضح في مضمون الإجابات التي قدمها كل من الرئيسيين عن الأسئلة المتعلقة بالمعلومات الاستخباراتية التي سبقت الحرب ضد العراق، وكذلك موضوع التعذيب الذي أثاره مؤخرا ''لاري كنج'' مقدم البرامج اللامع في شبكة ''سي·إن·إن'' في لقائه مع جورج تينيت الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية· ولم يعلن الزعيمان عن أي اختراقات بشأن خلافاتهما حول موضوع استقلال كوسوفو، على الرغم من أن ''ستيف هادلي'' قال إن الولايات المتحدة وروسيا ستعلنان هذا الأسبوع أنهما قد انتهيتا من إعداد التفاصيل المتعلقة بالاتفاقية الخاصة بتقاسم المواد النووية التي اتفقتا عليها في صورتها العامة العام الماضي· كما لم يعلن الطرفان كذلك عن أي اتفاق بخصوص العقوبات ضد إيران بسبب برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم، وكل ما قاله بوش في هذا الصدد هو إنه قد اتفق مع بوتين على أنهما بحاجة إلى إرسال رسالة قوية معاً إلى إيران، على الرغم من أن بوتين ألمح أن هناك دلائل جديدة على رغبة إيران في التعاون مع المجتمع الدولي· ويقول المراقبون الأميركيون على أن الفكرة من دعوة بوتين إلى منتجع عائلة بوش الخصوصي في'' كينيبنكبورت'' كانت تتمثل في التقريب بين الزعيمين وجمعهما معا لتقوية علاقتهما الشخصية بطريقة تثبطهما عن إطلاق التصريحات العنيفة ضد بعضهما بعضا كتلك التي تبادلاها في الفترة الأخيرة· ومن هذه الزاوية قال الطرفان إن الزيارة قد مضت على نحو جيد· وعلى ما يبدو أن جواً مرحاً قد ساد جو الزيارة، ففي أثناء لقائهما مع المراسلين الصحفيين، حاول الزعيمان في البداية أن يضفيا على نفسيهما مظهر الجدية والصرامة، إلا أن تلك المحاولة سرعان ما انقشعت عندما بدآ يناقشان ما فعلاه في أثناء الزيارة، وكيف أنهما ذهبا صباحاً لصيد السمك وأن بوتين قد اصطاد سمكة كبيرة من نوع ''القاروس المرقط'' في حين أن بوش ووالده الرئيس الأسبق لم يصطادا شيئاً· وقد حاول بوتين أن يبدو رقيقاً أمام مضيفيه فقال: إن اصطياده لتلك السمكة كان نتيجة لجهد جماعي وأنهم قد قرروا إهداء السمكة لكابتن الفريق· وبعد ذلك صحح بوتين ما قاله فقال إنهم قد قرروا في النهاية إعادة السمكة مرة ثانية الى الماء· جيم روتينبيرج محرر الشؤون الخارجية في ''نيويورك تايمز'' ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©