الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنها دانة الدنيا

17 فبراير 2018 23:04
عندما تصل إلى بلد ما لأول مرة، يحفظ ذهنك الانطباعات الأولى عنها، وتلك الصورة الأولى قد تكون أزلية وأبدية، ومن أهم تلك الصور الابتسامة التي تستقبل كل سائح وزائر في المطارات، والمواصلات، كما تبدأ الألفة بين السائح والمدينة من خلال العمران والتخطيط والطرق والجسور، والعنصر المهم والأهم وهو العنصر البشري الذي غالباً ما يتحرك وفق المنهج المعد والمرسوم والمخطط له من قبل مسؤولي البلد. والمهم عندنا هنا الإعلام بشكل عام من صحف ومجلات، وهو النافذة التي تفتح دفتيها ليتسلل منها شعاع الحضارة، وعناصرها الاقتصاد، السياسة، الأخلاق، العلوم والفنون. فعلى مدار أكثر من شهرين، كنت وما زلت أتردد على إحدى مدننا الخليجية بين الفينة والأخرى، وفي كل زيارة لي، كنت أحرص على متابعة إعلامها وتصفح صحفها ومجلاتها، وأمعن النظر في قسم الشؤون المحلية المختص بنشر الأخبار والأنشطة والفعاليات المحلية المختلفة، فتشعر بأن تلك الفعاليات محطات في مسيرة قطار يسير على قضبان، حددها مهندس محترف وخبير، حيث تتناغم الأحداث بين الثقافية، العلمية، الاجتماعية، التراثية، التعليمية، الترفيهية والرياضة، وكأنها حديقة غناء، ودوائرها الحكومية وجهاتها الخاصة ومراكزها الثقافية فل وياسمين، ينثرون عبيرهم الفواح في كل مكان وزمان على شكل مهرجانات، فيطال عبقها كل صاحب ذوق ومزاج، فلا ترى فرداً من أفرادها أو ساكناً على ربوع أراضيها إلا نال شيئاً من ذلك العبق. ففيها تنسجم الأيادي والأنامل ليعزفا مقطوعة موسيقية يتراقص عليها كل ساكن وزائر. فهي ليست حفنة من تراب مرصوص على شكل عمائر وبنايات أو ناطحات سحاب، إنما حباها الله جل شأنه بالموقع الاستراتيجي، وقبله رجالاتها الذين استوطنوها منذ القدم، فشيدوا فيها المدارس والمعاهد والجامعات، ممزوجة بالمباني وناطحات السحاب، واهبةً الإنسان كل مقومات الحياة الجسمانية، الشعورية، العقلية والنفسية. إنها... دبي يا سادة. حسين رضي أبو السعود - المملكة العربية السعودية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©