الإمارات تبتكر، تفتح نافذة للضوء في دهاليز الحياة، ترسم الغد المشرق في صفحة الأيام، توجه عقول الصغار نحو إعمال العقل والتفكر في المشكلات التي تواجه الكوكب، فالخريطة الآن واضحة المعالم، والطريق إلى القمر لم يعد صعباً، وغزو الفضاء رحلة تتشكل في عقل الوطن، والوصول إلى القمة هدف أسمى، والحفاظ عليها أمل كبير، وفي هذه الأيام تستنهض الإمارات طاقتها الفكرية في شهر الابتكار الذي يحتفي بالمبتكرين من خلال تخصيص أسبوع لكل إماراة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ومن أبرز مكتسبات فعاليات الابتكار التي تستثمر في العقول وتبدع عبر منظومة تعتمد على العلم والذكاء، هو تكامل الأدوار، وتضافر الجهود بين الحكومة والمجالس التنفيذية للإمارات ومؤسسات القطاع الخاص والفعاليات الأكاديمية والمجتمعية، إذن الإمارات تبتكر بخطى واعدة، وتمنح الأجيال الجديدة فرصة تأكيد حضورها إبداعياً في المشهد العام خلال هذا الحدث الأبرز بكل تفاصيله المدهشة التي توضح حجم الإنجازات القوية، وتعكس في الوقت نفسه الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة الرشيدة للدولة بالابتكار كمكون حضاري يعزز الوعي بأهمية الإنجاز العلمي ودوره في بناء مستقبل الدولة، خصوصاً أننا نعيش مرحلة تحتاج للتنمية واستغلال الموارد في استشراف المستقبل عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، ومد يد العون للمخترعين وأصحاب المشاريع المفيدة التي تضع حلولاً مبدعة لمشكلات عصرية ومجتمعية، وما من شك في أن الابتكار يعتمد على ثقافة يجب ترسيخها وفق نظم علمية دقيقية، وفي هذه الأثناء التي تشتعل فيها جذوة العمل والانجاز بين إمارات الدولة تكتمل خارطة الطريق المستقبلية لمسيرة الابتكار ومبادراته الخلاقة التي تعمل على تشجيع الصغار والكبار والمؤسسات المعنية كافة بضرورة وضع الأهداف والعمل على تحقيقها، ليكون في كل بيت مبتكر، وفي كل مدرسة مجموعة من المخترعين، وفي كل جامعة مشاريع عملاقة لبناء نهضة الوطن، بخاصة أن شهر الابتكار الذي نعيشه في هذه الأيام يعد ترجمة فعلية لتوجيهات القيادة الرشيدة في الدولة من أجل تحويل الابتكار إلى منهج عمل وأسلوب حياة.
محمد عمر الهاشمي
عدد اليوم
